خاص- هل ينقضّ "الحزب" على الساحة السنية مع انكفاء قياداتها؟- بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, January 22, 2022

خاص - الكلمة أونلاين

بولا اسطيح

ليس خافيا ان الشغل الشاغل للقوى السياسية اليوم بمختلف انتماءاتها ومشاربها محاولة التدقيق بخلفية قرار رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري الانكفاء وتداعياته على الساحة السنية بشكل خاص والساحة الوطنية بشكل عام. فبالرغم من كل المحاولات والمساعي الداخلية التي لا تزال تُبذل لحث الحريري على التراجع عن موقفه او اقله تظهيره قدر الامكان على انه ليس قرارا بالانسحاب من الحياة السياسية اللبنانية واعلان نهاية تيار "المستقبل" بغياب اي مسعى اقليمي او دولي في هذا المجال، وهو ما يجعل الحريري متمسكا اكثر من اي وقت مضى بقراره، يبدو ان كل ما يُبحث راهنا هو توقيت وشكل الاعلان كما تحديد مصير آلاف أصوات المحازبين والمناصرين في الانتخابات المقبلة.

واذا كان هناك من يشمت بالحريري ويعتبر انه نجح بالقضاء على "الحريرية السياسية"، يقف بالمقابل معظم الزعماء بحال من الصدمة والذهول لما آل اليه المشهد في الساحة السنية خاصة وان عودة رئيس "المستقبل" لاعلان عدم ترشحه، تزامنت مع خروج رئيس الحكومة السابق وابن البيت السياسي العريق تمام سلام ليعلن عزوفه عن الترشح ايضا مع احتمال ان ينسحب ذلك على قيادات سنية أخرى.

وتقول مصادر سياسية مواكبة ان "الهاجس الاكبر اليوم هو حول الجهة التي ستستثمر بانكفاء الحريري وتسعى لملء الفراغ المستحكم بالشارع السني، اذ تتجه الانظار بشكل رئيسي الى الطرف الاقوى على المستويات كافة الا وهو حزب الله الذي يبدو الاوفر حظا للانقضاض على هذه الساحة خاصة وانه كان قد بدأ بالتمهيد لذلك في اكثر من مناسبة. ولا يزال دخوله من بوابة انفجار التليل في ايلول الماضي لتوزيع مساعدات مالية على المتضررين شاخصا، بما يؤكد وجود نوايا مبطنة منذ ذلك الوقت باختراق الساحة السنية مجددا على ان يتكرس ذلك من خلال دعم مرشحين سنة في الانتخابات المقبلة محسوبين عليه وفي كل المناطق اللبنانية".

بالمقابل، تقول مصادر مطلعة على جو الحزب على انها لا تزال غير قادرة على تفسير ما آلت اليه الامور، مؤكدة ان "الحزب غير سعيد بانكفاء الحريري كما تمام سلام وامكانية انكفاء زعامات سنية اخرى، ويدقق بامكانية وجود مخطط خارجي ما لم تتضح معالمه بعد". وتضيف المصادر:"لا طموح لدى الحزب بالسيطرة على الساحة السنية.. هذا لم يكن يوما هدفا له خاصة وانه لا يرى اصلا مصلحة بذلك".

ويعتبر كثيرون ان الحريري لم يكن يوما خصما اراد حزب الله اقصاءه او التخلص منه، بل بالعكس تماما كان شخصية ارتاح للتعامل معها، من هنا لا يبدو متحمسا كثيرا لقراره المرتقب خاصة وان البديل الذي سيخلفه لم يتحدد بعد.
ويُرجح ان ينقسم المستفيدون من انكفاء الحريري الى ٤ جهات، الاسلاميون، مجموعات المجتمع المدني (العلمانيون)، حزب الله من خلال الشخصيات المحسوبة عليه في الشارع السني وحزب "القوات" من خلال دعمه شخصيات سنية يعتبرها قريبة منه.

فهل يكون ما نشهده وضع الحريري المسمار الاخير في نعش "السنية السياسية" في لبنان، هي التي استمرت منذ العام 1992 وبدأت بالتراجع مع اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، واننا بتنا اكثر في اي وقت نضى في عز مرحلة "الشيعية السياسية"؟!