خاص- هل يُفاجىء دياب الشارع السني ويكون ...ميقاتي 2؟... بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Thursday, April 9, 2020

خاص- الكلمة أونلاين

ليس حسان دياب المُكلف في كانون الأول الماضي تشكيل الحكومة على وقع احتجاجات الشارع هو نفسه اليوم بعد مرور شهرين ونصف على قيادته مجلس الوزراء، بالنسبة للشارع السني. فعدم الحماسة التي أعرب عنها بوضوح هذا الشارع عشية التكليف ومن ثم التأليف أخذت تتلاشى مع مرور الأسابيع ونجاح دياب الى حد بعيد بفرض نفسه رقما صعبا في المعادلة بعدما اعتقد كثيرون أنه لن يكون الا آداة تتحكم بها قوى 8 آذار وتنفذ ارادتها. فاذا به يثبت عند كل محطة أنه مستعد للمواجهة متكئا على الأرجح على نبض "ثورة 17 تشرين الاول" التي وان لم تكن تؤيده والأرجح لا تزال تعتبره وحكومته مجرد غطاء للقوى السياسية التقليدية التي عادت الى الحكم هذه المرة عبر مجموعة من المستشارين، فهي لا شك تفاجأت بهامش الحركة الذي أتقن دياب اللعب فيه وبخاصة مؤخرا حين قرر التصدي لتعيينات فاحت منها رائحة المحاصصة ولم تخجل القوى السياسية التقليدية بالتلويح بالتصعيد لضمان حصتها.
وتعتبر مصادر سياسية سنية تواكب عن كثب حركة دياب، أنه يجب اولا التمييز بين موقف الشارع السني بشكل عام منه، وبين موقف تيار "المستقبل" الذي لم يتردد باعلان المواجهة السياسية معه ردا على الأسهم من العيار الثقيل التي وجهها دياب تجاهه وبالتحديد تجاه "الحريرية السياسية" متهما اياها باغراق البلد بالديون والفساد، بتماه واضح مع السياسة العونية في هذا المجال التي انطلقت مع كتاب "الابراء المستحيل" قبل أن تتراجع بعيد التسوية الرئاسية التي ادت لوصول العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة في العام 2016. وترى المصادر أن دياب والعونيين عادوا يغردون على نفس الموجة بعد سقوط التفاهم بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، ما يزيد نقمة المستقبليين الحزبيين على الرئيس دياب. وتضيف المصادر:"كما انه لا يجب ان نتغاضى عن واقع ان مجرد وجود الرئيس سعد الحريري خارج السلطة يأكل من رصيده ويجعل "المستقبل" يصعّد حملته ضد الحكومة الحالية ورئيسها".
وتتحدث المصادر عن نوع من المفاجأة في صفوف بعض الأجنحة في الشارع السني التي لم تكن تتوقع ان يكون دياب على مستوى المرحلة والتحديات، لافتة الى ان الكثيرين يشبهونه اليوم بالرئيس نجيب ميقاتي حين ترأس ما عُرف بحكومة حزب الله واللون الواحد في العام 2011، فهو بوقتها لم يتماه كليا مع أجندة الحزب بل أصر على تمويل المحكمة الدولية ورفض ازاحة المدراء العامين والشخصيات السنية التي كانت تتولى مناصب اساسية بوقتها لاستبدالها بشخصيات محسوبة مباشرة على حزب الله. وتشير المصادر الى ان رفض دياب اليوم ازاحة كل من مدير عام قوى الامن الداخلي كما رئيس مجلس إدارة "طيران الشرق الأوسط" محمد الحوت وغيرهما، يذكر تماما بميقاتي، علما ان ضربه على طاولة مجلس الوزراء بموضوع التعيينات المالية مؤخرا أكسبه كثيرا سواء في الشارع السني او الرأي العام اللبناني ككل.مع ان الامر يتطلب بعد خطوات عدة لا سيما على ضؤ المعلومات بان موقف واشنطن من التعيينات المالية لعب دورا في فرملتها
ومن المتوقع أن تزيد شعبية دياب في حال نجحت الحكومة بالانتقال بقرارها اغاثة العائلات الأشد فقرا من خلال تقديم مساعدة مالية قدرها 400 ألف ليرة لبنانية للعائلة الواحدة الى موضع التنفيذ الفعلي، وتشير المصادر الى ان أبناء عكار وطرابلس وصيدا والبقاع الغربي الذين بمعظمهم من السنة الفقراء لاقوا بكثير من الترحيب القرار الحكومي الأخير، وهو ما يسجل هدفا لصالح دياب، خاصة وأن كثيرين باتوا يعتبرون انه حتى ولو كان الرئيس الحريري على رأس الحكومة اليوم، فهو لن يكون قادرا على أن يقدم آداء أفضل من الآداء الذي يقدمه حسان دياب.
الا ان ما يجمع عليه الشارع السني ككل كما اللبنانيين بفئاتهم المختلفة، هو عدم امتلاك دياب مفاتيح اختراق الساحات العربية والدولية التي يتفرد الحريري بامتلاكها، علما ان التواصل مع الخارج وطلب مساعدته بعد انحسار أزمة كورونا سيكون الهم الأبرز لأركان الدولة التي أشرفت على الانهيار والارجح لن تتمكن من النهوض مجددا من دون يد خارجية تنتشلها مما هي فيه. فماذا سيفعل دياب الذي نجح بالاختبار الداخلي حين يتعلق الامر بتجاوز اختبار خارجي يبدو الأصعب اليوم؟ وهل تفرض الظروف عودة الحريري رغما عن أخصامه السياسيين، ام يرضخ هؤلاء لصندوق النقد الدولي وشروطه ويستمر دياب على رأس السلطة التنفيذية حتى انتهاء ولاية الرئيس عون؟