كمال ذبيان- رضى كبريت فنان غادرنا: ضحكته كانت تسبق مسرحيته

  • شارك هذا الخبر
Thursday, January 27, 2022

غادرنا رضى كبريت بابتسامته، كان يضحكنا قبل ان تبدأ مسرحيته، فهو صانع الفرح، ويعيش مع "النكتة"، لانه وُلد للفن، وان لم يتفرغ له، لانه لا يُطعم خبزاً، كما يقال في العامية.


لذلك كان المسرح في لبنان ومع بداياته، هواية وموهبة، ورضى كبريت كان الاثنان معاً، اذ بدأ باكرا في العمل المسرحي، ولم يتركه الا قسراً بسبب الحرب الاهلية، التي دامت نحو 15 سنة، وعندما استتب الامن في لبنان، كانت له اطلالاته ومشاركته في نص الاعمال المسرحية.

ورضى كبريت نموذج للفنان الشعبي، وكاريزما للممثل العفوي، القريب من الناس، فأدى ادواره بكل قدرة فنية مميزة.

ولم يعط الفنان كبريت حقه، فتناساه الاعلام، ولم يطل على الشاشات، مثله مثل كثيرين، اعطوا للفن اللبناني والمسرح منه، كل ابداعهم وموهبتهم.



فالمسرحي والممثل رضى كبريت، لم يترك مسرح النضال القومي والعمل الاجتماعي والنشاط النقابي، في الجامعة الاميركية التي عمل موظفا فيها، وانشأ نقابة للعاملين فيها، للمراجعة بحقوقهم، فبرز كنقابي، وظهر نضاله في الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي لم يمنعه سجنه اثناء الانقلاب الذي قام به الحزب مطلع 1962، من ان يمسرح اعتقاله، فابلغ المحقق العسكري الذي كان يستجوبه حول تمويل الانقلاب، فهمس في اذنه، بانه من دولة اليابان، فظن المحقق، انه حصل على معلومة هي كنز، ترفع من رتبته وراتبه، فلجأ الى الضابط وكان سامي الخطيب، وابلغه ما افاده به المعتقل كبريت، فضحك الخطيب ونهره، وقال له، لقد ركب رضى كبريت مسرحية، وكنت انت بطلها.

هذا الرضى، لم يكن كبريته سوى لاشعال شمعة، ليضيء الظلام الذي يلف الامة، فرأى النور في النهضة القومية الاجتماعية، والذي يجب ان يشع على الشعب الراقد في عتمة الطائفية والمذهبية، وثقافة الانا وليس النحن، والغارق في المثالب، والذي ارشده باعث النهضة انطون سعاده الى النهضة، التي ارادها لبناء انسان جديد، وخلق نظام جديد، ومن دون وجود هذا الانسان على اسس قيم الحق والخير والجمال، فلا رضى على شعب اراد طوابير الذل على وقفة العز، ولجأ الى الكبريت ليحرق نفسه في اتون فتن قاتلة وحروب مدمرة.

رضى كبريت رحلت راضيا لما قمت به، ولم تستخدم كبريتك الا للانارة لا للاثارة الغرائزية.