أعباء النزوح السوري تفوق قدرة لبنان

  • شارك هذا الخبر
Monday, July 22, 2019

مع إصدار بعض القرارات بضرورة إخلاء السوريين لمخيّمات موجودة في بعض البلدات، هل يعني ذلك عودة غير طوعية للسوريين إلى بلادهم؟.

يؤكد وزير النازحين السابق معين المرعبي لـ"إيلاف" أن "هذه القرارات هي نتيجة أوضاع أمنية محددة، لأن هناك مشكلة اجتماعية وإنسانية في هذا الموضوع، ولا يمكن التعاطي بالموضوع إلا مع أخذ الظروف المحيطة به".

عن اعتبار البعض أن مثل تلك القرارات كانت ستؤدي إلى تشريد النازحين السوريين؟. يشير المرعبي إلى أنه لم يُترك النازحون السوريون لمصيرهم أبدًا في لبنان، وهذا الكلام غير دقيق، لأن لبنان يحتضن أكثر من مليون نازح سوري، وتمت استضافتهم في منازل اللبنانيين.

يضيف "المفوضية العليا ووزارة الشؤون الاجتماعية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية تقوم بواجباتها على أفضل وجه، رغم قلة المساعدات. وقد تمت بعض الإخلاءات لمخيمات لأسباب أمنية، وتم تأمين البديل من تلك المخيمات".

عودة النازحين
أما كيف يمكن العمل جديًا على عودة النازحين السوريين إلى بلادهم؟. يجيب المرعبي: "معالجة أسباب النزوح تبقى الأساس، وفي حال لا تزال الأسباب موجودة، فالأمر لا يشجّع على عودتهم، ولبنان عليه مسؤولية في مكان ما، معنوية، مع وجود حزب لبناني يعمل للخارج، من خلال احتلال أراضٍ سورية وتهجير السوريين. ومسؤوليتنا كدولة لبنانية أن نضبط هذا الحزب من خلال انسحابه من سوريا.

أما هل يرغب السوري اللاجئ في لبنان فعليًا مغادرة لبنان؟. فيقول المرعبي: "لدى معظم السوريين رغبة جامحة في العودة إلى بلادهم، وهنا نرى ضرورة في توفير الأمن والأمان، وعدم قيام النظام السوري بتهجير شعبه، حينها قد يعود النازحون إلى سوريا، وليس بالضرورة إلى بلدتهم، بل إلى أي بلدة تؤمّن لهم الأمان والسلام".

النظام السوري
عن حديث بعض المعلومات أن النظام السوري لا يرغب في عودة النازحين السوريين إلى سوريا، كيف العمل على عودتهم في ظل هذا الأمر؟. يلفت المرعبي إلى أن هذا الموضوع يحتاج مجلس الأمن والأمم المتحدة الضامنين للأمن للشعب السوري، من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين وضمان الأمان لهم للعودة إلى بلادهم.

عن كيفية تأمين البيئة الآمنة لهم إذا عادوا إلى سوريا يؤكد المرعبي أن الإرتكابات التي حصلت ضد الشعب السوري لا ذنب للسوريين فيها، نتيجة القصف تهجروا، وهم مدنيون لا يملكون السلاح، ولبنانيًا علينا أن نسجل أسماءهم في لبنان، وتوثيق كل الأمور من أجل عودة السوريين إلى بلادهم التي يجب أن تتم، ونتأكد من وجودها.

أما مع من يجب أن يتعاون لبنان لعودة النازجين إلى بلادهم؟ يؤكد المرعبي أن لبنان تعاون مع المفوضية العليا للاجئين السوريين والأمن العام، وهناك تعاون وثيق بينهما، وهناك 50 ألف طفل غير مسجلين ولدوا في لبنان، وكانوا سيتحولون إلى مكتومي قيد، وكل هذه الوثائق مع الجهود التي تبذلها المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة إن كان من خلال المساعدات في لبنان، أو من خلال النظام السوري، كلها تساعد على عودة النازحين إلى بلادهم. فلا أحد بمقدرته إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم بسحر ساحر أو عشوائيًا.


ريما الزهار- إيلاف