خاص- لهذا سمى الحريري الخطيب.. والمخزومي قد يطيح به!

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 7, 2019

خاص - عبير عبيد بركات

لا تزال البلاد تسير نحو تراجع إقتصادي ومالي نتيجة الأزمة التي تمر بها واستحالة تشكيل حكومة قادرة على محاكاة المرحلة الراهنة من خلال التوفيق بين التحديات التيي تواجهها البلاد ومطالب الشارع المعيشية والإصلاحية.

وحتى حينه، تبدو معالم تطويق الأزمة غير واضحة على وقع تحركات الشارع ردا على تفاهم عدة قوى سياسية على سمير الخطيب لترؤس الحكومة، إذ إن بعضهم لا يزال يصر على الرئيس سعد الحريري لتولي الحكومة رغم تماشيه مع التفاهم على الخطيب بما يجعل الحريري أمام مسؤولية عدم الإقدام على تقديم ذاته رئيس حكومة للمرحلة المقبلة.

لكن رواية وزير في تكتل نيابي "متواضع الحجم" مؤيد للحريري تشكل سردا للأسباب التي حدت بالحريري إلى عدم خوض غمار ترؤس الحكومة المقبلة والوصول إلى هذه المرحلة التي تشهد ترشيح الخطيب لرئاسة الحكومة، فيقول إنه بعد الإنتفاضة الشعبية، رأى الحريري إن هكذا واقعاً فرض ذاته على الساحة ومن المفترض أخذه بعين الإعتبار عملاً بما يحصل بالأنظمة الديمقراطية حيث تستقيل الحكومة للإتيان بأخرى تأخذ الى حد كبير بالمطالب التي طرحتها الإنتفاضة، فكانت الإستقالة رغم الموانع التي وضعت أمامه.

وبعد ذلك، بدأت مفاوضات مع الحريري لترؤس حكومة فكان كلامه أن المرحلة تتطلب فريق عمل لمعالجة القضايا المتفجرة حيث ينحصر عمل الحكومة في معالجة الأوضاع الإقتصادية-المعيشية-النقدية-المالية ولن تطرح أي موضوع آخر إلى جانب ذلك أي عنوان سياسي خارجي أو محلي، بما يفرض عندها المجيء بفريق من الإختصاصيين حصرا لمدة معينة حتى تجاوز هذه المرحلة. واذا ما نحت نحو ملفات سياسية داخلية او خارجية باستطاعة محور الممانعة طرح الثقة فيها بما يمكنه اسقاطها نتيجة حيازته على الغالبية النيابية

لكن الثنائي الشيعي، يتابع المصدر، قال للحريري أن معادلة إبعاد السياسيين عن الحكومة لا تصح نظرا لكونه ذو لون سياسي اذ هو رئيس حزب ونائب ويقود كتلة نيابية، فكان الجواب إذا كان هذا الأمر على هذا المنوال لا مانع لديه أن يتولى رئاسة الحكومة سفير لبنان السابق في الأمم المتحدة نواف سلام نظرا لكونه عليم بالمجتمع الدولي وقادر على قرع الأبواب في معظم الدول، فلاقى ذلك اعتراضا من الثنائي الشيعي، وبالتالي طلبوا منه اختيار إسم آخر، فرد أنه يفضل أن يعمدوا إلى اختيار الاسم الذي يجدونه مناسبا فكان إسم الوزير السابق محمد الصفدي الذي خرج من المعادلة بعد وقت قليل.

وكان من بعده اختيار الوزير بهيج طبارة الذي انسحب من هذه المهمة بعدما وضعت شروطا عليه توزعت بين توزير الثنائي الشيعي لكل من علي حسن خليل ومحمد فنيش والتيار الوطني الحر لكل من سليم جريصاتي وندى البستاني، فاعتذر عن المهمة، فوجد عندها أنه لا نية لتسهيل مهمته.

