تقترب الانتخابات النيابية ويقترب معها معرفة من سيكون "نجم الاستحقاق الانتخابي" خصوصًا في الدوائر التي ستشهد معاركة كبرى بين الاطراف المشاركة، وبات محسومًا أن دائرة بيروت الثانية ستكون على موعد مع ولادة حالة سياسية جديدة قد تحمل مشروعًا جديدًا لبيروت.
تشير التقديرات والأرقام إلى أن شعبية تيار المستقبل تُسجل تراجعًا ملحوظًا في بيروت، ومن المتوقع أن لا يتمكن التيار الازرق من حصد أكثر من ٣ مقاعد نيابية، وذلك لأن تيار المستقبل هو من الاحزاب التي كانت في السلطة ابان انهيار الواقعين الاقتصادي والاجتماعي ، اضافة الى الحسابات والتسويات السياسية التي قام بها "المستقبل" والتي كانت خاطئة بمعظمها، ناهيك عن وضع الطائفة السنية التي باتت بحاجة الى قيادة لتعيد لها بعض من حقوقها التي سُلبت من جراء تنازلات ومحاصصات أنهكت "الأمة السنية" وكسرت ظهرها.
يدور في الكواليس الضيقة، أن جمعية المشاريع (الأحباش) تفكر جدياً بعدم التحالف مع الثنائي الشيعي في الانتخابات القادمة، اذ يعتبر الاحباش ان باستطاعتهم الحصول على مقعدين نيابيين بدل واحد، لكن حسابات الاحباش ليس بالضرورة ان تكون صحيحة، بل فيها مخاطرة كبيرة، لأن دعم مرشحيّن قد يشكل خطرًا عليهما في حال حصد المرشحون الآخرون اصوات تفضيلية اكثر من مرشحي الأحباش، لذلك سيسعى الاحباش الى ضمان وصول مرشح مع العمل على نجاح المرشح الثاني، ما يعني ان بحوزتهم حاصلاً ونصف الحاصل.
اما لائحة الثنائي الشيعي، من الواضح ان حركة امل وحزب الله قادران على حصد المقعدين الشيعيين، دون ضمان المعقد الثالث (الاقليات) للتيار الوطني الحر، لان الثنائي كغيرهم من الاحزاب تراجعت شعبيتهما بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة، ولو كان التراجع الشعبي للثنائي ليس بحجم ذلك الذي اصاب تيار المستقبل، لذلك يصح القول بان الثنائي لديهما حاصلان ونصف الحاصل، وبهذا تكون ٤ حواصل محسومة بين الاحباش من جهة والثنائي الشيعي من جهة اخرى، علما أن المشاريع والثنائي تحالفوا عام ٢٠١٨ ونالت لائحتهم ٤ مقاعد نيابية (٢ شيعة، سني واقليات).
إلى لائحة رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي، تشير التقديرات الى أن مخزومي ضامن حاصله الانتخابي، بعد المعلومات التي تحدثت عن امتعاض الشيعة من مخزومي نتيجة مواقفه الحادة من حزب الله وحركة أمل، لكن مخزومي قد يعوض نقص الاصوات الشيعية (٣ آلاف صوتًا) بالأصوات السنية التي سيحصدها من تيار المستقبل الذي تراجعت شعبيته بنسبة ٦٠٪، وسيعمل مخزومي مع حلفاءه للحصول على مقعد ثان. اخيراً، تبقى لائحة رىيس نادي الانصار نبيل بدر، الذي سيعزز تحالفه مع الجماعة الاسلامية وشخصيات مدنية وشعبية ، ومن المتوقع بحسب الاحصاءات أن تحصد هذه اللائحة مقعدين نيابيين، وتشير المعلومات الى أن بدر ومن معه سيعملون على ضمان حاصل ثالث لان اللائحة ستعكس ما يريده المزاج البيروتي.
في المحصلة ووفق التقديرات، سينال تيار المستقبل ٣ مقاعد، الثنائي الشيعي مقعدان والاحباش مقعد، فؤاد مخزومي مقعد ولائحة نبيل بدر مقعدان، وبما ان الدائرة تضم ١١ مقعدًا، فهناك مقعدين لا يمكن توقع الجهة التي ستحصدهما لكن لمخزومي احدهما ، وكل الاحتمالات واردة بانتظار عودة الرئيس سعد الحريري لتتضح الصورة اكثر.
