خاص ــ دبلوماسي عربي: عدّلنا في اللّعبة... فبات بايدن "أسيرَنا"...؟!- سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 20, 2021


خاص ــ الكلمة أونلاين 


 


سيمون أبو فاضل


 


لم يحجم تمدّد جائحة كورونا وما تحصده من ضحايا بشرية وتداعيات اقتصادية، حكما ، الاهتمام الدولي على ما سيقدم عليه الرئيس الأميركي المنتخب الجديد جو بايدن من إجراءات بعد دخوله البيت الأبيض في 20 كانون الثاني.


 


ولا ينطلق الترقب الدولي حيال بايدن نظرًا لطبيعة شخصيته المبادرة ،بل لأنه يأتي بعد الرئيس دونالد ترامب الذي شغل العالم بقرارات رسمت سياسة جديدة للادارة الاميركية قد يسعى بايدن لتطويقها إلى حد ما ،ولا سيما حيال العلاقة مع إيران على خلفية عودة المفاوضات النووية معها ، سيما أنه كان في عداد فريق الرئيس الاميركي الاسبق باراك أوباما الذي صُنف متهاونا مع طهران ووقع معها اتفاقا نوويا لا يُصنف متوازنا بين البلدين بنوعٍ خاص لا بل يميل أكثر لصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية، وعمل ترامب على الغائه الرفع من وتيرة الضغوطات الاقتصادية عليها وصولا الى قتل الجنرال قاسم سليماني.


 


لكن في ضوء الترقب لما سيقدم عليه بايدن من خطوات تُصنف "منعشة" لإيران، يخالف ديبلوماسي عربي هذا الواقع بتشريحه المشهد الجديد في منطقة الشرق الأوسط ،خصوصا ان ترامب ترك لبايدن تحديات داخلية معقدة تفرض عليه صرف جهد كبير لمعالجتها ليتوقف أمام التطورات التالية:


 


1 – إن العلاقات الخليجية بنوع خاص بين السعودية وبين قطر، عادت الى سابق عهدها وبات هذا الواقع مصدر قوّة للدول الخليجية بعد أن تمايزت الدوحة عن الرياض إبان الخلاف وتقاربت من ايران، واذ بهاتين الدولتين يعززان علاقتهما مجددا لتكونا حكمًا في مواجهة التوسّع الإيراني وتقوية الخطّ العربي.


 


2 – إن الاجتماع الذي انعقد في منطقة العلا -السعودية ،ضم دول مجلس التعاون الخليجي وبينها من باتت على علاقة مع إسرائيل من خلال التطبيع معها الى جانب مشاركة مصر في هذا اللقاء الذي حضّر له ورعاه ،ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ،وخلُص الى بيانٍ يحدد تصور هذه الدول من إيران ويضيء على مخاطرها، بحيث بات على ساحة الشرق الأوسط والخليج محور سياسي يطوّق ايران وقادر على التحرّك بالتوازي مع إسرائيل في اتجاه الادارة الاميركية لعدم التساهل مع ايران إبان المفاوضات معها من دون اغفال، يتابع الديبلوماسي، بأن التأثير الخليجي سيكون أقوى هذه المرة في هذه المفاوضات، لأن بايدن يصر على مشاركة دول خليجية في المفاوضات من بينها السعودية والإمارات لكونهما معنيين لأكثر من بعد جغرافي وسياسي.


 


3 – قرار ضم ترامب منذ عدة أيام ،اسرائيل الى القيادة العسكرية الوسطى الأميركية وهي الإطار الذي تنضوي فيه عدة دول عربية وخليجية، أي أن ثمة محور عسكري بات موحدًا لمواجهة أخطار ايران وتمددها وضبط تهديداتها بحيث بات هنالك جبهة عسكرية متكاملة تحت قيادة واشنطن ،لمواجهة إيران اذا ما دقت ساعة الحرب وهو الأمر المستبعد لكن ذلك سيؤدي مع الوقت لتطويق الأعمال العسكرية لإيران في المنطقة.


 


4 – رغم أن بايدن كان في الفريق المعاون لأوباما إبان التفاوض مع ايران انطلاقا من قناعاته ضرورة إعطاء دور للإسلام السياسي، مدرجًا الجمهورية الاسلامية في هذه الخانة، فإن إعادة قراءة التساهل الاميركي في هذا المجال، يحتم على بايدن وفق الديبلوماسي، الانطلاق من واقع مختلف في التفاوض يضاف إليه أكثر من تطور عسكري وسياسي، كان تم ذكره سابقًا.


 


 5 – إن تضمين الاتفاق النووي السابق نصا يلحظ حق ايران بتخصيب اليورانيوم "بعد غروب الشمس " ، أي بعد انقضاء مهلة الاتفاق النووي الذي كان مفترض ان ينتهي في العام 2025 فيما لو استمر أي انه يحق لطهران أن تعود للتخصيب، فإن بايدن لا ينطلق من هذا الواقع بل يريد ان يعقد اتفاق مع ايران بضوابط اميركية جديدة لا تظهره أقل حنكة من ترامب.


 


من هنا وانطلاقا من هذه الوقائع، يقول المصدر في الطاقم الدبلوماسي العربي بأنه بات على بايدن الى حد كبير مراعاة السياسة العربية الجديدة والواقع الخليجي – الاسرائيلي الجديد، بحيث سيكون الى حد ما أسير هذا الواقع ولا يمكن الانقلاب عليه وعقد اتفاقا على حساب هذا المحور السياسي العسكري على غرار أوباما الذي تلاقى مع ايران لأكثر من سبب مستفيدًا من الأحداث العربية على وقع ما يسمى الربيع العربي.


 


إذ لم يعد بإمكان بايدن ان يمارس سياسة أوباما الذي تساهل مع طهران ،وتركها تتمدد في المنطقة العربية وتطور اسلحتها البالستية من دون لجمها للوصول الى الاتفاق النووي لاعتبار انه يدخله التاريخ ،في حين أن بايدن المنقلب على سياسة ترامب حكما لأكثر من بعد حزبي وشخصي ، لن يستطيع بعد اليوم ترك إيران تتمدد سياسيا بعد المحور العربي الجديد الذي رسمه اجتماع العلا، ولا بات بإمكانه أن يغض النظر عن تطوير إيران للأسلحة البالستية في ظل ارتفاع القلق الاسرائيلي وعمليات العسكرية في سوريا وتهديداتها تجاه الحزب اللبناني عن امتلاكه صواريخ متطورة ودقيقة .


 


وحيال ما يصيب لبنان من السياسة الاميركية الجديدة؟


 


يعتبر الديبلوماسي بأن مصير لبنان مرتبط بشقين:


 


أولًا، مدى قدرة القوى المحلية على تشكيل فريق سياسي يرفع الصوت ضد هيمنة الحزب وهو امر غير مرتقب على ما يبدو بسبب العلاقة القائمة بين الافرقاء السياسيين الذين كانوا مواجهين له ..


 


ثانيا، مدى الاهتمام الأميركي والعربي بلبنان ومساعدته في ظل السياسة القائمة واعتباره رهينة إيران في التفاوض مع واشنطن لتعزيز نفوذها. وهذا مرتبط بقرار اميركي -عربي مشترك ...


 


Alkalima Online