خاص- د. سهيل خان: اقتصاد الهند سيصل الى 5 تريليونات دولار

  • شارك هذا الخبر
Friday, February 28, 2020

خاص-عبير عبيد بركات

آتياً من جمهورية الهند الواقعة جنوب آسيا، إلتقت "الكلمة اونلاين" السفير الهندي في لبنان د. سهيل خان، وتطرّق الحديث عن العلاقات الثنائية بين الهند ولبنان، ودور الكتيبة الهندية في اليونيفيل، وإعادة تنظيم لجامو وكشمير، والإقتصاد الهندي، والروابط التجارية بين الهند ولبنان وغيرها من الأمور

كم من الوقت قضيت في لبنان وما هي انطباعاتك الأولى؟

لقد مرّ على مجيئي الى هنا 7 أشهر، ومنذ قدومي لمست حرارة وكرم الشعب اللبناني، فالشعب اللبناني مثقف جيدًا وذكي ومغامر ولديه نظرة عصرية وليبرالية وفكرية،
لبنان بلد جميل لديه إمكانات هائلة لجذب السياح من جميع أنحاء العالم. لقد زرت بالفعل العديد من المناطق مثل جبيل، بشري، الباروك، بيت الدين، المختارة، حاصبيا، صور، طرابلس، صيدا، فاريا، جبل موسى،وغيرها.. وأنا ببساطة مندهش بجمال هذا البلد وتنوعه الجغرافي، كما لمست نوايا حسنة تجاه الهند لدى الشعب اللبناني أينما ذهبت وعبروا لي عن إعجابهم بالموسيقى الهندية، والأفلام، والمأكولات، وما إلى ذلك.. وهناك الكثير منهم يهتمّ أيضًا بممارسة اليوغا. كما ظهر عدد من مدارس اليوغا الخاصة في أنحاء مختلفة من لبنان في السنوات الأخيرة. منذ عامين، تنظّم السفارة دروس في الرقص التي أصبحت تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب اللبناني.

كيف تنظر الى العلاقات الثنائية بين الهند ولبنان؟

لطالما تمتع كلّ من الهند ولبنان بعلاقات وثيقة وودية تستند إلى الاحترام والتقدير المتبادلين والقواسم المشتركة التي تشمل مجتمعات متعددة الثقافات ونظام حكم برلماني ديمقراطي،أيضاً إلتقيت العديد من الشعراء من الهند ولبنان، كرابيندرا ناث طاغور وجبران خليل جبران عدة مرات وتبادلوا الاحترام والتقدير وكان الزعيم اللبناني الشهير كمال جنبلاط على علاقة بالهند وكان يزورها بانتظام.

ويتابع السفير الهندي في لبنان د. سهيل خان أن الشعب اللبناني يحب الموسيقى الهندية والأفلام والمطبخ، فاليوغا والأيورفيدا والتأمل وفن الحياة أصبحت أيضا تحظى بشعبية كبيرة في لبنان، كما يسافر عدد من كبير من اللبنانيين إلى الهند للتأمل ولعلاج الأيورفيدا، بالإضافة إلى السياحة، كما أن الشعب الهندي يحترم ويقدر الشعب اللبناني، فالطعام اللبناني يزداد شعبية في الهند.

أما بموضوع التجارة، فيؤكد خان أنها تبلغ 370 مليون دولار نعمل على زيادة هذا الرقم.


كيف ترى مشاركة الكتيبة الهندية في اليونيفيل؟

تلعب اليونيفيل دورًا مهمًا جدًا في استقرار جنوب لبنان، والكتيبة الهندية جزءًا من اليونيفيل لفترة طويلة، فإن مشاركة الهند في اليونيفيل هو لدعمها القوي للسلام والاستقرار في جنوب لبنان والمنطقة واحترام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتشكل الكتيبة الهندية جزءًا من اليونيفيل منذ 20 عامًا، وقد انتشرت الكتبية الهندية في اليونيفيل منذ تشرين الثاني 1998، وهي تتكون حالياً من 779 فرداً، ونشعر بالفخر بتأديتها مهامها في حفظ السلام بإحتراف إلى جانب قوات من 43 دولة أخرى.

