خاص- تململ في القواعد العونية: لا نتحمل الموت جوعا بسبب "الحزب"!... بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Monday, July 6, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

يعقد نواب عونيون اجتماعات مفتوحة ومتواصلة عن بعد، اي عن طريق التطبيقات الالكترونية، مع الحزبيين والمناصرين بمحاولة منهم لاستيعاب النقمة المتمادية للقواعد العونية مما آلت اليه الامور. يحاولون الاجابة على أسئلة عن سبب الدخول في حالة انهيار البلد في عهد عولوا عليه لنهضة لبنان وازدهاره فاذا بهم يعيشون الصدمة من انفجار كل الازمات في آن في وجه العهد الذي يجد نفسه مكبلا وبخاصة مع بلوغ الضغوط الاميركية مستويات غير مسبوقة بمحاولة لتطويع حزب الله من خلال تطويع اللبنانيين ككل.

ويرد معظم العونيين ما وصلت اليه البلاد ل "تكتل داخلي- خارجي يهدف لافشال العهد نتيجة عدم رضوخ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس "الوطني الحر" جبران باسيل لمشاريع دولية وعدم مسايرتهم بملفات الاصلاح ومكافحة الفساد"، الا انهم يعون ان الضغوط المتزايدة وانهيار سعر صرف الدولار، هي على حد تعبيرهم، القصاص الاميركية للاستمرار بتأمين الغطاء الوطني وبخاصة المسيحي لحزب الله.

حالة من التململ تسيطر على القواعد العونية التي ترى ان الوضع وصل الى حدود لم تتصورها يوما، حيث ان البطالة حاصرت مئات الآلاف وشبح الجوع بات يخيم على الكثير من المنازل ويدفع كثيرين للانتحار او اقله التفكير به.

ويسمع نواب وقياديون عونيون من القواعد دعوات كثيرة لفك التحالف مع الحزب اذا كان ذلك يضع حدا لانهيار البلد، الا انهم يسارعون للرد عليها من خلال طرح السيناريوهات البديلة التي لن تفضي برأيهم الى اوضاع افضل. ويتساءل نائب عوني:"هل المطلوب فك التحالف مع حزب الله وتسليم رقبته للاميركيين والاسرائيليين؟ اصلا هل هم قادرون على مواجهته؟ ام المطلوب مثلا ان نواجهه نحن داخليا من خلال اشعال حرب اهلية؟!"

واذا كانت القيادة العونية ترفض حتى البحث ببعض الدعوات لفك التحالف رضوخا لضغوط واشنطن، الا انها لا تتردد بانتقاد آداء الحزب بالكثير من الملفات الداخلية وابرزها المرتبطة بمكافحة الفساد، وهو ما تجلى عبر سلسلة من المواقف لنواب وقياديين عونيين افتتحها النائب زياد أسود قبل ان تتوالى مواقف مشابهة كان آخرها من النائب آلان عون الذي دعا لتطوير ورقة التفاهم مع حزب الله وصولا للنائب أسعد درغام الذي حمل الحزب "مسؤولية كبيرة لجهة عدم اهتمامه بالشأن الداخلي، وعدم تدخله كما يجب في محاربة الفساد ، وبناء الدولة" معتبرا انه "لا يمكن لحزب الله ان يحصر نفسه فقط بشارعه الداخلي وبالملفات الاقليمية، فلا يعنيني الانتصار في دول اخرى وترك لبنان يتخبط بالازمات".
كذلك لم يخف النائب سيزار أبي خليل خلال اطلالته التلفزيونية الاخيرة وجود عتب على “حزب الله” في ما يخص بند بناء الدولة في ورقة التفاهم. وقال: “نعول على إلتزام أكبر منه في ذلك كما عهدناه فهو يمثل شريحة كبيرة من اللبنانيين ويشكل جزءاً من قوة لبنان ومناعته ضد اسرائيل والارهاب”.

بالمقابل، لا تبدو الاحوال لدى قيادة وقواعد الحزب افضل حالا. اذ يسيطر ايضا نوع من الاستياء على الآداء العوني وبخاصة على خلفية العميل عامر الفاخوري وملف تصريحات السفيرة الاميركية خاصة بعدما تبين ان مستشار رئيس الجمهورية هو من اجرى الاتصال الشهير بالسفيرة لتبرئة الرئاسة مما قام به القاضي محمد مازح وما تلاه من تحرك لوزارة الخارجية لم يكن على مستوى تطلعات قيادة الحزب.

ولا تنكر مصادر قريبة من حزب الله ان حجم الاختلافات على الملفات الداخلية يفوق حجم التفاهمات، وهو ما يقر الطرفان به علما ان اجتماعات مكثفة حصلت منذ شهرين تم خلالها التفاهم على الحرص على ابقاء الاختلافات داخلية وتحييد السياسة الخارجية والتي تقول بالالتفاف حول المقاومة لحماية لبنان.

فهل يصمد تفاهم مار مخايل مع اشتداد الرياح التي تكاد تشلع أشرعته؟ ام تنجح واشنطن بتعرية حزب الله من الغطائين المسيحي والوطني ما يسهل الى حد ما الانقضاض عليه او بأحسن الاحوال جره وايران الى تسوية كبيرة في المنطقة تكون على حسابهما؟