خاص- هكذا بدا عماد عثمان في مؤتمره

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 18, 2020

خاص-الكلمة أونلاين
عبير عبيد بركات

أسوة بكل موقف يصدر في المراحل الساخنة ويشكل وجهتي نظر أحيانا كان لا بدّ من عقد المؤتمر الاعلامي للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان للدفاع عن المؤسسة وعناصرها وتبيان مسؤولياتها ودورها خصوصا بعد الطلة "الضعيفة" لوزيرة الداخلية ريا الحسن التي هدفت من خلالها الى حفظ "ماء وجهها" من دون تحديد المسؤوليات والأدوار، وذلك على حساب معنويات المؤسسة وعناصرها، لذلك كانت مبادرة عثمان بسرد الوقائع معبرا بذلك "عن عناصر هذه المؤسسة" كما قصد أن يقول لعدم امكانيتهم في الدفاع عن نفسهم في ما يحصل معهم ويصيب المتظاهرين أحيانا نتيجة العنف الذي يطغى على بعض التحركات ومحاولات ضبطها.

باستطاعة اللواء عثمان كقائد لهذه المؤسسة أن يخاطب الرأي العام من موقعه المكافح للفساد داخل مؤسسته على ما بيّنت مؤخرا القرارات القضائية في حق عدد من الضباط الذين أحالهم الى القضاء، كما باستطاعته أن يخاطب الثوار من موقع المسؤول والحريص عليهم وهو الذي جال بينهم ليطمئنهم على حقهم بالتظاهر والتعبير عملا بما يكفله الدستور، لكن في الوقت ذاته أكد على منع التعرض لقوى الأمن الداخلي والمواطنين والأملاك لأن ذلك يكمن في جوهر مسؤولية هذه المؤسسة لا بل كان واضحا في "تأكيده الحرص على الثوار" بتأكيده مرات عدة وقوف قوى الأمن الداخلي كما الجيش اللبناني حاجزا بين المتظاهرين من الشارعين لعدم التعرض لهم والوصول الى احتكاك دموي.

وإن بدا عثمان قائدا صلبا لمؤسسة يقودها من خلال دفاعه عنها متمترسا بالقانون ومتحملا مسؤولياته في اتخاذ القرارات التي هي محور اشكالية في البلاد الا أنه في الوقت ذاته أكد على أن ما تقدم عليه المؤسسة هو تنفيذها لنص قانوني وليس اكثر بعيدا عن اي اعتبارات سياسية عندما فصل بين التوقيفات التي تقدم عليها نتيجة التعديات على عناصرها أم على الأملاك العامة وذلك من زاوية تمسكه بالكتاب على ما يقول عنه عارفوه من زملائه الضباط أسوة بأسلوب الرئيس الراحل فؤاد شهاب حيث أكد بأن ما يقدم عليه القضاء من اخلاءات سبيل للموقوفين هو أمر لا يعني المؤسسة وذلك لقناعته بمبدأ فصل السلطات لا سيما أن الجميع في لبنان يعلم بأن موقع النيابة العامة التمييزية التي يتولاها القاضي غسان عويدات تدخل فلك الاعتبارات السياسية في بعض المحطات تحت عنوان Raison D’Etat أي إن اخلاء سبيل الثوار الموقوفين أحيانا لاستدارك مشكلة ما قد يحمل مصلحة عامة في أبعاده، فقد كان واضحا عثمان في تحمله المسؤولية عن اصدار القرارات لا سيما فيما يتعلق بالعناصر والمراكز العسكرية التابعة للمؤسسة.

الصدام مع الثوار ورأي أمني

وفي سياق آخر، يبقى الكلام سائدا حول التعرض للثوار في بعض المحطات عن الحالات الحادة التي ظهرت مؤخرا وذلك إبان اغلاقهم الطرقات لاسماع صوتهم لهذه السلطة الفاسدة والتي تصم أذنيها عن مطالبهم المحقة بحيث يتعرض أفراد من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية للثوار بالضرب.

حول ذلك يقول قيادي رفيع في هذه الأجهزة لموقعنا بأن هذه الأمور تحصل أحيانا لكن ذلك مرفوض من قبل كل من قيادة الجيش اللبناني والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وكذلك مديريتي الأمن العام وأمن الدولة، لكن الذي يحصل أحيانا هو أن ثمة ثوار صادقين وآخرين مندسين لكن يحصل أن يتصادم الثوار الحقيقيين مع هذه العناصر التي مضى عليها نحو 3 أشهر وهي في حالة استنفار فانعكس ذلك عليها نفسيا وجسديا وباتت في حالة ارهاق واستنزاف سيما أن ذلك أدى لعزلهم عن أهلهم وعائلاتهم وفي النتيجة أن هؤلاء في الواقع هم كأي مواطن يخضع لحالة من الحدية، فيشعرون بأن هؤلاء الثوار لو كانوا محقين يفصلونه عن أهله ويشكلون مصدرا للتعب، في ظل تعرض هؤلاء الضباط والعناصر لشتائم مسيئة لا يقبلها أي مواطن، فيحصل ما يحصل من تصرفات مرفوضة من قبل القيادات العسكرية والأمنية التي أصدرت الى الضباط والعناصر بعدم الوصول الى هذا الواقع وأن بعضها أحيانا يتعرض للوم والمحاسبة الداخلية دون ذكر الأمر اعلاميا نظرا للعمل داخل هذه المؤسسات.

وأضاف القيادي بأن الثوار يعلمون جيدا كيف راعتهم ورعتهم المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية لكن 100 يوم من الحراك الشعبي والانتشار العسكري الأمني تتنتج عنه توترات وأخطاء وصدامات لكن الأوامر باستعمال العنف والضرب ليست في ثقافة كل من قائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير المخابرات طوني منصور ولا هو نهج كل من مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي اعلن أنه يعطي القرارات مباشرة بما يعني أنه يتابع التفاصيل حرصا على عدم وقوع أي صدامات، وكذلك الحال عند مدير عام قوى الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير عام امن الدولة اللواء أنطوان صليبا اللذين لديهما مهمات عملانية أقل من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.

لكن في الوقت ذاته، فإن الأمور بحسب القيادي تتصاعد دراماتيكيا فيحصل ما يحصل رغم كل المذكرات والتوجيهات ومحاولات الاستدراك لأن نظرا الى التماس المباشر بين قوى أمنية تمتلك خلفية حادة وبين مواطنين بينهم ثوار حقيقيون عفويون يتحركون بحماس بما يخلق هذا الصدام المرفوضة نتائجه من قبل الجميع.

Abir Obeid Barakat