خاص- الجَهل ثم الجَهل.. "Pre-lockdown party".. "ليش في كورونا "؟

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 6, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

عبير بركات

لم يمرّ أسبوع على تداول مشاهد السهرات المبكية لليلة رأس السنة، دون التزام معايير الوقاية والسلامة العامة، عندما احتفل اللبنانيون وكأن البلد بألف خير وكأنّ لا زيادة مخيفة في إصابات كورونا التي وصلت إلى ثلاثة آلاف وخمسمئة وسبع اصابات في يوم واحد، والف وأربعمئة وخمس وخمسين حالة وفاة حتى يومنا هذا. هذه الحالة تُظهر إنعداماً مستغرباً للمسؤولية عند البعض وغياباً لافتاً للوعي لدى الكثير من اللبنانيين الذين يتجاهلون خطورة الوضع الوبائي، فيما الحكومة غائبة أو بالأحرى غضّت النظر عن كثافة الناس في بعض الفنادق "المهمة" و"المدعومة" في البلد، بينما فرضت رقابتها على بعض المؤسسات الصغيرة، كما هو حال المحسوبيات في لبنان، فالكبار مدعومون والصغار يدفعون الثمن!

وفي محاولات للتحايُل على الحكومة وقراراتها بإغلاق البلد بدءاً من نهار الخميس المقبل، عمد اللبناني "الذكي" إلى تنظيم حفلات قُبيل بدء فترة الإقفال العام سُمّيَت "Pre-lockdown party" وطبعاً دون مراعاة خطورة إنتشار فيروس كورونا في ما بين الحاضرين، والخطر الكارثي الذين يتعرضون له ويُعرّضون الأشخاص المسؤولين إلى انتقال العدوى إليهم، وكأن الهدف من قرار الإقفال معاقبة الناس لا حمايتهم.

وفي هذا السياق، عمد بعض الفنانين إلى نشر صور لحفلاتهم الأخيرة قبل البدء بفترة الإقفال، بدل أن يشجعوا الناس على ملازمة منازلهم لحماية أهلهم وأحبائهم ورفع مستوى الوعي لدى الناس وتحذيرهم من خطورة إنتشار الفيروس.

وما زال بعض الجهلة يسألون بسخرية بعد سنة على انتشار الفيروس في العالم "ليش في كورونا " أم "كلّها شويّة grippe"، أم "أنا شاب ما بصرلي شي".. وهنا نسأل "إلى أين سيصل الإستهتار بالبعض؟ أليس لديهم أهل أو كبار في السن ضمن عائلاتهم يحبونهم ويخافون عليهم؟ ألا يخشون أن يلتقطوا العدوى منهم؟ هل يستطيعون تحمُّل عُقدة الذنب طوالَ حياتهم بأنهم تسببوا بوفاة أب ٍ أو أم أو جدّ أو جدة؟ ألم تروا أن الإنسان في زمن الكورونا يموت "رخيصا" ولا يمكن لأهله أن يقيموا له جنازة "من قيمتو" كما هي عاداتنا وتقاليدنا؟"

اليوم، الكرة في ملعب السلطة خاصة أن الكثيرين من الناس غير أهل لتحمّل المسؤولية، فلتُطبّق القانون ولتزد الغرامات، فلا شيء يُلزم اللبناني سوى "جيبته" ووداعاً لعبارة "كونوا مسؤولين"!

Abir Obeid Barakat