السنوار لقيادة حماس: معنويات المقاومين عاليه جدا ولا تخضعوا للضغوط.. الأميركي يستنفر لتمرير الصفقه! - بقلم حسن سلامة

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 4, 2024

كتب الصحافي والكاتب السياسي حسن سلامه:

المقاومة قوية وصامدة ومعنويات المقاتلين عاليه وندعوكم أن لا تتأثروا بالضغوط وكل محاولات الأبتزاز التي يمارسها الأميركي والصهيوني وكل من يقف مع العدوان ,,بهذه العبارات أبلغ رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحي السنوار ،،، قيادة الحركة في قطر ،،ردا على الورقة التي كان تقدم بها الأميركي والإسرائيلي للمفاوضين المصريين والقطريين ،،وذلك بحسب معلومات موثوقة _ في جواب أرسله السنوار لقيادة الحركة توضيحا لبعض النقاط الغامضة في الورقة المذكورة وبخاصة ما يتصل بشروط الحركة للإنسحاب الكامل لقوات ألإحتلال ألإسرائيلي من قطاع غزة وضرورة أن تتضمن الصفقة إقرارا واضحا من ألاميركي والصهيوني بوقف شامل ودائم لإطلاق النار ووقف العدوان .

إذا ،،فالساعات والأيام القليلة المقبلة ستقرر مصير جولة المفاوضات الجديدة التي إنطلقت منذ حوالي الإسبوع ،بعد رفع قيادة العدو عبر مفاوضيها ورقة إعدتها بالتنسيق والتشاور مع المسؤولين الأميركين والتي كان آخرها زيارة وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن لكيان الإحتلال .

ووفق المصدر القريب من إتصالات الجانب الفلسطيني ،فاالورقة الجديدة للمحتل الصهيوني حملت مزيد من التنازلات لصالح المقاومة الفلسطينية ،،حيث أضطر نتانياهو ومجلسه الحربي وبضغط أميركي للإقرار بعدد من شروط حماس ،،بل معظمها ,ولو أن ملاحظات قيادة حماس تتناول بشكل خاص نقطتين أساسيتين : الاول أن تلتزم حكومة نتانياهو بإلإنسحاب الكامل من القطاع ،دون مواربه وفي فترة قصيرة حتى يتمكن أهالي القطاع ،خاصة في الشمال من العودة إلى مناطقهم والثانية وهي الاهم ،،وتؤكد على وقف شامل لإطلاق النار وليس هدنه أو هدن ملغومة عبر ما تحدثت عنه الورقة ألإسرائيلية من وقف إطلاق نار مستدام ، مع ضمانات أميركية ومصريه وقطريه بإستمرار وقف النار .

لكن حركة حماس ،،بحسب المصدر _ طلبت إدخال الجانب الروسي من بين الدول الصامنة لكن ألاميركي رفض ذلك ،،فعادت حماس وإشترطت دخول تركيا من بين الدول الصامنة بدلا من روسيا ،،وهذه المسأله لا تزال مدار إتصالات ،،في ضؤ الرد التركي الذي إشترط ان يكون وقف النار دائم ،في مقابل إلغاء الحكومة التركية لقرارها وقف التعامل التجاري بالكامل مع المحتل الصهيوني بدءا من يوم الجمعه الماضي،، خصوصا ان محاولات الأميركي والإسرائيلي للتحايل بهدف تمرير هدنه ملغومه بعبارة " وقف نار مستدام" من شبه المستحل ان تقبله حماس دون ضمانات بعدم تجدد العدوان، في وقت يواصل نتانياهيو وقادة الإحتلال بالتهديد والعويل بأنهم بإجتياح رفح، حتى لو تحققت الهدنه.

وفيما تستمر ألإتصالات والمفاوضات حول مضمون الورقةالتي رفعها المفاوض الصهيوني وما أبلغه رئيس حركة حماس إسماعيل هنيه لمدير المخابرات المصريه ووزير الخارجية القطريه " من أن الحركة تتعاطى بإيجابية مع المفاوضات لوقف العدوان على القطاع ، ،إلى جانب ما تطلبه الحركه من ضمانات لإستمرارية وقف النار ، من المتوقع أن ترفع حركة حماس ردها الرسمي في الساعات المقبله للمفاوضين المصري والقطري ، وبعدها ياتي الرد الإسرائيلي على ما تطلبه الحركه من توضيحات وضمانات ،،وعندها تتضح الصورة كاملا ،حول ما إذا كانت الأمور ستنتهي لإبرام صفقة توقف العدوان الصهيوني وتلزمه الإنسحاب من القطاع ومعها أيضا وضع الإقرار بكل الخطوات الحيوية التي من شأنها البدء بإعادة الحياة المتواضعة في القطاع ،وإما العودة لتصعيد العدوان الإسرائيلي .

