خاص- إما يستمرّ ميشال عون بالشعبوية... أو يستقيل؟- سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Monday, December 27, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

سيمون أبو فاضل


توعد رئيس الجمهورية ميشال عون، بعد سماعه النداء الذي وجهه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بأنه سيتكلم يوم الاثنين، كردّ على ما سمعه من نداء سيد بكركي المؤتمن على الوطن وسيادته وكذلك على الشعب وحقه بعيش كريم وليس تهجيره وتفقيره...

وسيأتي كلام عون في ظل انهيار البلاد ومؤسساتها واستباحة سيادتها وقهر مواطنيها اقتصادياً واجتماعياً... ، نتيجة خيارات محور الممانعة الذي هو في صلبه. وسيأتي كلامه الموعود بعدما اعلن التحالف العربي عن دور حزب الله، الذي أتى به رئيسا، في تنفيذ هذه العمليات العسكرية ضد المملكة العربية السعودية، بما سيرتب تداعيات جديدة على لبنان، ويتطلب الامر من كل من الرئيس عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتخاذ مواقف لا بل قرارات حاسمة لن يقويا عليها، لإخراج لبنان من دائرة المواجهة مع الدول الخليجية والسعودية مباشرة.

عبّر عون بخجل وعدم وضوح خلال المجلس الأعلى للدفاع عن انزعاجه لعدم سماح الثنائي الشيعي بإعادة الحياة الى مجلس الوزراء، لاعتراضهما على عدم قبع القاضي طارق البيطار، وهو سقف لن يتجاوزه عون على ما يرى مراقبون، ولن يذهب ابعد من ذلك لانه يعلم بأن السيد حسن نصرالله اتى به رئيسا لاستكمال سياساته وتنفيذها، كما انه يعلم والنائب جبران باسيل بان الخلاف الجدي مع حليفه حزب الله دونه مضاعفات متعددة وهو الممسك بكامل الدولة التي سلماه اياه الثنائي عون - باسيل، وثمة الكثير من الخطوات غير المتوقعة والممكن اتخاذها لن تكون لصالح رئيس الجمهورية ورئيس "التيار الوطني الحر".

سيطالب عون، رئيس الحكومة، بضرورة الدعوة لعقد جلسة وسيتهيب ميقاتي من ذلك كما تهيب في "زحطته" اثر مغادرته عين التينة مصورا ذاته "زعلان" من رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث سارع ميقاتي لاحقا الى تبديد هذا الانطباع بحديث "اعتذاري" مطول.

إذاً، قد يعمد عون الى هذه الخطوة ويعيد فتح ملف الصلاحيات الرئاسية وتحويل الامر نحو هذا النوع من الصراع، لإلهاء اللبنانيين ورفع المسؤولية عنه، رغم ان ما اقدم عليه وفريقه الحزبي من ممارسات، شكل استكمالا لما اقدمت عليه المنظومة الفاسدة التي فتكت في الدولة وسيادتها وعاثت بها فسادا، وبنوع خاص عمدت الى ارتكابات على حساب لقمة عيش المواطن الذي باتت امواله مصادرة في المصارف.

إن الخطوة الاستراتيجية المفترض ان يتخذها الثنائي عون - باسيل، يمكن ان تنحصر بين فك "التيار الوطني الحر" لتحالفه مع "حزب الله"، وتقديم الرئيس عون استقالته التزاما بقسمه حماية البلاد وكتعبير عن رفضهما لما وصلت اليه الاوضاع على الاصعدة كافة، وغير ذلك تبقى المواقف مزايدات شعبوية، لا سيما ان بعض اعضاء التكتل عبّر صراحة عن الضرر الذي اصاب البلاد وشعبها نتيجة هذا التحالف، محضرين للثنائي عون - باسيل ظروف المبادرتين الضرورتين اللتين لا بديل عنهما، أو سيكون على هؤلاء الاعضاء الاستقالة انسجاما مع مواقفهم أو أنهم تلاميذ في مدرسة الشعبوية التي بدأت بالتفكك والانهيار.