خاص- شائعات مفبركة واستهتار فاضح!

  • شارك هذا الخبر
Monday, March 16, 2020

خاص- عبير عبيد بركات

يتمّ التداول عبر منصات وسائل التواصل الإجتماعي بأخبار وشائعات مفبركة، كتسمية أشخاص على أنهم مصابين بفيروس الكورونا، فيضطر هؤلاء إلى التوضيح عبر بيانات ونفي الخبر الذي، بسرعة البرق، ينتقل من هاتف إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، ومن بلد إلى آخر..

طبعاً إنه عصر السوشال ميديا، وأصبح الإنترنت والهاتف الذكي صديق الإنسان الأول في السنوات الأخيرة، وأصبحت الشبكة العنكبوتية جزءاً أساسياً في أي منزل، وقبل أن يسألك الضيف عن الصحة والأحوال يسأل عن wifi password ، وأفرزت لنا تلك الشبكة ما يُسمى الـسوشيال ميديا Social Media أو مواقع التواصل الإجتماعي، مثل فايسبوك وتويتر ويوتيوب وواتساب وإنستغرام.

وبالرغم من الدور المهم لهذه المواقع في تعزيز التواصل الإجتماعي مع الآخرين مهما كانت المسافات وتسهيل أمور كثيرة في حياتنا اليومية، إلا أن هناك مخاطر كثيرة تحيط بإستخدامها، خاصة المعلومات المغلوطة التي كانت تصلنا طيلة فترة الثورة، وبقيت حتى ظهور فيروس الكورونا، والأخطر من ذلك أن أيّ كان يمكنه إطلاق خبر وتوزيعه عبر السوشال ميديا والواتساب دون أن يتأكد من مصداقيته، مما يثير بلبلة لدى الناس.

ويبدو أن البعض لا يقرأ ولا يتابع الوسائل الإعلامية التي أخذت على عاتقها توعية الناس ومساعدتهم في اتباع الإرشادات لحمايتهم، فلم يأبهوا لصحتهم ولصحة غيرههم، فتجمعوا على كورنيش المنارة بالمئات صبيحة هذا الأحد، مخالفين بذلك جميع التحذيرات والارشادات بتجنب التجمعات والتزام الحجر المنزلي.

فالمشهد اليوم ما هو إلا دليل على الإستهتار الفاضح بحياة الناس وعدم الإطلاع على مخاطر تلك التجمعات رغم تكرار النداءات بضرورة إلتزام الحجر المنزلي، وتجنب الاختلاط والإكتظاظ، بالوقت الذي يتعرض الوطن للخطر و يواجه وباء الكورونا الذي صنفته منظمة الصحة العالمية منذ بضعة أيام وباءً عالمياً وهو ينتقل بطرق شتى، عابراً حدود الأنظمة الدول، ولم يتمكن العلم حتى الآن من إيجاد الوقاية أو العلاج الناجح له.

لهذا فإن الوضع يتطلب إتخاذ أقصى درجات الوقاية والحماية للحدّ من سرعة إنتشاره وعدم القدرة على إحتوائه وارتفاع عدد المصابين، وقد قرّر الرئيس عون والحكومة إعلان حالة طوارئ صحية مما يستدعي إعلان التعبئة العامة، وضرورة التضامن الوطني ببُعد إنساني ومجتمعي لتجاوز أي خطر يهدد سلامة حياة أيّ من اللبنانيين في أي منطقة كانوا.


Abir Obeid Barakat