وقد فازت الكتيبة الهندية أيضًا بقلوب وعقول المجتمعات المحلية من خلال تواصلها الصادق، وتنظم مخيمات طبية منتظمة للمجتمعات المحلية. كما أن الطبيب البيطري مع الكتيبة الهندية يوفر استشارة مجانية وخدمات للمجتمعات المحلية وقد ساعدت بالفعل في تحسين صحة الماشية المحلية وغيرها من الحيوانات. كما أنشأت الكتيبة الهندية حديقةً عامة في بلدية إبل السقي سُمِيت بحديقة الماهاتما غاندي ولاقت شعبية واسعة بين السكان المحليين.

وفي بلدية كوكبا ، قامت الكتيبة الهندية بتأسيس استاد رياضي محلي سُمِى باستاد سردار باتل ونعمل على تطويرهما، ومؤخرًا قدمت الكتبية مولدًا إلى قرية برغز.

تحظى كل هذه المبادرات بتقدير كبير من قبل المجتمعات المحلية، مما ساعد الكتيبة الهندية على كسب قلوب السكان المحليين وعقولهم وثقتهم وهو أمر مهم جدا أيضاً في أداء واجباتهم.

بالحديث عن الهند، سمعنا أنه جرى إعادة تنظيم لجامو وكشمير وتناول الإعلام هذه القضية لفترة فكيف تمّ إعادة تنظيمها والقضايا المعنية بها؟

تولت حكومة الهند مؤخرًا إعادة تنظيم إداري لولاية جامو وكشمير السابقة، جاعلةً جامو وكشمير أرضاً اتحاديةً بهيئة تشريعية مع حالة الأرض الاتحادية ل"لاداخ”.

ان ذلك سيمهّد الطريق لحوكمة أفضل، كما ألغى البرلمان الهندي الأحكام المنصوص عليها في المادة 370 والمادة 35 أ من دستور الهند. هذه هي المواد التي أعاقت تطور المنطقة وأبقتها معزولة عن باقي الهند وكانت السبب الرئيسي للتخلف في المنطقة بينما سارت بقية البلاد على طريق النمو والتنمية غير المسبوقَين، فكما هو معلوم أنه في وقت سابق بموجب هذه الأحكام، إذا تزوجت فتاة من شاب خارج ولاية جامو وكشمير، لا تستطيع الحصول على وظيفة في جامو وكشمير، كذلك تخسر جميع حقوقها في الملكية. كما أن هذه الأحكام جعلت من المستحيل على المستثمرين الاستثمار في الولاية. ولم يكن يُطبَق عدد من التشريعات التقدمية الاجتماعية في البلاد على ولاية جامو وكشمير بسبب هذه الأحكام.

والآن مع إلغاء هذه المواد من الدستور الهندي، سوف تتغير الأمور وستكون هناك فرص أكبر للاستثمار والتطوير والتوظيف في المنطقة مما سيؤدي إلى تعزيز السياحة في الولاية وتعزيز التعليم والصحة.

لم تكن تتواجد جامعة خاصة واحدة في المنطقة، والأمر سوف يتغير الآن، سيكون هناك فجر جديد لشباب المنطقة مع تكافؤ الفرص للجميع وخلق فرص عمل ضخمة

فأكثر من 100 قانون ملائم للشعب و 9 تعديلات دستورية لم تكن تُطبَق سابقاً في الولاية، اما الآن فهي ستُطبَق، حتى أن القوانين مثل الحق في التعليم لم تكن تُطبَق سابقاً في الولاية، الأمر الذي سيتغير الآن

وقد رحب شعب مناطق جامو وكشمير ولاداخ بهذه التعديلات وهذه الخطوات. كما عانت المنطقة أيضًا من الإرهاب العابر للحدود على مدار الثلاثين عامًا الماضية. حان وقت التغيير. يريد الناس حياة أفضل، يريدون التعليم، يريدون السلام ويريدون التنمية

هل صحيح أن اقتصاد الهند سيصل الى حجم 5 تريليونات دولار؟

هذا صحيح. إنّ الاقتصاد الهندي يسير على الطريق الصحيح ليصبح 5 تريليونات بحلول عام 2025 وفقًا لرؤية رئيس الوزراء الموقر السيد مودي.

