"الناس لم تعد تتحمّل المناكفات وملّت الخلافات وتريد عملا منتجا وتعاونا بين الجميع لانتشالها مما هي فيه من ازمات ومخاطر". الكلام لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي في اوّل إجتماع للحكومة بعد ثلاثة أشهر من التعطيل. فعلا، اللبنانيون ملّوا دولة الرئيس. والأصحّ أنّهم قد يئسوا من المناكفات والتعطيل وربط لبنان بقضايا المجرّة، فيما جلّ ما يريدونه يتلخّص باستعادة كرامة العيش وانتزاع حقوقهم الدنيا ممّن خطف أنفاسهم وسرق جنى أعمارهم بغمضة عين! اجتمعت الحكومة اليوم ولم نعرف لماذا اعتُقلت لثلاثة أشهر كاملة. لم تكن الموازنة وحدها على جدول أعمالها ولا خطّة التعافي المالي كما اشترط ثنائي حزب الله وحركة أمل، فالوزراء الشيعة حضروا جلسة بحثت في الهموم الحياتية وأقرّت بدلات النقل والمساعدة الإجتماعية. تعود الحكومة والملفّات الضاغطة كثيرة، عسى ألا يطرأ أيّ حرد سياسي يفرمل عملها من جديد. الموازنة أوّل الاختبارات، وثانيها خطّة التعافي المالي والاقتصادي. المرحلة لن تكون سهلة على اللبنانيين، فما مرّ صعب والآتي سيكون أصعب، هذا إن تمكّنت الحكومة من تخطّي التحفظات بإقرار الموازنة أوّلا وبتأمين الإجماع على خطّة ستشكّل منطلق التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ثانيا.
بالتوازي، ليست السياسة أقلّ تعقيدا من الوضعين المالي والمعيشي. والعين على تداعيات قرار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بالعزوف عن خوض الإنتخابات. فهل تمهّد هذه الخطوة الى نسف الإستحقاق برمّته؟ وبعد، ماذا في توقيت وتفاصيل المبادرة الكويتية وكيف ستردّ الدولة اللبنانية؟ هذه العناوين نطرحها في حلقة "ضروري نحكي" الليلة مع ضيفنا في الاستديو عضو تكتّل لبنان القوي النائب زياد أسود، وفي مداخلة مع نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش.
