خاص-المشهد الجديد: "ما بعد اغتيال سليماني ليس كما قبله.."

  • شارك هذا الخبر
Monday, January 6, 2020

خاص- عبير عبيد بركات

لقد أكد الأمينُ العام لحزب الله السيد نصرالله في خطاب عالي السقف الأمس "أن ما بعدَ اغتيالِ سُليماني ليس كما قَبله"، وأن "حذاء قاسم سليماني يُساوي رأسَ ترامب"، وأن ثمن الإغتيال سيكون الوجود العسكري الأميركي في المِنطقة، وقد صوّت مَجلس النواب في العراق على قرار بإلزام الحكومة طلب إنهاء الوجود العسكري الأجنبي، وإنهاء العمل بالإتفاقية الأمنية مع قوات التحالف ضد "داعش"، مما دفع التحالف الذي تقوده واشنطن إلى الإعلان عن وقف العمليات ضد داعش والتركيز على حماية قوات وقواعد التحالف في ظلّ ازدياد حدة التوتُر مع إيران.


إذًا المنطقة أمام مشهدٍ جديد، وتنذر بأن التطورات السياسية ستفرض نفسها على طريقة تأليف الحكومة اللبنانية ونوعية وزرائها وكيف سيتحمّل لبنان هذا الإنقلاب الذي أحدَثه اغتيال سليماني وأبو مهدي المهندس، وكيف ستتخذ الحكومة الجديدة قرارات سياسية في حال احتدمت وتطورّت المواجهات في المنطقة، وما سيكون الموقف اللبناني منها في ظلّ إنقسام الأحزاب اللبنانية وارتهانها وتبعيتها للغرب؟


من جهة اخرى، تؤكد أوساط الحراك بأن لبنان لن يكون ساحة حرب بين هذه الأطراف وهو لا يتحمّل هكذا صراع إقليمي على أرضه ويمكن له أن يتجنّب التدخلات من خلال ركائز ثلاثة:

أولاً، الإصرار على بناء دولة قادرة تدافع عن البلد من العدو الإسرائيلي واي عدو يتدخل في شؤوننا الداخلية وذلك من خلال تحقيق مطالب الثورة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

ثانياً، الإصرار على سلمية الثورة بالرغم من محاولة السلطة السياسية شدّ العصب الطائفي والتحريض العنفي وتحوير مطالب الثورة، وتحميل السلطة السياسية اي عنف في البلاد.

ثالثاً، الإصرار على مطالب الثورة بتأليف حكومة مستقلين خارج اصطفاف الأحزاب الطائفية التي لديها تاريخ من العمالة للخارج، والتحضير لاتتخابات مبكرة لتغيير هالطبقة السياسية.

طبعاً الموضوع ليس سهلاً ويحتاج لوقت طويل لإتمامه، ولكن من يريد أن يبني وطناً عليه مواجهة تحديات وصعوبات كثيرة.. فالوضع المعيشي يزداد صعوبة يوماً بعد يوم في ظلّ مماطلة السلطة بتأليف حكومة تحاكي مطالب الحراك، وما زالت عالقة بين العقد الأساسية في كيفية توزيع الحقائب في ظل الانقسامات الطائفية التي تعوّدنا عليها، والشعب اللبناني هو الذي يدفع الثمن وهو ضحية السلطة والمصارف والسياسيين.


وما يزيده حدّةً هو نفاذ سلع أساسية وضرورية من الأسواق اسوة بالدواء ومعدات المستشفيات وأنواع من الأطعمة، وقد راسل حاكم مصرف لبنان د. رياض سلامة عدة دول ومؤسسات مصرفية ونقدية من اجل تسهيل فتح اعتمادات لاستيرادها، لكنه لم يتلق أجوبة إيجابية، ويعود ذلك لعدم وجود حكومة ونتيجة اعتبارات سياسية لهذه الدول تجاه لبنان وسياساته .

Abir Obeid Barakat