د. شادي نهرا- "كازاخستان" محاولة أمريكية لدق الاسفين بين روسيا والصين

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, January 26, 2022



جغرافية كازاخستان
أهم جمهوريات آسيا الوسطى، تاسع أكبر دولة في العالم، مساحتها 2.725 مليون كم2 أي أكبر من الجزائر مع تونس وسورية، و أكبر من السعودية والخليج، لديها الكثير من الثروات وهي من أكبر منتجي البترول بمعدل 1.6 مليون برميل يومياً إضافة إلى الغاز الطبيعي وثروات معدنية من العناصر النادرة "rare earth element ”، وتعتبر قوة عظمى في إنتاج اليورانيوم، فهي تنتج أكثر من 40% من الإنتاج العالمي من اليورانيوم.
كما أنها منتج زراعي رئيسي، خاصة القمح، فهي تحتوي على 8500 نهر.
تسهم كازاخستان في أكثر من 60% من الناتج المحلي GDP لدول اسيا الوسطى أي أن من يسيطر على كازاخستان يسيطر على اسيا الوسطى، ويعيش فيها نخبة رجال الأعمال الروس.
وهي معبر رئيسي لطرق التجارة وأقصر طريق تربط الصين بأوروبا (Meridian Highway)


كما أنها أهم نقطة انطلاق لمشروع الحزام والطريق أو مشروع طريق الحرير الصيني.



كما تحتوي على محطة لإطلاق الصواريخ والسفن الفضائية الروسية Baikonur أي أن أنشطة روسيا الفضائية هي في كازاخستان، كما يحتفظ الجيش الروسي بأكثر من 10 قواعد عسكرية منذ ثلاثين سنة.
وتعتبر ثاني عواصم البتكوين في العالم.
عدد سكانها 19 مليون نسمة بينهم 15 مليون مسلم و-4 مليون مسيحي روسي.
70% من سكانها كازاخ من قبائل القبجاك وهي قبائل تركية قديمة، حيث تعتبر تركيا لاعب أساسي فيها، وتعتبر الروسية هي اللغة الأولى وتأتي بعدها الكازاخية والتي تعتبر لهجة من اللغة التركية، فبعد أن كانت تكتب بالأحرف العربية أصبحت تكتب بالأحرف الروسية إلا أن الرئيس السابق نور سلطان حولها إلى الحروف اللاتينية!
وقد حكم الشعب الكازاخي روسيا قديماً لفترة طويلة وكانوا القبيلة الذهبية: خليط من المغول والأتراك وكانوا مسلمين. وتسعى كازاخستان لإرضاء كل الدول الكبرى الصين -الروس والأمريكيين.
اندلعت احتجاجات عنيفة إثر رفع الدعم عن الغاز المسال، وبالرغم من تراجع الدولة عن قرارها لم تهدأ المظاهرات وأعمال العنف من حرق الممتلكات العامة إلى ذبح ضباط شرطة وقطع رؤوسهم! ...

هل تتحول كازاخستان إلى أفغانستان ثانية؟
من البديهي أن أول ما يبادر إلى ذهن المحللين السياسيين أن أمريكا وراء هذه الثورات العنيفة والتي تهدف إلى الإتيان بنظام حكم موالٍ لأمريكا وبالتالي إجبار روسيا على التدخل العسكري وبالتالي اغراقها بالوحول الكازاخية كما تم سابقاً في أفغانستان حيث ساهمت حرب أفغانستان التي دعمتها أمريكا سراً إلى جانب السعودية ومصر وباكستان إلى إفلاس الخزينة الروسية وتفكك الإتحاد السوفيتي ...
إلا أن جغرافية كازاخستان لا تسمح لها أن تكون أفغانستان جديدة لأسباب عدة أهمها:
- كازاخستان دولة حبيسة:
أي ثورة لا بد من أن تقف وراءها دولة عظمى مع مخابراتها لكي تنجح وتستمر، لمدهم بالسلاح والخبرات القتالية والمخابراتية وتعليم الشعب على تقنيات التجسس الإلكتروني وغيرها ...فقد دعمت أمريكا أفغانستان لهزم الإتحاد السوفيتي، ودعم الفرنسيون الأمريكيين الذين كانوا تحت الحكم البريطاني، عبر إرسال جنرالات فرنسيين ومخابراتهم واسلحتهم وتدريب الأمريكيين وهزيمة الجيش البريطاني. إلا أن كازاخستان دولة حبيسة وهي محاصرة من قبل روسيا في الشمال: قير غستان، طاجكستان، أوزبكستان، بحر قزوين (أي أذربيجان وإيران) ... وكلها بلدان تخضع للنفوذ الروسي!
إذاً كيف ستسلح أمريكا كازاخستان!!!


