خاص- لهذا رفض شيراك خِلافة بهاء لوالده... وتحرّك البخاري

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, May 13, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

عبير عبيد بركات


دلّت المعطيات الظاّهرة على أن بهاء الحريري لم يتمكّن حتى حينه من تحقيق خرق عملي في البيئة التي يراهن على تواجده السياسي داخلها، محاولاً الإستفادة من فشل شقيقه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في خياراته السياسية ولا سيما التسوية الرئاسية التي ارتدّت عليه سلباً كزعيم للسنة في لبنان نتيجة انحسار شعبيته في البيئة السنية الحاضنة له، حيث أن التفاعل الداخلي مع مواقف وبيانات بهاء الحريري لم تلقَ صدىً إيجابياً بعدما ووجِهت بانتقادات تخوينية له من زاوية إنقلابه على شقيقه الذي حمل راية قضية والده منذ خمسة عشر عاماً، متحملاً التحدّيات وسقوط شهداء من فريقه السياسي وصولاً الى معاناته المالية التي لم يخفِ واقعه منها، بقوله "إنه خسر ثروته في العمل السياسي حيث أن رئيس تيار المستقبل كما كل السياسيين أخفق أحيانا وأصاب أحياناً أخرى نتيجة مبادرات وخطوات لم يتواجد فيها يوماً بهاء الى جانبه كما لم يزر يوما ضريح والده منصرفاً الى أعماله التجارية في الخارج".


أما خارجياً، فتتعدّد العوامل التي تجعل من بهاء الحريري دون غطاء لانقلابه على شقيقه دون وجود أي تصوّر أو خيار سياسي، سيما محاولة وراثته لتيار المستقبل، معتبراً انه إرث شعبيي حق له دون مجهود او معاناة او تعب، حيث أن زيارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري إلى بيت الوسط ليل الأحد الماضي ولقاءه سعد الحريري بعد الفورة الاعلامية لبهاء الحريري كانت نتيجة قرار مركزي سعودي باحتضانه رغم الالتباسات العالقة في العلاقة بينه وبين القيادة السعودية، حيث تبع ذلك اضاءة واسعة للاعلام السعودي على هذا التحرّك.

إذ ترى السعودية ودول خليجية عدة ان سعد الحريري، الذي يعتمد خياراً عربياً، يدور في فلك هذه المنظومة وهو حليف لها، في مقابل نهج بهاء الحريري المتقارب مع الجماعات الاسلامية إنطلاقاً من تركيا، حيث استثماراته، وصولا الى ساحات لبنان السنية وتحديداً الشمالية التي تشكل خزاناً لهذه الجماعات التي عملت على تمزيق صور شقيقه ورفع شعارات حادة تشكل خطراً على السلم الاهلي.

في حين أن الحريري، كالتزام منه تجاه الخط العربي الذي تقوده السعودية، على ما تقول أوساط سياسية، تجنّب زيارة تركيا لعرض اجتماعات فيها مع شركاء له في شركاته لتصفية الأعمال، وعملت فرنسا على التوسّط مع الجانب التركي لعقد اللقاءات في باريس، لكن ذلك لم يلقَ تجاوباً رغم أن غياب الحريري عن هذا الاجتماع وعقد "مخالصة" مع شركائه يكبّده خسارة مالية كبيرة تُضاف الى خسائره، لكنه فضّل ذلك على عدم إستفزاز السعودية بزيارته تركيا.

وتضع الأوساط ذاتها زيارة الدبلوماسي السعودي الهادئ وليد البخاري لزعيم السنة المعتنق خطّ الإعتدال الإسلامي أيضاً، في إطار دعم هذا الجانب في مقابل تمدّد هذه الجماعات التي تبيّنت نتائجها السلبية في أكثر من دولة ومكان، وبذلك يكون بهاء الحريري فاقداً لأي غطاء عربي إسلامي تميل له شريحة سنية واسعة في لبنان يمثلها تيار المستقبل.

وفي ما خصّ الغطاء الأوروبي الذي يلعب دوراً في لبنان وكذلك على خط آل الحريري، تكشف الأوساط أنه بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري وإبان اجتماع الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع العائلة يومها، فقد عمد الى تزكية سعد الحريري لخلافة والده نظراً لمعرفته به وبأدوار لعبها موفداً من والده، وعندما طرح بهاء ذاته لهذا الدور ذكّره الرئيس الفرنسي بالقضية القضائية التي حصلت معه والتي لا زالت مفاعيلها سارية، حيث أن الحق الشخصي سقط في حين أنه لا يمكن إسقاط الحقّ العام، وأن هذه القضية بطابعها المعنوي سترتد سلباً عليه وتضعف موقعه ويستعملها الأخصام ورقة سياسية شخصية ضده.

وفي ظل هذا الواقع، يفتقد أيضا بهاء الحريري لغطاء فرنسي أوروبي يتطلّبه العمل السياسي على الساحة اللبنانية لاسيما لكونه ابن رفيق الحريري.

من هنا يمكن القول ان بهاء الحريري لن ينجح في تحقيق إختراق على الساحة اللبنانية رغم أنه دخل على الخط من باب تقديمه المساعدات الغذائية لتفوّقه مادياً على أخيه.

Abir Obeid Barakat