خاص- الحريري في "الحجر الاختياري".. وباسيل مهدد بالاغتيال! - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 5, 2020

خاص- الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

وكأنه لم يكن ينقص لبنان واللبنانيين الا التحذيرات من اغتيالات وعمليات امنية خلال فترة العيد، كي تصل الضغوط التي يعيشونها الى مستوياتها القياسية. فبعد انفجار الازمة الاقتصادية والاجتماعية واندلاع الانتفاضة ومن بعدها الوقوع في ازمة مالية كبرى مع انهيار الليرة الذي تزامن مع ازمة كورونا وصولا لانفجار مرفأ بيروت وبعدها دخول البلد في فراغ حكومي، تأتي التحذيرات في الايام الماضية من خلل امني، لتتوج عاما ثقيلا جدا لم يعرف اللبنانيون له مثيلا.
فبعد ان كان الحديث عن مخاوف امنية الى حد كبير غير جدي، تحول الشغل الشاغل للبنانيين خاصة بعدما تم طرح الملف من قبل اكثر من جهاز امني على طاولة المجلس الاعلى للدفاع. وبحسب المعلومات، يبدو ان الخوف الحقيقي هو من عمليات اغتيال تزعزع الامن الداخلي، اكثر من اعمال امنية موسعة كالتي يتم الترويج لها وانها قد تنطلق من مخيمات النازحين السوريين. وفي هذا المجال، تقول مصادر مطلعة ان هناك مخاوف حقيقية تحيط برئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل من منطلق ان اغتياله يحقق اكثر من هدف في آن، فهو اولا يؤدي لفك ارتباط التيار وبالتالي المسيحيين بحزب الله من خلال وضع حد لتفاهم مار مخايل. ثانيا، يهدد مصير "التيار" ككل باعتبار ان لا شخصية مهيأة لخلافة باسيل في ظل الانقسامات الكبيرة داخل التيار، ما يحيل الزعامة المسيحية تلقائيا الى معراب. ثالثا، قد يؤدي لفتنة داخلية تجعل الارضية مهيأة لعمل عسكري اسرائيلي بوجه حزب الله. ويضع مقربون من حزب الله هذا السيناريو في اطار خطة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو للبنان والتي تنتهي صلاحياتها خلال شهر، ما يعني ان الايام والأسابيع القليلة المقبلة تستدعي الكثير من اليقظة الامنية.
وتشير المعلومات الى ان باسيل يتخذ اصلا اجراءات مشددة منذ فترة، بعد ابلاغه من قبل اكثر من جهاز امني بالمخاطر المحيطة فيه، وقد زاد هذه الاجراءات مؤخرا والتي تلحظ بشكل اساسي التخفيف قدر الامكان من التنقل، علما ان هناك من نصحه بعدم التجول على الاطلاق في شهري تشرين الثاني وكانون الاول.
ولحظت الاجراءات الامنية المتخذة نواب وقياديين امنيين كانوا يتنقلون من دون عناصر امنية، فباتوا اليوم يتخذون تدابير جديدة خوفا من اي عمل امني قد يطالهم.
ولا شك ان المخاوف من اغتيالات لا تطال حصرا العونيين، فرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري كان وسيبقى ابرز الاهداف
من منطلق ان اغتياله قد يكون شبيها الى حد بعيد باغتيال والده ما يؤدي لقلب المشهد الداخلي رأسا على عقب. وفي هذا الاطار، تقول المصادر ان الحريري دخل اصلا في "حجر اختياري" لعلمه بأن المرحلة تستدعي ذلك سواء من الناحية الامنية او السياسية، لافتة الى ان هناك رأيين داخل تيار "المستقبل"، الاول يؤيد التروي وانتظار المتغيرات في المنطقة بعد الانتخابات الاميركية، والثاني يدفع باتجاه تقديم الحريري "تشكيلة امر واقع" لرئيس الجمهورية لالقاء مسؤولية تأخير التشكيل والفراغ على مستوى السلطة التنفيذية عنه. وتضيف المصادر:"لكن يبدو ان الرئيس المكلف حسم امره وهو يتمسك بوجهة النظر الاولى انسجاما مع نصائح خارجية تلقاها في هذا الاتجاه".
وبحسب المعلومات المتوافرة، فان النقطة الابرز التي تعيق التشكيل هي تمثيل حزب الله في الحكومة، سواء مباشرة او غير مباشرة. اما باقي النقاط والعقد فهي قابلة للحلحلة خلال ساعات اذا تم تخطي العقبة الرئيسية. ويعول الحريري على الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال اسابيع، عساه يحمل "حلا سحريا" وان كان غير متفائل كثيرا في هذا المجال نتيجة الموقف الاميركي الحالي الذي يبدو اكثر من متشدد وغير مستعد للتجاوب مع المسعى الفرنسي.
فهل تصح المراهنة على متغيرات كبيرة في موقف واشنطن بعد استلام جو بايدن الرئاسة؟ ام يكون حتى ذلك الوقت الاوان قد فات ودخل لبنان في مسلسل اغتيالات تطيح بما تبقى من اعمدة صامدة في الهيكل اللبناني؟!