المغتصب واحد!- بقلم جانين القاصوف

  • شارك هذا الخبر
Saturday, May 4, 2024

يتحرك القضاء (وهذا أقل واجباته)، تستنفر الأجهزة الأمنية، يستنكر السياسيون، يتأهب الوزراء، تفتح المنابر الإعلامية... لدى شيوع خبر تعرض مجموعة من الشبان-الأطفال (دون الثامنة عشر من العمر) للاغتصاب والاكراه على تعاطي المخدرات.

هي حقاً جريمة بشعة، مرفوضة، مقلقة، بغيطة، لكنها تحتوي على أسئلة ودلالات كثيرة:

_ أين الجميع حين يُغتصب حق آلاف بل مئات الآلاف من الأطفال في تنشق هواء عليل غير ممزوج بدخان المولدات الكهربائية والقذائف الحربية وسواها؟

_ أين هم حين يُغتصب حق الأطفال في شرب ماء نظيف غير ممزوج برواسب المجارير أو الحق بشرب حليب صحي؟

_ أين هم حين يُغتصب حق الأطفال في تناول طعام لا يحتوي على البكتيريا أو الجراثيم؟

_أين هم حين يغتصب حق الاطفال في الحياة حين يُشردون من منازلهم بسبب الحروب؟

_ اين هم حين يُغتصب حق الأطفال في الحصول على العلم والتربية والثقافة؟

_أين هم حين يُغتصب حق الأطفال في العيش في كنف العائلة فيصبحون أيتاماً بسبب التفجيرات، والإهمال؟

_ أين هم حين يغتصب حق الاطفال في الحصول على واحات آمنة للعب؟

_ أين هم حين تنتشر أفلام قصيرة تشجع الأطفال على حمل السلاح والقتل، على الخضوع لزعيم والهتاف له، على التعدي على الله، على تحطيم العائلة، على تنمية شعور البُغض للآخر و الخوف منه؟

كثيرة انواع الاغتصابات التي يتعرض لها الأطفال وقليلة الأفعال التي تردع المجرم وغائبة وسائل التعويض على الضحايا.

ولكن من المجرم؟
- هم الأهل الذين تنازلوا عن وجودهم في حياة أطفالهم ويجب محاسبتهم بجرم التخلي والإهمال.

- هم مدراء المؤسسات التربوية الذين أهملوا التربية وامتهنوا نشر ايدلوجيات غريبة ويجب محاسبتهم بجرم التضليل.

- هم السياسيون الذين مارسوا العنف والقتل على الملأ ويجب محاكمتهم بجرم التحريض.

- هو المجتمع الذي يحجب الحقيقة ويدور في حلقة مغلقة متجهة نحو زواله ويجب محاكمته بجرم التزوير.

كلنا مجرمون، كلنا شركاء في ما وصل اليه واقعنا، نحن شعب "يكدس" المصائب والأوجاع، يدوس على آلامه وأحلامه، نحن شعب يقدس الإجرام والاغتصاب والقتل لأننا خسرنا طفولتنا ونحن نتنقل بين حرب واخرى فقررنا قتل براءة الأطفال ولعب دور الضحية.