اعتبرت فرنسا كأول ردة فعل على اعتذار الرئيس المكلف تأليف الحكومة مصطفى أديب ان ما ارتكبته الأحزاب السياسية في لبنان هي خيانة جماعية في حق كل اللبنانيين من كل الطوائف، فهم على مر السنوات استفادوا من سلطتهم المذهبية ومن تحريك شارعهم بالغرائز الطائفية، وشرعوا الفساد والسرقة في مختلف قطاعات الدولة فباتوا أثرياء وأصحاب نفوذ ولم يتمكنوا من الشبع بعد..
لم يعد اللبناني يثق بالسلطة ويشعر انه يعيش في شريعة الغاب، فبين الانهيار المالي والاقتصادي والمجاعة الزاحفة والفوضى الأمنية التي يعيشها لم يعد للأمل مكان في قاموسه..
سلوك السياسيين هذا لم يعد ينفع، والناس لم تعد قادرة على التحمل، ولا يهمها ان تشكلت حكومة محاصصة سياسية كما جرت العادة، او بقيت حكومة تصريف أعمال، سيما أن الوضع مع أو بدون حكومة هو ذاته من فقر وبطالة وطائفية وذل وجوع وقرف..
فمن يحمي البلد من تلاعب سوق بيع وشراء الدولار في السوق السوداء الذي شهد ارتفاعاً سريعاً فور إعلان رئيس الحكومة المكلّف مصطفى أديب اعتذاره، لقد فتحت ابواب جهنم علينا وتم إدخال البلد الى مرحلة الفوضى السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية، فكيف سيتحمل المواطنون الارتفاع الجنوني المتوقع لسعر الدولار ورفع الدعم عن الطحين والدواء والبنزين بعد أن دخلنا مرحلة الانهيار الكامل؟
ايها السياسيون نحن نعيش في مزرعة وليس في دولة..
انتم لستم سياسيون ولا مسؤولون.. انتم مافيا تتحكم بنا وبمصير أولادنا..