سُلطةٌ، لا تُحرّكُ إلّا الساعةْ: تقديماً و تأخيراً؟!... بقلم المحامي انطوان القاصوف

  • شارك هذا الخبر
Friday, February 26, 2021

كتب المحامي انطوان القاصوف:

سُئِل نبيٌّ: متى تقوم القيامة؟
أجاب: عندما تُوكلُ الأمورُ إلى غيرِ أهلها!
فهل نتساءل و نتعجب، لماذا نحن في بلدٍ "القيامة قايمة فيه " وقد تسلّل خِفيةً إلى السلطة، مسؤولون، جاءوا من العدم، خلافاً للقاعدة الأساسية: " المسؤول يجيء من تُراثٍ إلى الحكم، لا أحد يأتي من العدم"؟!
فإلى أين أوصلونا؟
وطنُ النجوم       أصبح بلاد العتمة!
أرضُ الجمال       باتت مكباً للنفايات!
المركز التجاري    حوّلوه "سوق احد"!
مستشفى الشرق  استبدلوه "بعصفورية"!
الوطن المنبر        جعلوه ساحة!
صُرنا وطناً، في عهدةِ جوقة " الغوبليزيين ":
الإنكسار إنتصار، الإهمال إهتمام، العتمة ضوء، الجوع صيام، الإفلاس انتعاش، المرض صحة، الجنون حكمة، الألزهايمير ذاكرة، الفشل نجاح...
أخذونا إلى أعمقْ هاوية صحيّة، ماليّة اقتصاديّة، ثقافيّة، بيئية، إجتماعية، من دون أن يتحمّل أحدٌ المسؤوليّة و يدفع الثّمن..!
مارسوا على مدى سنين طويلة: سُوء السياسة، سوء الإدارة،سوء الهدر، سوء التّسلّط على المال العام ولم يُعاقَبوا..؟!
احتجزوا أموالنا و أجبرونا على دفع " الفدية" ، جرفوا تاريخنا و دمّروا البلد وأدخلونا في باب " المراثي".. ولم يُلاحقوا..؟!
في الأزمات "الكبرى" ، يؤتى "بالكبار" لإيجاد الحلول" الكبيرة" :
كان " ديغول" يأتي "ببيار مسمير" وزيراً للدفاع و" أندريه مالرو" وزيراً للثقافة، فيما كان "كاليغولا" يُكلّف حصانه شؤون وزارة الخارجية، وبعد نجاح انقلاب عبد الكريم قاسم في العراق، نَقَلَ القانونَ من أيدي القضاة ولزّم القضاء إلى إبن خالته محمد امين المهداوي، فأصبحت العدالة:
تهمةً واحدة هي الخيانة
وحكماً واحداً هو الإعدام...!
تُرى، مَن تُرانا نختار: وزراء "ديغول" أم تكليف "كاليغولا" أم تلزيم عبد الكريم قاسم؟
إنَّ بناء الأوطان،يحتاجُ إلى شعبٍ يُحسِنُ الإختيار بين السياسي الماكر الذي يتأقلمُ أمام الظروف ويشبه الماء الذي يَتَّخذُ شكل الإناء الذي يحتويه، وبين الوطني الصادق الذي يُشبه الطوفان، فلا يعرف في جَرْيهِ " ما حلّل الله وما حرّمه"؟!
نَحتاجُ إلى شعبٍ يُعطي رأيَه بحاكمهِ بدل أن يكونَ رأيه دائماً هو رأيُ حاكمهِ..!
نَحتاجُ إلى شعبٍ لا يُعطي صوتَه إلّا للصوت الذي يرتفع في وجهِ الخطأ، في وجه الكذب، في وجه التزوير، في وجه التحريف، في وجه الخيانة، في وجه العمالة، في وجه الفساد، في وجه الظلم، هذا الصوت، هو، صوت الحقيقة، وصوتُ الحقيقة هو دائماً مسموع من الله، فاستمعوا إليه... و تذكروا إن بعض السياسيين، وجودهم لا يُشكّل زيادة، وغيابهم لا يعني نقصاناً، ولا تنسوا، إنه، إذا سقط "الكبار" يَستحيلُ أن يبقى الوطنُ قائماً...!
كان ارسطو يقول: " الأمل حلمٌ مُسْتَيقِظ" أمّا حُلمنا نحن، فقد جعله فلاسفة سياسيي بلادي، أملاً نائماً ،يستفيق على صوت "المُنبّه" مرتين في السنة، مرّةً لتقديم الساعة وأخرى لتأخيرها..؟!
لم يَبقَ أمامنا، إلّا التغيير، بعد أن باتَتْ كلُّ السُبَلِ مقطوعة وكلُّ الأحلام ممنوعة، خوفاً من أن نشاركَ "محمود درويش" حَسرتَهُ و ألمه حين تَساءَلَ:
تُرانا، هل نحتاجُ إلى وطن جديد؟
أم تُراهُ وطننا من يحتاجٌ إلى شعبٍ جديد؟!