خطوط مفتوحة بين طهران وواشنطن...هل تنفرج إقليميا؟

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 25, 2019

منذ احتدام الأزمة بين واشنطن وطهران، لا يمر يوم إلا وتضجّ الصحافة الاميركية بخبر إرسال واشنطن جنودا إضافيين الى الشرق الاوسط. خبر لا تلبث أن تنفيه إدارة الرئيس دونالد ترامب، الذي يحرص على الـتأكيد بأن بلاده ليست في حاجة إلى إرسال قوات إضافية إلى المنطقة لمواجهة إيران، في إشارة إلى عدم اقتناعه بالسياسة العدائية لمستشاره لشؤون الامن القومي جون بولتن.

ومقابل المشهد العسكري، يتبلور مشهد دبلوماسي متعدد الاطراف، للتوسط بين الجمهورية الاسلامية وواشنطن، فبعد المبادرة العراقية، أعلن اليوم وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أن بلاده تسعى جاهدة لتهدئة التوتر بين البلدين، كما أشارت قناة "إن.اتش.ك" الى أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي يفكر في القيام بأول زيارة لإيران في منتصف حزيران المقبل. يأتي ذلك على وقع أزمة خطيرة تمر بها طهران، فمخزوناتها النفطية تتراكم في البر والبحر بفعل العقوبات، ما سيضطرها الى تخزين النفط غير المباع حتى تعثر على مشترين.

العميد المتقاعد نزار عبد القادر أشار عبر "المركزية" الى أن "الطرفين بحاجة لوسطاء، فقرع طبول الحرب في ظل غياب تام للمساعي الدبلوماسية قد يؤدي الى نتائج خطيرة لا يستطيع الطرفان تحمل تبعاتها، فبين نظريات الحرب ودبلوماسية السلام، لا بد وأن تفتح القنوات الدبلوماسية لتجنب وقوع حرب ولو عن طريق الخطأ".

وقال إن "الوساطة العمانية تحركت باتجاه طهران بعد اتصال من وزير الخارجية مايك بومبيو، أما العراقية فتأتي بمبادرة ذاتية من بغداد التي تنأى بنفسها عن "المحورين"، فموقعها بين السندان الاميركي والمطرقة الايرانية، سيضعها في عين عاصفة الاشتباك الاقليمي في حال وقوع أي صدام".

ولفت الى أن "طهران تلجأ دائما الى استعمال أدوات حربها بالوكالة وتحرص على أن لا تظهر لها صلة مباشرة في أي تحرك، وهي تستخدم الحوثيين لهذه الغاية، الامر الذي يعرض ميليشياتها العراقية واليمنية الى حرب طويلة الامد مع حلفاء أميركا في المنطقة".

وأكد أن "لا خيار آخر أمام طهران سوى الدخول في مفاوضات، والتصعيد الحاصل هو لتحقيق أكبر قدر من المكاسب وتحسين موقعها، ولهذه الغاية ستسخر كل ما لديها من امكانات وأدوات اقليمية ودولية، وهدفها الاول تجنب الظهور في حالة ضعف أمام شعبها خصوصا في ظل المساعي الاميركية لتصفير وارداتها النفطية الامر الذي يضعها في مأزق شعبي يهدد صمود النظام".


المركزية