- طبيعة أفغانستان المليئة بالجبال ساهمت كثيراً في هزيمة روسيا، أما كازاخستان فهي أرض سهلية منبسطة وستكون هدفاً سهلاً أمام الطائرات الروسية.

- الخبرات القتالية لكازاخستان ضعيفة فهو شعب مدني منزوع السلاح منذ 250 سنة أما الشعب الأفغاني فهو شعب جبلي يحب القتال وعنده خبرات قتالية عالية.
إذاً احتمال دعم أمريكي مباشر يبدوا ضعيفاً جداً أمام هذه الحقائق، ومن دون الغوص في هذه الوقائع فإن مملكة الإبداع عند مراكز الفكر الأمريكي التي تهندس خطط أمريكا العميقة لا تقبل أن تستخدم خطة أكثر من مرة، وفكر الرئيس بوتين الاستثنائي لا يقبل أن يقع في نفس الفخ مرتين، لذا يجب استبعاد هذا السيناريو كاملاً ...
إلا أن البعض اعتبره صراع بين الرئيسيين السابق والحالي أو صراع قبلي أو عرقي بين الزوس الأوسط والزوس الأكبر والأصغر…
هل تقف روسيا وراء هذه الاحتجاجات لتعطي لنفسها شرعية التدخل؟
يرى بعض المحللين أن روسيا وراء هذه الأحداث، فهي تعتقد أن شمال كازاخستان الغني بالموارد هو لروسيا ويقولونها علناً.
وقد شكك الرئيس بوتين في 2014 في أحقية أفغانستان في أن تكون دولة مستقلة فهم قد استغلوا ضعف الإتحاد السوفيتي لإعلان الاستقلال.
فهناك 18% من الروس يعيشون في شمال كازاخستان وتسعى روسيا لضم شمال كازاخستان كما ضمت القرم سابقاً.
وقد اعتمد المحللون على بعض الوقائع المثيرة للريبة وهي أن الرئيس الكازاخي، القريب من المخابرات الروسية, طلب الدعم الروسي بسرعة فائقة منذ بداية الأحداث, ولم يصبر على الاحتجاجات حتى يومين، ما يشير أنه خُطط لها لتكون ذريعة للتدخل الروسي.
فقد انقلبت 13 سيارة من الشرطة، لإظهار ضعف الجيش وطلب التدخل الروسي , كما نبهت الصين من الثورات الملونة في كازاخستان قبل ثلاث أشهر!
وقد لبت روسيا طلب الرئيس الكازاخي بسرعة فائقة عن طريق إرسال 3000 جندي روسي عبر منظمة الأمن الجماعي لحماية المنشآت الحيوية وقد سيطر الجيش الروسي بسرعة فائقة أيضاً على الأوضاع مما أيضاً يثير الريبة، ففي أقل من 3 ساعات كانت القوات الخاصة قريبة من البنك المركزي.

وقد احتل الجيش الروسي العاصمة السابقة الماتا، التي يمر عبرها طريق الحرير، بعد أن سيطر المتظاهرون على معدات الجيش والعاصمة نور سلطان.
وقد سيطر المظليون الروس على 15 مؤسسة: القصر الرئاسي، البنك المركزي، وزارة الدفاع، مطار الماتي...