لقد شهد الاقتصاد الهندي إصلاحات هيكلية ونموًا غير مسبوق تحت قيادة رئيس الوزراء الموقر في الأعوام الست الماضية

في الآونة الأخيرة ، وفقًا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي ، أصبحت الهند خامس أكبر اقتصاد في العالم بعدما كانت في المركز 11 في عام 2013-2014.

كانت الهند وما تزال واحدة من أسرع الاقتصادات الكبرى نمواً في العالم. لقد حققنا معدل نمو متوسط بلغ 7.5٪ بين فترتي 2014-2015 و 2018-2019، هذا غير عادي بكل المقاييس.

ونحن أيضًا أحد أكبر متلقي الاستثمار الأجنبي المباشر في السنوات الخمس الماضية. لقد قفزنا أيضًا بشكل كبير في تصنيف "سهولة ممارسة أنشطة الأعمال".

الهند هي أيضا واحدة من أكبر النظم الإيكولوجية للشركات الناشئة. حصل التصنيع في الهند على دفع Make in India Initiative كبير من خلال مبادرة صُنع في الهند

سعادتك ما رأيك في الروابط التجارية بين الهند ولبنان؟ هل تعتقد أن هناك مجال لتعزيز هذه العلاقات؟

كما قلت في المجال الاقتصادي والتجاري هناك العديد من الأمور التي تحدث في الهند وأتمنى أن يصبح أصدقاؤنا اللبنانيون أيضًا جزءًا من قصة الهند من خلال تعزيز الروابط التجارية والاستثمارات والتعاون التكنولوجي بين الهند ولبنان.

ثمة أيضًا مجال كبير لتعزيز التجارة الثنائية التي تبلغ حاليًا حوالى 370 مليون دولار أمريكي. يعتمد لبنان بشكل كبير على الاستيراد وأعتقد أن الوقت مناسب للتجار اللبنانيين للتفكير في استبدال الواردات والنظر في تعزيز الواردات من الهند وهي أكثر تنافسية وذات نوعية عالمية

لقد تنقلت كثيرا في لبنان واجتمعت برجال أعمال من جميع أنحاء البلاد. لقد نظمنا مؤخرًا ندوتين تجاريتين ناجحتين جدًا ؛ الأولى في بيروت بالتعاون مع جمعية تطوير العلاقات اللبنانية الهندية وأخرى في طرابلس بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس. فمن خلال هذه النقاشات ، لمست اهتمامًا شديدًا بالتعرف على طرق جديدة للأعمال بين الهند ولبنان. أشعر أن القطاعات التي يمكن من خلالها تعزيز تجارتنا هي الأغذية والمنتجات الزراعية ، والأدوية ، والمنسوجات ، والآلات ، إلخ..

ما هي رؤية سعادتك للعلاقات بين الهند ولبنان؟

كما قلت سابقاً، تتمتع علاقة لبنان والهند بأساس قوي ولكن هناك مجال هائل لتعزيز هذه العلاقات وتنويعها

تتمثل أولوياتي في تعزيز تبادل الأفراد وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين والمساهمة في بناء قدرات المؤسسات اللبنانية من خلال البرنامج الهندي للتعاون التقني ITEC والاقتصادي الذي يطلق عليه اسم برنامج

أرى أيضًا أن هناك إمكانات هائلة للتعاون في قطاعات مثل قطاع التعليم والقطاع الصحي والدوائي

لدى الهند نظام تعليمي على مستوى عالمي والذي يكلف جزءًا صغيراً مقارنةً بالتعليم المماثل في الغرب. أحثّ الطلاب اللبنانيين على النظر في الفرص التعليمية في الهند

لقد أرسلنا وفداً من أفضل الجامعات في لبنان إلى الهند في نوفمبر الماضي، ونأمل أن يتم قريبًا توقيع مذكرات تفاهم بين الجامعات الهندية واللبنانية. كما نسعى أيضًا إلى إنشاء كرسي للدراسات الهندية في إحدى الجامعات في لبنان.

ويمكننا أيضًا توفير علاج متقدم للغاية وفعال من حيث التكلفة للمرضى اللبنانيين في الهند ونحن نعمل على تحقيق ذلك من خلال توثيق العلاقات بين المستشفيات في الهند ولبنان في هذا الاتجاه.

وبموازاة ذلك ، ثمة العديد من مجالات التعاون الجديدة التي نعمل عليها حاليًا.

Abir Obeid Barakat