ثم برز في الواجهة اختيار المهندس سمير الخطيب نتيجة رغبة كل من الوزير جبران باسيل واللواء عباس ابراهيم وقبل به الثنائي الشيعي الذي في الوقت ذاته لا يزال يريد عودة الحريري لكن بشروط هذا الفريق، وسلكت الأمور هذا المنحى، رغم الإعتراض الذي يواجهه هذا الخيار من الشارع وكذلك بعض القوى التي ستؤيده على مضض إسوة باللقاء الديمقراطي الذي يرأسه النائب تيمور جنبلاط.

وفي منطق الوزير الواسع الاطلاع بان الحريري وافق على الخطيب:

أولا: لكي لا يقال بأنه لا يريد إلا ذاته.

ثانيا: لأن الحريري يتابع مع المجتمع الدول عدة ملفات دولية، لكن ترجمتها تتطلب وجود رئيس حكومة قائمة وليس تصريف أعمال، فأيد هذا الخيار استدراكا لتراجع الواقع المذري في البلاد، وربما يؤدي بالبلاد إلى الحد من الإنهيار الذي يفرض ذاته، رغم أن الثنائي الشيعي لا يزال يميل نحو عودة الحريري لما يمثل من وزن سياسي كاشفا المصدر لموقع الكلمة أونلاين أن الحريري أوضح للثنائي الشيعي أنه حريص على تحييد لبنان عن أي نزاع مذهبي.

ثالثا: حيال عدم التفاهم مع الحريري كما تم التفاهم مع الخطيب، كشف المصدر أن الحريري أبلغ الخليلين أي علي حسن خليل وحسين الخليل، أنه إذا ما شكل حكومة اختصاصيين، لن يبحث أي ملف سياسي، بل ستقدم معالجة الأزمة الإقتصادية، لكن الثنائي والتيار الوطني أصرا على حكومة سياسية أي إلى حد ما تستنسخ حكومة تصريف الأعمال بما حدا بالحريري إلى الإعتذار عن تولي حكومة لا تلاقي مطالب الشارع وقادرة على معالجة الأزمة.

وما يقلق هذا الوزير هو المهلة الفاصلة بين إعلان التفاهم على الخطيب ومهلة الإستشارات النيابية، إذ من شأن ذلك أن يدفع ربما بالخطيب للإعتذار عن هذا التفاهم الذي حصل معه تحت وطأة تحركات الشارع التي جزءا منها تجري بتشجيع من النائب فؤاد مخزومي الذي قد يكون خلفا للخطيب ولو كان ذلك رئيسا لحكومة من لون واحد إذا ما كان الخطيب اعتذر والإستشارات لا تزال قائمة حيث إن التيار الوطني الحر وفق مقربين من الخطيب يميل إلى تأييد المخزومي لهذه المهمة نظرا لشبكة علاقاته ولا سيما ان مقربين من الخطيب يرددون بان اجتماعات تحصل بين مقربين من المخزومي وناشطين من الحراك لطمأنتهم أنه في حال توليهم رئاسة الحكومة سيأخذ مطالبهم بعين الإعتبار، كما سيدخل بعضهم إلى حكومته في مقابل نفي مصدر مقرب من مخزوني هذه الشائعات

لذلك يرى المصدر الوزاري المطلع أن الساعات المقبلة تحمل تطورات قد تؤدي إلى تغييرات في مسار اختيار رئيس حكومة ولا سيما أن كل من رئيس الجمهورية عون وباسيل يريدان إقصاء الحريري عن اللعبة السياسية للإتيان برئيس لحكومة من لون واحد خلافا لما يمكن أن يحصل مع الخطيب الذي فرضت المعطيات الإقتصادية السلبية على الحريري تأييده للملمة الوضع من دون معرفة حتى اليوم عن نوعية وصيغة حكومته وعما إذا كانت ستشهد النور لا سيما أن ما رفضه كبارة يتم إسقاطه على الخطيب من صيغة لحكومته

Abir Obeid Barakat