القوميين الأتراك
صحيح أن كازاخستان دولة حبيسة لا تستطيع أمريكا مدها بالسلاح والخبرات العسكرية كما قامت سابقاً بدعم الأفغان عن طريق باكستان ومخابراتها في حربها الباردة مع الإتحاد السوفيتي، إلا أنه لا يجب أن يغفل عن بالنا أن الشعب الكازاخي هو من القومية التركية ولغة الكازاخ هي لهجة من لهجات اللغة التركية، وقد وجدت تركية إمكانية الوصول إلى تحالف القوميات التركية عبر الكازاخ الذين يشكلون 63% من الدول الناطقة بالتركية، كما تضم روسيا 30 مليون روسي مسلم تركي.
كما تجاور كازاخستان إقليم تركستان الشرقية في الصين حيث الايغور الأتراك الذين يتعرضون للاضطهاد ويتجاوز عددهم ال 30 مليون مسلم.
وقد اعتقلت القوات الخاصة الروسية مدير المخابرات الكازاخية وتم تصفية نائبين له وقد عُرف بقربه من تركية وقد وقع على اتفاق للدعم بين تركية وكازاخستان ومن أبرز المدافعين عن الحلف بين الدول الناطقة بالتركية، كما اكتشفت المخابرات الروسية صورة له مع بايدون وابنه.
وقد صرح رئيس المخابرات المعتقل، والذي استلم رئاسة الحكومة الكازاخية سابقاً، في معتقله أن الوضع اليوم لا يمس بالأمة التركية فقط وانما الأمة الإسلامية!
وقد تم اعتقال القوميين الأتراك وضربهم، كما أن هناك 7 الآف معتقل موالي لتركيا في كازاخستان.

الناتو التركي
صرح لوكاشينكو رئيس روسيا البيضاء، الموالي لروسيا، أن أوزبكستان هي التالية بعد كازاخستان لأن لديهم معلومات أن الانفصاليين حولوا أعينهم إلى أوزبكستان ذات ال 34 مليون نسمة، والتي تعتبر امتداد جغرافي لأفغانستان بطبيعة ارضها الجبلية وشعبها المسلم المتمرس بالقتال والذي يكن عداءً كبيراً لروسيا.
وقد اظهرت المخابرات الروسية أحد المتظاهرين الذين أقروا أن قيرغزستان وراءهم، والجدير ذكره أن ألقرغيز هم 11 ألف في كازاخستان وقد رفضوا سابقاً التواجد العسكري الروسي أما الطاجاك هم 85 ألف و264 ألف أوزباك.
في 11 January 2022-جرى اتصال بين المخابرات الأمريكية والروسية حول قرار تركي لأنشاء جيش توراني يضم : تركيا - أذربيجان - اوزباكستان - تركمانستان - قرغيزيا - وهنغاريا !!!(يوجد قومية تركية في هنغاريا ).
أي أن هناك خطط تركية لإنشاء ناتو تركي يعتبر امتداد للناتو الأطلسي وهذا ما لن تقبيل به روسيا على الإطلاق.
حلف تركي باكستاني
الجدير بالذكر أن هناك تنسيق كامل بين الجيشين التركي والباكستاني بخصوص التطورات الأخيرة في كازاخستان ...
وتعتبر باكستان حليف استراتيجي للحلف التركي وقد ظهر ذلك من خلال إعلان باكستان استمرار الصفقة التركية الباكستانية من طائرات Attack T129. ما يعني أن هناك تحالف تركي باكستاني لحفظ أمن اسيا الوسطى والقوميات التركية هناك !!
وقد أعلنت طالبان حالة الطوارئ على حدودها مع طاجكستان وأوزبكستان بعد أحداث كازاخستان لوقف الزحف الروسي وربما التحالف مع باكستان وتركية

