الغارديان- لا يمكن تجاهل كيف ساند ديزموند توتو حقوق الفلسطينيين

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 31, 2021

تحت هذا العنوان كتب كريس مكغرييل في صحيفة الغارديان قائلا: حتى في ظل المديح الجارف للأسقف الراحل ديزموند توتو منذ موته، فإن بطل مكافحة نظام الفصل العنصري لم يلق رثاءا عالميا يليق به.

وينقل الكاتب وصف آلان ديرشوفيتز، وهو محام دستوري أمريكي معروف ومدافع متحمس عن إسرائيل، للأسقف الراحل بـ"الشرير" و"أكثر معادٍ للسامية في تاريخنا".

كما اتهم المحامي الشهير الأسقف توتو بالتقليل من شأن الهولوكوست وبتشبيه إسرائيل بألمانيا النازية. وهذا بنظر كاتب المقال تأويل متطرف لتصريحاته ويتطلب بعض الالتفافات المعقدة على نصوصها للوصول إلى مثل هذا الاستنتاج.

ويرى مكغرييل، الذي سبق أن عمل مراسلا للغارديان في كل من القدس وجوهانسبرغ، أن جريمة توتو الحقيقية من وجهة نظر مناصري إسرائيل هي أنه شبه حكم إسرائيل للفلسطينيين بالأبارتهيد - نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا - ولم يتراجع أمام الهجوم عليه.

ويوضح أنه في زيارات الأسقف الراحل إلى إسرائيل وفلسطين، وجد مشاهد شبيهة لما مرت به بلاده، من إجلاء قسري، إلى تدمير منازل، وإهانات في نقاط التفتيش، ومصادرة الأراضي من قبل المستوطنين، وهي ممارسات تشبه ما عاشه السود في إقليم بانتوستان في جنوب أفريقيا.

ويواصل الكاتب القول إنه على الرغم من انتقاد ديزموند توتو لهجمات الفلسطينيين، فإن تشبيهه الضمني لإسرائيل بجنوب أفريقيا تحت حكم الفصل العنصري شكل تحديا للرواية القديمة لإسرائيل التي لطالما روجت لنفسها كضحية لعدوان وإرهاب العرب.

ويشير المقال إلى أن عددا من المسؤولين الإسرائيليين السابقين، مثل رئيسي الوزراء السابقين إيهود باراك وإيهود أولمرت ذكروا أنه لا يمكن الاستمرار في نكران حقيقة أن دولتنا تمارس شكلا من أشكال الفصل العنصري.

ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن الأسقف توتو نبه إلى أنه لا يمكن أن يبقى مشاهدا محايدا، إذ قال "هؤلاء الذين يغضون الطرف عن الظلم، إنما يخلدون في الواقع عدم العدالة. إذا كنت محايدا في مواقف تشهد ظلما، فإنك اخترت الوقوف إلى جانب الظالم".

ويخلص إلى أن الأسقف الراحل كان سيكون سعيدا إذا عاش ليرى آخرين ينتهجون نهجه. ففي هذا العام، نشرت هيومان رايتش ووتش في أمريكا وجماعة حقوق الإنسان الإسرائيلية البارزة "بيتسيلم" تقارير غير مسبوقة تشبه سيطرة إسرائيل على الفلسطينيين بالفصل العنصري "الأربتهايد"، بحسب تعبير كاتب المقال.