خاص- الملف الحكومي الى ما دون الصفر.. وهذه عدة عون لمواجهة حصاره وباسيل.. بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, April 10, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

تبدد كل التفاؤل الذي احاط بعملية تشكيل الحكومة الاسبوع الماضي. ولم تعد الامور الى نقطة الصفر انما باتت تحت الصفر باعتبار ان ما شهدته الايام القليلة الماضية سواء لجهة ارتفاع اللهجة الفرنسية وانطلاق العمل الجدي على فرض عقوبات على مسؤولين لبنانيين تعتقد باريس انهم يعرقلون عملية التشكيل، او لجهة استكمال الحصار على رئيس "التيار الوطني الحر" من خلال مقاطعته من قبل وزير الخارجية المصري، وصولا لاعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المواجهة المفتوحة في ملف التدقيق الجنائي، كلها عوامل ومؤشرات تعني ان كل الآمال بولادة حكومية قريبة تلاشت على حساب تقدم خيار وسيناريو التأزم الاضافي الذي من المتوقع ان يلمسه اللبنانيون لمس اليد انطلاقا من الاسبوع المقبل من خلال تحليق سعر صرف الدولار من جديد وعودة السجالات بين القوى السياسية والتي شهدت تراجعا كبيرا في الساعات الماضية على خلفية سعي الجميع لاعطاء فرصة لموجة التفاؤل التي كانت سائدة.

وعكس البيان الاخير الصادر عن اجتماع كتلة "الوفاء للمقاومة" خيبة أمل حزب الله مما آلت اليه الامور خاصة وان مسؤولين فيه كانوا قد خرجوا بتصريحات علنية شاركوا فيها بتعميم جو تفاؤلي، يبدو بحسب المعلومات انه كان مبنيا على معطيات حصلوا عليها من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي ابلغهم بأن كل الفرقاء سائرون بمبادرته ليتبين ان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لم يعط اي جوابا حاسما بشأنها خاصة وان تفاصيل تسمية الوزراء ظلت غير واضحة في متنها.

ولا يتوقع ان تحقق الزيارة المرتقبة للحريري الى الفاتيكان اي خرق يذكر على صعيد عملية التشكيل، اذ تؤكد المعطيات ان الهدف الاساسي منها هو "طمأنة الحريري للبابا فرنسيس بأنه لا يستهدف المسيحيين في لبنان كما يحاول ان يشيع فريق الرئيس عون ورئيس الوطني الحر جبران باسيل وبأن كل ما يفعله يندرج باطار تطبيق صلاحياته الدستورية والمبادرة الفرنسية التي وافق عليها الجميع". وتؤكد المعطيات الا مبادرة فاتيكانية لحل الازمة اللبنانية رغم مخاوف البابا على الوضع في لبنان وانه بلقائه الحريري سيشد على يده للاسراع في عملية التشكيل تجنبا لسيناريوهات خطيرة تلوح بالافق.

وتماما كما يبدو دور الفاتيكان محدود، فكذلك الدور المصري ودور جامعة الدول العربية. ويسود استياء عارم في "التيار الوطني الحر" ولدى قريبين من عون لاصرار وزير الخارجية المصري على استبعاد باسيل عن لقاءاته، وتقول مصادر قريبة من "التيار" ان "شكري اتى يشد على يد الحريري ويصطف الى جانبه بعكس ما حاول ان يشيع قبل وصوله الى بيروت لجهة سعيه لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء تمهيدا لحل الازمة الحكومية".

ويعي "التيار" ان موقف شكري يندرج باطار محاولات حصار "الثنائي" عون-باسيل وزيادة عزلتيهما، لذلك اعد عدة المواجهة التي اطلقها عون بموضوع التدقيق الجنائي، وصولا لاستعداده لاطلاق حوار مباشر مع دمشق لحل ازمة ترسيم الحدود الشمالية. فبحسب المعلومات تم تكليف الوفد الذي يفاوض اسرائيل بطريقة غير مباشرة على الحدود البحرية الجنوبية بوضع تصور اولي لآلية حل الاشكال الحدودي مع دمشق. وتشير مصادر مطلعة على الملف ان الرئيس عون لا يجد حرجا على الاطلاق بالتواصل مع الرئيس السوري بشار الاسد لحل الموضوع، وهو كما تباحث معه بالملف مؤخرا لن يتأخر عن التواصل معه مرارا وتكرارا لحل المسألة. ويبدو واضحا ان رئيس الجمهورية وضع ورقة "التطبيع" مع النظام السوري على الطاولة كسلاح فتاك بوجه اخصامه في الداخل والخارج خاصة وانه يعتبر انه لم يعد هناك ما يخسره في ظل الحصار الذي يفرض عليه وصولا للعقوبات الاميركية على باسيل والتي لم يعد مستبعدا ان تتوسع لعقوبات اوروبية عليه". وترى اوساط معارضة لعون انه "يخرق بذلك السياسة التي انتهجها لبنان منذ ١٠ سنوات لجهة تجنب اي تواصل مباشر مع السلطات السوريك وبخاصة على مستوى رؤساء الجمهورية، وحصر كل الملفات الواجب حلها بين البلدين ابى حد بعيد بمدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم".

بالمحصلة، في وقت البلد احوج ما يكون الى تضافر الجهود واعلان النفير العام لانتشال المركب اللبناني الذي اوشك ان يغرق تماما، يبدو ان القوى السياسية قررت تصفية الحسابات بين بعضها البعض مستخدمة اسلحتها الاكثر فتكا غير آبهة بمصير البلاد والعباد.