لولا الفيتو الصيني لكان التواجد الروسي دائم
وقد كان متوقعاً أن التواجد الروسي سيكون دائم في كازاخستان
فقد قامت روسيا بتغير اسم العاصمة من نور سلطان للآستانة كما أزيل إسم بنك نور سلطان، ولم يعيدوا تمثال نور سلطان بعد ما اسقطه المتظاهرون.
نور سلطان هو أول رئيس لكازاخستان منذ تفكك الإتحاد السوفيتي وهو يرمز لاستقلال كازاخستان، كان قيادياً في الحزب الشيوعي في العهد السوفيتي.
وقد صرح انطوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي أن الروس لن يخرجوا حين يدخلون منزلك.
هذا ما اشارت إليه صحيفة Foreign Policy وقد ردت Global Times الناطقة الرسمية باسم الحزب الشيوعي الصيني بخصوص إمكانية تفكير روسيا بأخذ شمال كازاخستان، برفض المساس بوحدة كازاخستان. فكازاخستان ليست جورجيا أو القرم فهي دولة حدودية مع الصين وبالغة الأهمية.
وقد تدخل الصينيون بقوة من أجل رسم خط أحمر بخصوص وحدة كازاخستان أي منع الوجود الروسي منعاً باتاً ووجوب الانسحاب في أقصى تقدير في 10 أيام وهذا ما أعلنه الرئيس الكازاخي، وهذا ما تم فعلاً.
وهكذا نفذ الروس ما قاله الصينيون، كما أن محطة الفضاء Baikonur ستقفل في 2024.
كان من المتوقع أن يثير التواجد الروسي الدائم في كازاخستان حفيظة الصين، نظراً لأهمية كازاخستان والحدود المشتركة الطويلة بجنوب كازاخستان وأهميتها بالنسبة للطرق التجارية الصينية وخاصةً طريق الحرير.أضف إلى أن تاريخ الصراع الحدودي بين الصين والاتحاد السوفيتي، وإتهام بكين سابقاً لروسيا بتزويد الهند أسلحة أكثر تطوراً، لا يبدو مشجعاً لمنح الصين ثقة كاملة لروسيا لتحتل كازاخستان.

كازاخستان محاولة أمريكية “لدق إسفين" بين روسيا والصين
يبدو أن كل السيناريوهات السابقة لا تجيب بشكل كامل عن كل التساؤلات:
أولاً -إمكانية قيام أمريكا بهذه الأحداث لإغراق روسيا في وحولها وإشعال حرب بين روسيا والدول الناطقة بالتركية أو الناتو التركي على ساحة كازاخستان واسيا الوسطى ... هذا الاحتمال معدوم, أولاً لأنه كما أشرنا أن كازاخستان دولة حبيسة والأهم من ذلك كله أن هكذا حرب بين الإسلام السياسي بزعامة أروغان وروسيا على أرض كازاخستان ذات الحدود المشتركة مع روسيا والصين وخاصة مع الصين عبر تركستان الشرقية و الإيجور، سوف يخلق عدواً مشتركاً لروسيا والصين وبالتالي سوف يدفعهم إلى تحالف أبدي عميق لا يمكن زعزعته مستقبلاً . فإن أمريكا هي خير من استخدمت تقنية صناعة عدو مشترك للتقارب من خصومها كما فعلت حين صنعت داعش عدواً مشتركاً لها ولروسيا، لجر روسيا إلى صفها في وجه الصين وتسليمها مسؤولية الشرق الأوسط كما فصلنا سابقاً في كتاب "أمريكا وروسيا القطب الواحد “.
ثانياً -إمكانية قيام روسيا بهذه الأحداث من أجل الدخول واحتلال كازاخستان وتنظيفها من القوميات التركية وعلى رأسها رئيس المخابرات الداعم للقومية التركية، وهو ما يبدو منطقياً.
ثالثاً -إلا أن التحليل الذي يجيب على كل الأحداث، هو أن أمريكا هي من دفعت أردوغان إلى تكوين ودعم نواة قومية تركية في كازاخستان تهدد المصالح الروسية بدون دعم واضح وعسكري، لئلا تثير حفيظة الصين وتدفعها أكثر في اتجاه روسيا، فقد وُجد لدى 26 من المقتولين 145 آلية عسكرية روسيا وواحدة صينية !!! ما يذكرنا بما قامت به أمريكا حين اقنعت الرئيس السادات بتزويد الأفغان بالأسلحة المصرية السوفيتية لكيلا تثير الشبهات أن أمريكا هي من تقف وراء أحداث أفغانستان وتقع روسيا في فخ الدخول إلى أفغانستان. ومن المرجح أن تركية قامت بذلك عبر جهاز الاستخبارات الكازاخية الذي يتزعمه أبرز الشخصيات الداعمة للقومية التركية والذي تم اعتقاله وتصفية اخرين.
إذاً، ارادت أمريكا إدخال روسيا إلى أفغانستان، من خلال تهديد القوميين الأتراك لمصالح روسيا، وربما اعطتها الضوء الأخضر أو عدم الممانعة على عكس موقفها العنيف من الحرب على أوكرانيا، لأنها ترى أن احتلال روسيا لكازاخستان ذات الحدود المشتركة مع الصين وروسيا سوف يثير غضب الصين وبالتالي سوف تكون أولى الملفات الخلافية بين روسيا والصين.
أما في باقي الدول كأوكرانيا وجورجيا وأذربيجان فإن احتلالها لا يثير سخط الصين لعدم وجود حدود مشتركة.
لذلك فإن تصريح وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن أن الروس حين يدخلون بيتك لا يخرجون بعدها، انما كان موجهاً لإثارة الصين: أن روسيا دخلت كازاخستان ولن تخرج! والغريب أن تركيا لم تتدخل عسكرياً كما فعلت في أذربيجان، ولم نلمس الغضب الأمريكي الذي نجده بالنسبة لأوكرانيا !!! وما ذلك إلا لأن أمريكا كانت تخطط لإيقاع روسيا في هذا الفخ الذي سوف يؤسس لنزاع بين روسيا والصين.

