خاص- د. منصور: "السكري" يؤذي القلب والشرايين والدماغ والكلى.. كيف نشخصه ونعالجه؟

  • شارك هذا الخبر
Thursday, January 7, 2021

خاص- عبير عبيد بركات

داء السكري هو مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه، والإنسولين هو هرمون ينظّم مستوى السكر في الدم.

ولمزيد من التفاصيل يشرح د. ممدوح منصور أخصائي امراض الغدد والسكري ورئيس قسم أمراض الغدد والسكري في مستشفى الساحل عبر حديث للكلمة أونلاين معلومات عن هذا المرض الذي يصيب مئات الملايين حول العالم سنوياً.

- ما هي المخاطر المرتبطة بمرض السكري؟

يقول د. منصور أن مرض السكري هو مرض ناتج عن إرتفاع نسبة السكر في الدم، لذلك لتشخيص مريض بداء السكري يجب أن يكون إرتفاع نسبة السكر بالدم أكثر من 125 mg/dl على الريق ومخزون السكر 6.2، وهو مرض مزمن لذلك من الممكن يؤثر على أعضاء عدة في الجسم مثل القلب، الدماغ، الكلى، العيون والأطراف السفلى.

- هل يعلم مرضى السكري عن خطورة إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية؟

يعاود د. منصور تأكيده أن مرض السكري هو مرض مزمن وسبب وفاة مريض السكري الرئيسي هو تلف ونشاف الشرايين وجلطات دماغية وجلطات في القلب لذلك من الضروري شرح كل هذه المشاكل للشخص الذي يشخَّص أنه مريض سكري للحدّ من المضاعفات المزمنة التي ممكن أن تؤدي إلى وفاته.


-ما علاقة مرض السكري بأمراض الكلى؟ وماذا على مريض السكري أن يعرف بهذا الخصوص؟

مرض السكري يتلف الشرايين الرفيعة والدقيقة الموجودة خاصة في الأطراف السفلى وفي العين وفي الكلى، ونتيجة إصابة شرايين الكلى من الممكن أن تؤدي إلى نشاف وفقدان وظيفة الكلى، مما يستدعي غسيل الكلى وهو أمر صعب، لذلك الحلّ الأنسب هو الحفاظ على ضبط مستوى السكر والضغط في الدم ليكون أقل من 113 على 7.5 – 8.0 للتخفيف من هذه المشاكل كي لا نصل إلى زراعة الكلى، ولكن يتابع د. منصور أنه ليس لدينا سياسة التبرّع بالأعضاء في لبنان لأسباب دينية وإجتماعية، لذلك يجب تحفيز العالم على هذه الخطوة لمساعدة الآخرين، وعلى مريض السكري مراقبة وظيفة الكلى عن طريق فحوصات يجريها له الطبيب المعالج مثل الكرياتينين Creatinine بالدم لأنها اذا ارتفعت ولو شيء بسيط فهي تفقده 20 الى 30 % من وظيفة الكلى، أي إذا كان المعدّل 0.8 او 0.9 وأصبح 1.1 او 1.2 فهذا مؤشّر خطير، أيضا الفحص الثاني الذي يمكن للمريض القيام به هو عن طريق فحص البول لمعرفة الى أي مدى ما زالت وظيفة الكلى تعمل، ومن الفحوصات الفعالة التي يطلبها الطبيب بشكل دوري هي تجميع البول لمدة 24 ساعة لمعرفة مستوى الزلال والكرياتنين Creatinine في البول، والقيام أيضا بصورة صوتية للكلى لمعرفة حجمها ومراقبتها.

- ما هي آخر التوصيات العالمية في علاج مرض السكري؟

يؤكّد د. منصور أن آخر التوصيات العالمية لهذا المرض تبنّت علاجات تحافظ على قلب المريض كي لا يصاب بسكتات قلبية أو قصور بعضلة القلب، وإحدى هذه العلاجات هو SGTL2 الذي يمنع إمتصاص الكلى للسكر الزائد في البول ويخفّف الإصابة بقصور عضلة القلب ونشاف الشرايين والجلطات، مما يخفض نسبة الوفيات عند المرضى إلى 40 %.


- ماذا يشعر الشخص عندما يصاب بالسكري؟

مخزون السكر هو مستوى السكر في الدم لمدة ثلاثة اشهر ويجب ان يكون بين 4.5 و 6 لذلك من الضروري إتباع نظام غذائي صحي ورياضة للحفاظ على مستوى سكر معتدل في الدم كي لا يتخطّى 6.2، وتُسمى هذه الفترة "ما قبل السكري" Pre- Diabetes ويكون مخزون السكري بين 5.8 و6.2 فكلما اكتشفنا الشخص المصاب في هذه الفترة يمكن أن نحدّ من تطوّر المرض إلى Diabetes ، وممكن أن يلاحظ المريض بعض العوارض مثل شرب الماء المتكرّر، العطش، التبوّل المتكرر ليلاً والتعب الشديد، انخفاض الوزن، تعب في العيون، سخونة أو تنميل في الأطراف السفلى.. فهذه كلها دلالات على أنه يجب معاينة الطبيب، فكلما اكتشفناه مبكراً كلما انخفضت المشاكل المترتبة منه خاصة التي تؤثر على الشرايين الواسعة والصغيرة، وقد برهنت بعض الدراسات أنه كلما انخفض 1 % من مخزون السكري عند المرضى كلما قلّت الوفيات بنسبة 14% والوفيات الناتجة عن أمراض القلب بنسبة 24%، وهي أرقام مهمّة اذا تمَ الإنتباه على كل هذه العوارض.

-نعلم أن مريض السكري مشترك بين الطبيب العام، طبيب القلب، الكلى و الغدد، كيف يتم التعامل بين مختلف الإختصاصات مع مريض السكري وهل هناك طريقة مثلى؟

طبعاً يجب على كل الأطباء العمل سوياً لحماية المريض كي لا يعاني من المضاعفات التي تكلّمنا عنها سابقاً، من هنا مسؤولية طبيب الصحة أن ينصح مريضه لزيارة طبيب أخصائي في أمراض السكري الذي بدوره يحوّله إلى طبيب قلب أو كلى إذا توافرت عنده بعض الأعراض

Abir Obeid Barakat