إذا،، فالأول مرة منذ طوفان الأقصى،، هناك تشاؤل حول مسار المفاوضات،، لان المخاض النهائي يتوقف على الرد من جانب العدو على ما تطالب به حركة حماس،، على ان يبين الرد الرسمي للحركة طبيعة ما تصر عليه من توضيحات وتعديلات في الورقة الإسرائيلية _ الأميركية،، خصوصا ان هذه الورقة جرى الإتفاق عليها بين رئيس حكومة الإحتلال نتانياهيو وبلينكن خلال زيارة الأخيرة لفلسطين المحتله.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه،، في ضؤ ما تضمنته الورقة المقدمة من الإحتلال ماهي الأسباب والمعطيات التي جعلت النازي نتانياهيو يقبل ببعض الإيجابيات التي تضمنتها الورقة المذكورة؟.

وفق كل المؤشرات الأخيرة أميركيا وإسرائيليا،، فإن ما فرض على المحتل هذه التنازلات،، يمكن رؤيتها في معطيين اساسين :

_ الأول،، ما يمكن ملاحظته في تبادل الخدمات الشخصية بين بايدن ونتانياهو،، فكل منهما في ورطة كبيرة،، فبايدن،، تراجع مؤخرا عن حملته الإعلامية ضد رئيس وزراء العدو،، وعمد إلى جملة خطوات تخفف عن نتانياهيو بعضا من مشاكله وازماته،، وبخاصة اللجؤ لحمله غير مسبوقة على المحكمه الجنائية الدوليه لمنعها من إصدار مذكرات توقيف ضد نتانياهيو ووزير حربه ورئيس أركان جيش الإحتلال،، ،وايضا ممارسة الضغوط على المفاوضين المصري والقطري للضغط على حماس للقبول بالورقة الإسرائيلية،، في محاولة من بايدن لحفظ ماء وجه رئيس حكومة العدو وان الصفقة لا تمثل إنتصارا الحماس،، بينما نتانياهيو قابل ذلك ببعض التنازلات حول شروط حركة حماس للوصول إلى صفقه توقف العدوان على غزة.

_ إن مافرض هذه التنازلات أيضا على المحتل الصهيوني ما يواجهه من أزمات وخسائر على كل المستويات،، وعجزه عن تحقيق اي من عناوين عدوانه على قطاع غزه،، وإدراكه أنه لا يمكن له ان يحقق اي إنجاز في حال لجؤه لشن عدوان واسع على لبنان، في وقت يتعرض يوميا لخسائر ضخمه نتيجه ما تقوم به المقاومه من إستهدافات لمواقع عسكرية حساسة،، داخل فلسطين المحتله وبعضها وصل إلى مدى ٢٠ كلم متر داخل فلسطين المحتله،، وبالتالي ما يتعرض له من ضغوط داخليه نتيجه نروح أكثر من مائة ألف مستوطن،، وتحولت ما يزيد عن 50 مستوطنه إلى مناطق تسكنها الأشباح.




_ إن بايدن بات في مأزق كبير،، َمع إطلاقه لمعرقته الإنتخابية للرئاسة الأميركية لم يواجه مثلها اي رئيس أميركي، في ظل تراجع شعبيته بشكل غير مسبوق وتوسع المعارضه مشاركته في العدوان داخل الحزب الديمقراطي وإنفجار الجامعات الأميركية منذ حوالي ألشهر وحتى اليوم تنديدا بحرب الإبادة في قطاع غزة والضغط على بايدن لوقف إطلاق النار بشكل نهائي،، في وقت عجز المحتل الصهيوني عن تحقيق اي إنجاز يمكن الرئيس الأميركي من تسويقه في معركته الإنتخابية.




ولذلك،، كانت المواقف و التصريحات لكل المسؤولين الأميركين في اليومين الماضيين،، بدءا من بايدن تصر على تمرير الصفقه وتحاول تحميل حركة حماس مسؤولية عدم إنجازها حتى اليوم، ولذلك أيضا سارع البيت الأبيض لإيفاد مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز للقاهره سعيا للضغط على حماس للقبول بالورقه الصهيونية.




ومن كل ذلك،، فكل الانظار تتجه إلى ما ستحمله الساعات المقبله حول صفقة إنهاء العدوان على القطاع،، أم يعود المحتل الإسرائيلي وشريكه الأميركي لحرب الإبادة والقتل والتدمير بحق أهالي قطاع غزة ومقومات الحياة فيه.