خاص-شئتم ام أبيتم.. الغرب يشيد بحكومتنا!

  • شارك هذا الخبر
Friday, March 20, 2020

خاص- عبير عبيد بركات

بعد تفشي انتشار فيروس كورونا في إيطاليا فرضت الحكومة قيودا صارمة على البلاد التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون شخص وإغلاق المؤسسات التعليمية والمتاحف والمسارح والمقاهي والمطاعم​ ومعظم المحال التجارية.

كما منعت الحكومة أن تقام المراسم الجنائزية التقليدية بسبب قيود الحجر، فلا يحظى أهالي الموتى بوداع أحبائهم الأخير، ويمر الحداد في عزلة ويتحمل أهالي المفقودين الصدمة وحدهم دون مشاركة الأقارب والأصدقاء والاصعب من ذلك انه يتم نقل جثث الضحايا بواسطة شاحنات عسكرية.


حالة الهلع التي اصابت ايطاليا بانتشار فيروس كورونا وعدم القدرة على مواجهته يمرّ كالصاعقة على اللبنانيين، فشعروا بالخوف والذعر، وتساءلوا عن كيفية صمود بلدهم الصغير أمام إنهيار دولة أوروبية كبيرة ومتطورة!

اما في لبنان، فتواجه الحكومة الفيروس بحالة تأهب قصوى ومسؤولية شاملة بشهادة اللجنة الدولية لحقوق الإنسان التي صرّحت أن التدابير التي تتخذها الحكومة اللبنانية جيدة جداً في هذه الظروف الحرجة التي تمرّ بها البلاد على الرغم من ضآلة الإمكانات المالية المتعثرة وما يمرّ به لبنان من ظروف سياسية واقتصادية وصحية صعبة.

إن الحكومة الحالية تتولى المسؤولية في أصعب مرحلة من تاريخ لبنان وتواجه أزمات إستثنائية وهي على أعلى درجات الإستنفار والجهد لتأمين مقومات الصمود، وقد قرّر الوزراء تخصيص 100 مليون ليرة لبنانية من تعويضاتهم الخاصة لصالح حساب كورونا وتوزيع مساعدات للمواطنين الذين تعطّلت أعمالهم ورئيس الحكومة حسان دياب تمنّى على كل لبناني لديه قدرات أن يساهم في المساعدة خاصة أن لبنان والمنطقة العربية سيعانون من خسائر فادحة في الوظائف نتيجةً إنخفاض أسعار النفط والتباطؤ الإقتصادي الكبير الناجم من إغلاق مؤسسات القطاع العام والخاص منذ منتصف الشهر الجاري، فكلّما طالت فترة الإغلاق التام، ازدادت الكلفة المترتبة على اقتصادات المنطقة وارتفع معدل البطالة.


إن الظرف الصحي المستجد في لبنان والمتمثل بفيروس "كورونا "وعلى الرغم من خطورته على الكيان الوطني وتهديده الصحة العالمية لم يوحّد اللبنانيين كالعادة، ما ينذر بواقع صعب جدًا من الناحية العملية والحياة اليومية للمواطنين لا سيما أن الأحزاب والطوائف لهم الغلبة على منطق الدولة، ولكن ما نحن بحاجة إليه اليوم هو حلول على صعيد السياسات وخطوات سريعة لتحقيق الإنتعاش والتفكير بالمستقبل وكيف سيكون تبعاته على حياة الناس وعائلاتهم وعلى تعليم الأطفال وقطاعات الصحة وهو ليس الوقت لتحقيق مكاسب في السياسة، كما يفعل البعض، وإلقاء الهدف في مرمى الخصوم.

Abir Obeid Barakat