خاص- هل تدعيش طرابلس باب لتطيير الانتخابات؟... وما دور الشركات الروسية الأميركية في تطويع الشباب؟

  • شارك هذا الخبر
Sunday, January 23, 2022

كتبت مارغوريتا زريق

طرابلس عروس الشمال ، عروس الثورة ،عاصمة لبنان الثانية باتت تصنف الأكثر فقرا على ساحل البحر المتوسط ، لطالما شهدنا محاولات لشيطنة هذه المدينة ، ناهيك عن الاستهدافات الأمنية المتلاحقة ،ولطالما تعمدوا برز اسمها باكتشاف خلية نائمة لتنظيم داعش، أو ضبط أسلحة في أحد منازلها، لكنها كسرت الاقاويل لتقدم صورة راقية للحراك الشعبي، فباتت قبلة اللبنانيين وشغلت جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية و تصدّرت المدينة دون غيرها مشهد الثورة فتسيّدت الحراك الشعبي.
مرة أخرى عاد مشهد استغلال طرابلس طائفيا وأمنيا ، وانتشرت في الآونة الأخيرة وخاصة بعد اقتراب موعد الانتخابات تقارير اعلامية عديدة عن تغلغل وانتشار داعش في طرابلس وفقدان شبان وانضمامهم الى التنظيم ، وليس مستبعد ان يكون نية البعض تتطيير الانتخابات عبر إفتعال أحداث أمنية والملفت أن الأجهزة الأمنية اللبنانية لم تصدر أيّ بيان بهذا الشأن رغم الجدل المتفجّر، ولم تصارح اللبنانيين ان كان الأمر حقيقيا ام يجري تضخيمه بل كان هناك إعلان رسمي وحيد من وزير الداخلية بسّام المولوي خلال مقابلة تلفزيونية عن 34 شاباً من طرابلس التحقوا بالتنظيم .

بات واضحاً ان مسألة الشبان الذين غادروا المدينة ، غادروها بإتجاهات ثلاثة سوريا، العراق وتركيا ، والعدد الذي تراكم خلال سبعة أشهر هو حوالي ال47 وبعضهم تم القبض عليهم من قبل الاجهزة الأمنية اللبنانية خلال محاولتهم السفر لهذه الاتجاهات. هؤلاء الشبان يسكنون مناطق ثلاث هي التبانة والقبة وحي المنكوبين ، أغلبهم غير ملتزمين دينياً ، بالتالي هم لم يغادروا ليلتحقوا بتنظيم ايمانا بأيديولوجية معينة بل طلباً للرزق والارتزاق وهرباً من الفقر والوضع الاقتصادي ، ولو كانوا من اصحاب الاختصاصات لكانوا غادروا الى اتجاهات أخرى تماما كما فعل الكثير من أطباء وممرضين ومهندسين وصيادلة ومدراء من طرابلس .

ان الوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي في كل لبنان لم يعد يطاق بالتالي بات سهل على أفرقاء عدة ان تستعين بمرتزقة لبنانيين ، وكشفت لنا مصادرنا ان هناك عدة شركات تعمل على توظيف الشبان التي تتراوح أعمارهم بين ال18 و25 أي أعمار اللذين غادروا للقيام بأعمال أمنية ، نذكر منها شركة " بلاك واتر " الأميركية و" فاغنر " الروسية وهما شركتان شبه عسكرية تقدم خدمات أمنية عسكرية خاصة ، كما تم رصد شركة جديدة نشأت في المنطقة للأسباب ذاتها ، ويبدو ان هناك طرفاً يعمل على توظيف الشبان تماماً كما تفعل "بلاك واتر " و " فاغنر" ولكن هذه المرة عبر اطراف شرق اوسطية لديها أجندة أمنية غير معلومة بعد.

وفي المعلومات ان أحد اللذين غادروا الى العراق إتصل بصديقه وأبلغه انه يحمد الله أنه يجد أكلا وشرباً وملبساً.

اين انتم ايها الحكام من اولاد المدينة الذين في القمامة يبحثون ، اين انتم من اللذين اختاروا الموت حرقا في لحظات ضعف وانكسار وعجز امام دمعة أطفالهم وظلم دولتهم، اين انتم من المسكين كبير النفس الذي ينام حاضنا البرد والجوع ، اين انتم من صوت أنين الموجوعين امام ابواب المستشفيات ، عدم الموت يرتجون ، فقط في لبنان تداهم الهموم راس المواطن ، وينغمس في احضان الحرمان ، يبكي حقه ، يبكي مستقبل اولاده ، يبكي واقعه ويبكي احلامه، أليس ما وصل اليه الشعب مجزرة انسانية جماعية ، أليست المجازر الإنسانية هي صنع الداعشية ، لا أيها الحكام شبابنا لا يهوى الانضمام الى التنظيم الداعشي المجرم ، شبابنا يهرب من دواعش دولته المجرمين ، وإن كان هدفكم تضخيم الصورة لضرب الإنتخابات ، فالشباب الطرابلسي والشمالي يعدكم أن عروس الثورة ستكون عروس الانتخابات منها سينطلق التغيير ،مسيرة الثورة مستمرة والقضية قائمة وعلى العهد باقون .