خاص- "الذكورية المتسلطة"... أين ضمير المسؤولين ورجال الدين؟

  • شارك هذا الخبر
Thursday, February 27, 2020

خاص- الكلمة أون لاين

عبير عبيد بركات

أبكانا مشهد الأم التي تبكي ابنتها من وراء قضبان حديقة الوالد المتسلّط الذي سجن روح الطفلة مايا.. مشهد يقطع القلب ويؤكد مرة جديدة على تخلف مجتمعنا ومحاكمنا التي تحمي "الذكورية" على حساب كرامة المرأة...

كيف يمكن ان ينام رجال الدين والمسؤولون بهناء وهم يسمعون صرخة ام حزينة وغاضبة، لم تحرم فقط من رؤية وضم إبنتها لِسَنَتَيْن بل حرمت من وداعِها وزيارتها حتى بعدَ وفاتها، فلم يكتف الزوج بحرق قلب الوالدة بفقدان فلذة كبدها بطلقٍ ناري بظروف غامضة بل حرمها من الصلاة على قبرِها ودفن جثمانها في حديقةِ منزلِهِ وسيجه بسياج العبودية..

المشكلة في لبنان تكمن في العقلية الذكورية المتحكمة، ليس فقط بالقوانين بحد ذاتها، وإنما أيضا بالقضاة المعيّنين في محاكم الأحوال الشخصية وبعض المحاكم المدنية والذين يتحكمون بحياة النساء ومصير عائلاتهن، لأنهم من هذا المجتمع "الذكوري"... ولكن حان الوقت ان نثور على القوانين والتشريعات المجحفة بحق المرأة والتي لا تؤمن لها ادنى حقوقها!

على مدى سنوات عملت جمعيات كثيرة على إقرار قانون مدني موحّد للأحوال الشخصية يقوم على مبدأ المساواة في كل ما يتعلق بالعلاقات الأسرية، وطالبت باقرار قوانين تنظيم الأحوال الشخصية وتغيير الثقافة التقليدية الذكورية التي تكرّس التمييز على أساس الجنس وتكرّس سلطة الرجال على النساء، ولكن دون جدوى..

فأين العدل في هذا المجتمع؟ أي حُكم هذا الذي يحرم الأم رؤية ابنتها؟ أي دين هذا الذي ينزع طفلا عن صدر أمّه؟ أي انسانية يتغنى بها رجال الدين؟


قصة مايا ربما تكون كفيلة بهزِّ عروشِ الطوائفِ وهدم جدران المحاكم على رأسِ كُلِّ ظالمٍ لم يتأثر بمشهد عذاب هذه الأم وقهر امومتها وعض على جرحها.. قصة مايا ستبقى في روح كل ام وستذكرها الا تسكت عن حقها وتطالب المجتمع بتعديل القوانين كي تصبح منصفة بحقها!

Abir Obeid Barakat