خاص- دبلوماسيون غربيون بلغوا المسؤولين هذه الرسالة...؟- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Friday, February 26, 2021

بولا أسطيح
خاص- الكلمة أونلاين


يتابع قسم كبير من الدبلوماسيين العرب والغربيين المعنيين بالملف اللبناني، كما مسؤولين في منظمات ومؤسسات دولية كبرى بكثير من الدهشة وحتى الاستفزاز ما يحصل في لبنان، سواء بموضوع شد الحبال الحاصل حكوميا واستمرار عملية تناتش الحصص رغم الانهيار المتواصل على المستويات كافة ورزوح اكثر من نصف الشعب اللبناني تحت خط الفقر، او لجهة التمسك الاعمى للمسؤولين اللبنانيين بالمواقع والكراسي رغم نكبة بحجم انفجار مرفأ بيروت ودمار نصف العاصمة ومحاولاتهم المفضوحة تمييع التحقيق وصولا لقرارهم الاستيلاء على لقاحات "كورونا" وتوزيعها هدايا على نواب قاموا بواجبهم متأخرين كثيرا باقرار قانون يسمح للبنانيين كما باقي سكان الكرة الارضية الحصول على لقاح يجنبهم الموت بكورونا، هم المعرضين كل دقيقة للموت بشتى الطرق والاساليب في هذا البلد.
الخيبة العربية والدولية التي تطورت الى استفزاز فغضب، تفوق على ما يبدو حجم الخيبة والاستفزاز والغضب لدى اللبنانيين انفسهم... ولعل من يراقبنا من بعيد بات على يقين اننا شعب مخدر او حتى ميت لان لا شيء آخر يفسر القدرة على استيعاب المصائب والتأقلم، والاهم استعداد قسم كبير منا مواصلة دعم القوى والاحزاب الحاكمة والدفاع عنها وتبرير سرقاتها واجرامها وارتكاباتها.
فبحسب المعطيات المتوافرة يسود استياء عارم في الاروقة الدولية من ممارسات المنظومة الحاكمة. ولعل ما يفاقم هذا الاستياء هو ان هذه المنظومة لم تحرك ساكنا لتغيير نهجها وسياساتها رغم الحصار العربي والدولي المفروض عليها منذ مدة والعقوبات التي طالت نوابا ووزراء..فتراها تواصل دون ولو قليل من الخجل تقاسم ما تبقى من جثة هذا البلد وسرقة حتى الصدقات التي تصلنا من الخارج وآخرها لقاحات كورونا، وذلك بعد ضربها المساعي والمبادرات الدولية لاخراج لبنان من ازمته وآخرها المبادرة الفرنسية عرض الحائط.
ويقول احد السياسيين اللبنانيين الذين يلتقون دوريا عددا من المسؤولين والدبلوماسيين العرب والاجانب ان ما يردده هؤلاء في مجالسهم الخاصة بحق القوى الحاكمة لم يعهدوه من قبل.. فبعد ان كان الامر مقتصرا الى حد بعيد على سفراء دول تعبر بوضوح ومنذ فترة عن موقفها المقاطع للبنان بسلطته الحالية، انسحب الموضوع على القسم الاكبر من السفراء العرب والاجانب الذين وصلوا كما القسم الاكبر من اللبنانيين الى قناعة بأن لبنان الحالي يتداعى والكل ينتظر لبنان الجديد ليبنى على الشيء مقتضاه.
ولعل ابرز اشارات التداعي الحاصل هو فقدان السلطة الحالية المتمثلة برموزها صوابهم، لحد شن نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي هجوما حادا على مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه متهما اياه بالكذب ومتوعدا بطرده!! بالتزامن مع خروج وزير الصحة حمد حسن بكل برودة للقول انه "اتخذ قرارا سياديا وارتأى بان تتوجه الفرق الطبية الى مجلس النواب من اجل اجراء عملية التلقيح للنواب تقديراً لجهودهم"...لينطبق بذلك على موقفي الفرزلي وحسن المثل القائل "ان لم تستح فقل وافعل ما شئت!"
وليست المرة الاولى التي يتوجه بها دبلوماسيون ومسؤولون امميون بحدة للمسؤولين والقادة اللبنانيين، فقد اثارت طوال الفترة الماضية مواقف المنسق الخاص للأمم المتحدة في بيروت، يان كوبيش والذي انهى مهامه مؤخرا في لبنان وانتقل الى ليبيا، موجة امتعاض لدى السياسيين اللبنانيين الذين اعتبروه بكثير من الاوقات يتجاوز الاصول الدبلوماسية. ولعل ابرز المواقف التي استفزت سياسيينا قوله مستغربا "ولمَ يبدو أن الأجانب يهتمون بعافية ومصير لبنان وشعبه، وأنهم قلقون لغياب الإجراءات والمماطلة، أكثر من النخب السياسية هناك؟"
كما انتقاده لاحقا عدم تشكيل حكومة قائلا “يبدو أن القادة السياسيين ينتظرون بايدن، لكن هذا لبنان وليس الولايات المتحدة"...
بالمحصلة، يبدو ان لسان حال الدبلوماسيين والمسؤولين العرب والغربيين خلال متابعتهم الاوضاع اللبنانية هو ان "السيل بلغ الزبى!" فهل من يتعظ من المسؤولين اللبنانيين ويخجل بعدما افقدوا البلد حتى هيبته وكرامته وتركوه لقمة سائغة لمسؤولين اجانب، نتيجة ارتكاباتهم وفجورهم!؟