الرئيس بوتين استثنائي

من الواضح أن الرئيس بوتين هو رئيس استثنائي يجمع في شخصه الأضداد، فهو شجاع إلى حد التهور إلا أنه في الوقت نفسه حكيم إلى حد التراجع.
وهكذا أفشل الرئيس بوتين الفخ الأمريكي وانسحب من كازاخستان تلبية للفيتو الصيني، بالرغم من أن كل الأحداث كانت تشير إلى نوايا روسيا احتلال كازاخستان وربما المضي نحو أوزبكستان وأذربيجان، اللذين رفضوا سابقاً مع جورجيا الدخول في الحلف العسكري الروسي، وقير غستان...وقد ارسلت روسيا رسالة لتركيا بعدم التدخل عن طريق إطلاق النار على أذربيجان من أرمينيا بالتزامن مع الأحداث الكازاخية.
وتزامنت أحداث كازاخستان مع زيادة 10 قطع بحرية من الاسطول الخامس الروسي مزودة بصواريخ فرط صوتية Zircon وصواريخ مجنحة كاليبر في المياه الإقليمية اليونانية برضى أمريكي! حيث بلغ مجموع القطع البحرية الروسية في المتوسط 25 قطعة من أصل 100 من البحر المتوسط في خليج سرت مروراً باليونان أذربيجان كازاخستان محاولة تهديد تركية ...

الهدف الحقيقي لأمريكا
ما يعني أن أمريكا تريد حرباً ضروس بين تركية وروسية في الشرق الأوسط والقوقاز والبلقان، لإغراقها وعدم تمكينها من دعم الصين عسكرياً إذا ما حاصرتها أمريكا وحلفائها، رغبة في إقناع الصين بالجلوس على طاولة المفاوضات حسب الشروط الأمريكية، ولكن ليس حرب علنية في اسيا الوسطى، لئلا تؤدي إلى اتحاد روسي-صيني ضد عدو مشترك، الإسلام السياسي بزعامة أردوغان، على حدود الصين.
كما أشرنا في كتاب " أمريكا وروسيا القطب الواحد" والتي سبقنا أن تحدثنا عن العنوان الأيديولوجي لهذه الحرب وهو الصراع المسلم-المسيحي والذي سوف يجذب إليه أيضاً أوروبا وعلى رأسها فرنسا، باستثناء بريطانية، الحليف الأبرز والأوفى لأمريكا، وربما هذا كان الدافع الأبرز وراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكنا قد أشرنا أن أمريكا تريد توحيد الإسلام السياسي السني والشيعي بقيادة اردوغان وإيران للوقوف صفاً واحداً بوجه روسية لإغراقها في المدى القصير، والوقوف في وجه المد الصيني في المدى المتوسط.