قراءة سياسية في ارقام انتخابات طرابلس.. لزوم مـا لا يلزم!
شارك هذا الخبر
Monday, April 15, 2019
فازت المرشحة ديما جمالي بـ 19387 صوتا وبلغت نسبة الاقتراع 12.55%، عدد الناخبين بلغ 241534، عدد المقترعين 32963، الاوراق الملغاة 2648، الاوراق البيضاء1951، الاوراق المتبقية 28364. وقد خصص للعملية الانتخابية مبلغ 1.3 مليار ليرة تمويلا عدا رواتب الهيئة العليا المشرفة على الانتخابات وهم قضاة. هذه هي بالارقام نتائج الانتخابات الفرعية التي اجريت امس في طرابلس بعد شغور احد المقاعد السنية بقرار من المجلس الدستوري الذي بتّ بالطعون المقدمة اليه بعد الانتخابات العامة منذ نحو 11 شهرا (في 6 ايار 2018). اما ما هي القراءة السياسية لليوم الانتخابي الذي غابت عنه الحماسة الى حدّ ان المرشح الذي طعن بنيابة جمالي الاولى لم يجرّب حظه مرة ثانية؟! أسباب الفشل فقد اشار مصدر مطلع الى ان اول اشارة اتت من هذا الاستحقاق ان الأزمة لم تعد ازمة خيارات سياسية بقدر ما هي ازمة خيارات اقتصادية وسياسية. واعتبر المصدر عبر وكالة "أخبار اليوم" ان عملية اثبات الوجود في طرابلس فشلت لعدة اسباب، من ابرزها: - فريق السلطة (وتحديدا تيار المستقبل) لم يتمكن من اقناع ناخبيه بأي عنوان من العناوين التي طرحها باستثناء ان الرئيس سعد الحريري هو المرشح في طرابلس وليست ديما جمالي. - مسايرة معظم الاطراف في عاصمة الشمال بمن فيهم الوزير السابق محمد الصفدي والرئيس نجيب ميقاتي واللواء اشرف ريفي، تأتي من لا خيار سوى دعم رئيس الحكومة انطلاقا من الاعتبار السني، بدليل ان الاصطفاف الى جانب الحريري، جاء تحت عنوان "ممنوع كسر الحريري"، لان كسره يعني كسر السنّة في لبنان وليس فقط في طرابلس. - استمرار السلوك والمعالجات على ما هو عليه سيؤديان الى متغيرات كبيرة في اي انتخابات فرعية اخرى، او في الانتخابات العامة بعد ثلاث سنوات. "النتيجة هزيلة" واذ اعتبر المصدر ان الرئيس الحريري ليس راضيا عما تحقق من نتائج، قال: كان من الغباء توقّع عدم فوز جمالي، في ظل تجمّع القوى الداعمة واستنهاضها، لكن "النتيجة هزيلة" سترتب تداعيات اخرى على اكثر من استحقاق وليس بالضرورة ان يكون انتخابيا. واشار المصدر الى ان ما ظهر من خلال مشهد طرابلس الانتخابي، هو ان فريق 8 اذار انكفأ عن المواجهة انطلاقا ايضا من اعتبارات سنّية بحتة، وبالتالي لم يكن هناك اي مواجهة بين فريقي 8 و14 آذار، فالمعركة التي خيضت منذ شهر حتى الامس، لم يُرفع فيها اي عنوان سياسي في ظل غياب كلي لتدخل او دخول حزب الله على الخط، وبالتالي لو شعر (الحزب) ان الوضع يسمح له زيادة منسوب المعارضة السنية، لكانت المعركة زادت حماوة، لكنه اختار ترك الأمر يسير بهدوء. سقطت العناوين وانطلاقا من هذه المعطيات اعتبر المصدر ان الهمّ المعيشي الضاغط تخطى كل ما سواه من عناوين اخرى، مشيرا الى انه بعد "التسوية الكبرى" (التي تُرجمت بإنتخاب الرئيس عون) سقطت العناوين السياسية، فلا 8 آذار لديه خطاب واضح، ولا 14 اذار ترفع سقف كلامها باستثناء بعض الملفات التي عمرها من عمر الازمة حول العلاقة مع سوريا وسلاح حزب الله. واضاف المصدر: ما عدا هذين الملفين لا يوجد اي عناوين سياسية في البلد، لذلك نرى من رأس الهرم حتى آخر موظف يسعون الى لملمة الاوضاع وكيفية ايجاد حلول ناجعة لوقف النزف الاقتصادي والمالي الحاصل. وختم المصدر: انتخابات الامس لزوم ما لا يلزم، وكان الاجدى صرف مبلغ 1.3 مليار ليرة وما فوق على ملفات حياتية معيشية لا سيما وان الجميع يمهّد الطريق الى الاجراءات الصعبة والموازنة العامة التقشفية.