خاص-مرضت في عمر ٢١.. أندريا فدعوس:"اسمعوا لجسدكم ولا تغضوا النظر"

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, July 21, 2020

عبير عبيد بركات
خاص "الكلمة أونلاين"

كثير منا لا يدرك قيمة الحياة في زحمة الرويتين المتكرر، إلا أن تصادفنا او تصادف أحد من الأشخاص المقربين إلينا أزمات صحيّة، حينها ندرك جوهرية القول ان "الصحة أهم من أي شيء في الدنيا". في بعض الأحيان تكون الصحة وسيلة لإمتحان صبرنا من جهة ولتقربنا من الخالق وتوطد علاقاتنا الإجتماعية مع من يهمه أمرنا فعلاً.. فكما قالوا في القدم كلما صعب إمتحاننا في هذه الدنيا، كلما أدركنا أننا خلقنا بإمكانيات لا نعرف حدها ولكنها قادرة على التغلب على كل الصعاب لو مهما كانت.


في هذا الإطار كان لموقع "الكلمة أونلاين" مقابلة خاصة مع الشابة أندريا فدعوس التي تعاني من مرض التصلب اللويحي، (التصلب المتعدد - MS - Multiple sclerosis) هو مرض يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإنهاك، إذ يقوم جهاز المناعة في الجسم بإتلاف الغشاء المحيط بالأعصاب، ووظيفته حمايتها. هذا التلف أو التآكل للغشاء يؤثر سلبا على عملية الاتصال ما بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم. وفي نهاية المطاف، قد تصاب الأعصاب نفسها بالضرر، وهو ضرر غير قابل للإصلاح. ولنتعرف أكثر على مسيرة نضال أندريا كان لموقعنا حديث خاص معها كشفت فيه عن محطات حياتها الصحية والنفسية.


١- كيف تصفين مرض التصلب المتعدد لمن لا يعلم عنه شيئا؟
مرض التصلب المتعدد هو مرض يصيب جهاز المناعه ، حيث يعتبر جهاز مناعتنا أحد أعضاء جسمه كجسمٍ غريب يهاجمه .
في حالتنا، الهجمات تستهدف جهازنا العصبي و أنا أصفه دائماً بالقول أن اعصابنا هي كسلك كهربائي و جهاز مناعتنا يجرده من قدراته فيصبح غير قادر على توصيل المعلومات من عقلنا إلى باقي أعضائنا بشكل صحيح.

٢- بأي عمر اكتشفت أنك مصابة به ؟
٢١

٣- ما هي العوارض التي تنذر بالمرض؟
الكثير من العوارض تنذر بالمرض والملفت أن العوارض تختلف بين شخص و الاخر. مثلاً أنا، بدأت أرى بالعين اليسرى بشكل غير واضح و طلبت رؤية طبيبي و أثناء انتظار اليوم المحدد للموعد لم أعد قادرة على رؤية أي شيء و نقلت إلى المستشفى فوراً.


٤- هل ممكن التأقلم مع هذا المرض ومتابعة الحياة بشكل طبيعي؟
في الفترة الاولى من الطبيعي أن نبحث عن الأسباب و ماذا يجب ان نفعل الآن . ثم عندما نفهم أكتر هذا المرض و ما الأشياء المفيدة لنا و ما هي الاشياء المضرة لنا والتي يجب الابتعاد عنها نصبح قادرين على مساعدة جسدنا ليصبح قوياً.
عندما نتناول أدويتنا بشكل منتظم و نستشير طبيبنا دائماً نصبح قادرين على التحكم بالمرض و متابعة حياتنا بشكلٍ عادي وحينئذِ لا شيء يستطيع إيقافنا / "ما في شي بوقفنا".
بعد إستعادة نظري ومتابعة الرياضة، بدأت أن أشعر أن جسدي أقوى فقبلت وضعي و عدت إلى حياتي الطبيعية وإلى جامعتي و اصدقائي وأهلي. وأصبحت على علمٍ أن بعض العادات لا يمكن تركها في حياتي لأنها غير مفيدة لي.

٥- كيف تصفين تجربتك مع مرض ال MS؟
لن أكذب، المراحل الأولى كانت صعبة جداً. لم أكن أشعر بشيء، فجأةً أصبحت مريضة تصلب لويحي. ثم قررت أن لا استسلم للمرض لأنني اكتشفت أن الانسان هو الذي يتحكم بالمرض وليس العكس: نحن نقوّيه أو نضعفه. الآن، أنا لا أتخيل حياتي خالية من مرض التصلب اللويحي. هذا المرض ساعدني على تغيير أولوياتي في الحياة. لم أضع أبداً صحتي كأولوية في حياتي، كنت دائماً أقول أنني لا زلت صغيرة وهناك أولاويات أهم يجب التفكير فيها. لكن الآن بفضل مرض التصلب اللويحي أصبحت صحتي أهم شيء عندي. التصلب اللويحي جعلني أتمسك أكثر بهوياتي، مثل الرياضة والرسم، فأصبحت أخصص وقت أكثر لممارستها. فهذه الهوايات تساعدنا على الابتعاد عن التوتر المضر لنا.
ساعدني مرض التصلب اللويحي على رؤية النصف الممتلئ من الكأس دائماً. تعلمت أن لا أحزن أو أتأثر بأي شيء غير مهم وأحمد ربي على كل شيء.

٦- ماذا تنصحين مريض ال MS ؟
نصيحتي لكل مريض MS هي أن يفهم ما هو هذا المرض ، وما هي الأشياء التي لا تصلح لنا والتي يتوجب علينا الابتعاد عنها. عليهم أن يسمعوا لجسدهم ويفهموا عليه وأن لا يغضوا النظر عن أي أعراض يشعرون بها. عليهم أن يستشيروا طبيبهم دائماً، فعلى طبيبهم أن يبقى على إطلاع على حالتهم. عليهم أن يستريحوا من وقت الى آخر من دون أن ينسوا أن الرياضة تساعدهم على تقوية أجسادهم والحفاظ على توازنهم. يجب أن يحيطوا أنفسهم بالمشاعر والأفكار والأشخاص الإيجابيين فقط. كل شيء يبدأ من الداخل، إذا كنت متفائلاً فأنت تصبح أقوى وإذا كنت محاطاً بأشخاص يساعدونك ويستمعون إليك تصبح أقوى بكثير.
أخيراً وليس آخراً لكل شخص يعاني من بمرض ال-MS: إذا توصلت إلى معرفة ماذا يريد جسدك ، ما المضر والمفيد له، إذا تناولت أدويتك وإذا استشرت طبيبك بشكل منتظم لا شيء يستطيع إيقافك / "ما في شي بوقفك".

Abir Obeid Barakat