خاص- خلف ابواب قصر الصنوبر: مثالثة واوهام رئاسية والكثير من الاستياء والاحراج! ... بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Sunday, August 9, 2020

بولا أسطيح
خاص "الكلمة اونلاين"

وكأنه لم يكن ينقص هذه الطبقة السياسية التي تشهد على اتعس مرحلة في تاريخها منذ انتفاضة تشرين الاول ٢٠١٩، الا ان يأتي من الخارج من يفاقم الاحراج الذي تعيشه على مستوى الشارع ما يهدد مصيرها ككل اكثر من اي وقت مضى.

فاذا كانت الحكومة والقوى السياسية الداعمة لها تعاطت مع خبر زيارة الرئيس الفرنسي الى بيروت لتأكيد دعمه للبنان بعد انفجار المرفأ على انه نوع من الانتصار لها باعتباره يكسر الحصار والعزلة الدولية التي تعيشها منذ فترة، فهي ما لبثت ان بدلت رأيها كليا خلال الزيارة وبعدها، فور ما تبين لها ان الضيف الفرنسي "الارفع" جاء ليلعب دور الوصي على "لبنان القاصر" بتوكيل اميركي! فبدا منسجما تماما مع كل العناوين التي يرفعها الناشطون في الساحات منذ ما يقارب العام سواء لجهة الحث على التصدي للفساد واتمام الاصلاحات ووقف الانقسامات والتي فاتح بها المسؤولين اللبنانيين كالاستاذ الذي يؤنب تلامذته، وصولا لطرحه علنا تغيير النظام! وهو ما قرأت فيه مصادر "الثنائي الشيعي"، "تعد صارخ على السيادة اللبنانية"، متسائلة في تصريح لـ"الكلمة اونلاين":" ماذا سيكون موقف السيد ماكرون لو ذهب الرئيس اللبناني ليدعو من الشان اليزيه لتغيير النظام في فرنسا!" ورجحت المصادر ان يكون الرئيس الفرنسي درس برنامج عمله في بيروت مع الرئيس الاميركي، ولعل ما يؤكد ذلك الاتصال الهاتفي بينهما الذي تلا الزيارة والذي تم الاعلان عنه رسميا فور عودة الرئيس الفرنسي الى باريس.

ولا تزال الاوساط السياسية تترقب الخلفيات غير المعلنة لزيارة ماكرون. وتشير المصادر الى انه من غير المستبعد ان يكون هناك خطة دولية لطرح نظام جديد للبنان يقوم على المثالثة مقابل تسليم حزب الله لسلاحه، لافتة الى ان القوى الدولية باتت مقتنعة اليوم واكثر من اي وقت مضى ان الظروف الحالية هي الانسب للدفع في هذا الاتجاه خاصة وبعدما "استوى" اللبنانيون جراء الحصار الاقتصادي ومؤخرا من فاجعة انفجار المرفأ وما خلفه من اضرار على الصعد كافة.

وكما بات واضحا فقط سقطت دعوة ماكرون لتشكيل حكومة وحدة وطنية في مهدها مع خروج الرئيس عون للاعتراض على الطرح اضافة لما نقل عن حزب الله لجهة تمسكه بالحكومة الحالية واقتناعه ان لا بديل عنها قبل موعد الانتخابات النيابية المقبلة. ويتمسك الثنائي الحزب- الوطني الحر بهذه الحكومة رغم الكثير من الاعتراضات على آداء بعض الوزراء رغبة منه بالاستمرار بالامساك بمفاصل السلطة ولاقتناعه، بحسب المصادر، ان العودة الى صيغة "الوحدة الوطنية" هي بمثابة العودة بخطوات كبيرة الى الوراء وبعبارة اوضح اتفاق بين كل القوى على احياء نظام المحاصصة الطائفية والحزبية من جديد وهو ما تعي قوى السلطة ان الشارع لن يقبل به تحت اي ظرف من الظروف.

وبدت لافتة خلال اللقاء الذي جمع ماكرون بالاقطاب في قصر الصنوبر حماسة رئيس "المردة" سليمان فرنجية للعودة لصيغة "الوحدة الوطنية" التي ربطها بعودة سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وهو ما اعتبرته المصادر يندرج باطار "اوهام فرنجية الرئاسية لجهة تعويله على ترؤسه البلاد في المرحلة المقبلة وامساكه بالسلطة يدا بيد مع الرئيسين بري والحريري، وهو التريو الاحب الى قلب بيك بنشعي".

ولم تهضم قوى السلطة حتى اليوم ما اعتبرته بمثابة "استدعاء فرنسي للاقطاب الى قصر الصنوبر"، فاذا كان اي منها لم يرد ان يظهر بموقع المشاغب بوجه فرنسا لعلمه بحاجة لبنان الماسة للمساعدة وبأنه في حال اقفال الباب الفرنسي سيعني ذلك العزلة الكلية، الا ان هناك شبه اجماع لدى هذه القوى ان آداء ومواقف ماكرون احرجاها الى حد بعيد واديا لاتساع الهوة بينها وبين معارضيها في الشارع.

وتترقب هذه القوى بقلق الخطوات المقبلة لمجموعات المعارضة، في ظل الاستعداد لاطلاق الانتفاضة الشعبية من جديد، لذلك تراها تسارع للاعلان عن توقيف بعض كبار المسؤولين الامنيين ظنا انها بذلك تقطع الطريق على لعبة الشارع التي تدرك هذه المرة ان اثرها عليها سيكون اشبه بأثر انفجار المرفأ على العاصمة!