خاص- سيناريو أسود يتقدم لبنانيا: الانهيار الكبير قبل النظام الجديد- بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 18, 2021

لا ينفك الناس في الشارع يسألون عن توقيت الخروج من هذا النفق المظلم. يسألون عن شكل الحل واخراجه، عن المدة التي سيكون عليهم خلالها الصمود وما اذا كانت مقاومة الظروف الراهنة ستطول. اسئلة لا تزال بمعظمها من دون اجوبة… حاول بعض المسؤولين والوزراء ربطها بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وبخطة التعافي التي تعمل عليها الحكومة. فخرج بعضهم بكل ثقة ليتحدثوا عن تثبيت سعر الصرف عند ١٢ الف ليرة وابعد من ذلك ضربوا مواعيد لانتهاء الازمة واستعادة البلد انفاسه والعودة الى امجاده السابقة.. باطار عملية جديدة لاستغباء اللبنانيين والاستثمار بأوجاعهم ويأسهم ظنا انهم بذلك يؤخرون الانفجار الشعبي المقبل لا محال ليطيح بكل الكراسي.
خلف الكواليس ووراء الابواب المغلقة، بعيدا عن شاشات الكاميرات احاديث اخرى هي لا شك الاقرب للواقع المرير.. في معظم الاروقة اقرار بأننا لم نصل بعد الى المرحلة الاصعب من الازمة او ما يُعرف بال"pic” وان التأثيرات الكبيرة والموجعة سنلمسها لمس اليد مطلع العام.

ويصف مصدر سياسي بارز الواقع ب"القاتم". هو يستبعد تماما العودة الى المسار المؤسساتي والاستحقاقات الدستورية، ما يعني ان لا انتخابات نيابية ولا انتخابات رئاسية، مرجحا ان يسبق الاستحقاق النيابي خضة او خضات في الشارع تتخذ بعدا امنيا. ويقول المصدر:"تفاقم الازمة المالية هو سيبقى المسيطر على المشهد العام في الاشهر الاولى من العام.. فبعدما كنا نرى قفزات محدودة لسعر الصرف، سنشهد من الآن وصاعدا قفزات كبيرة. اي ان سعر الصرف سيلامس خلال اشهر ال٥٠ الفا بغياب اي قدرة على لجمه باعتبار ان احتياطات مصرف لبنان شارفت على النفاذ تماما وبالتالي "المركزي" لن يتمكن من التدخل لضخ بعض الدولارات كما يفعل اليوم لضبط الايقاع".

ويعتبر المصدر ان "التدهور سيتواصل على الصعد كافة سياسيًا- اقتصاديا-ماليا -اجتماعيا- امنيا حتى بلوغ الانهيار الكبير والتفكك الكلي، ما يؤدي حينها لاستسلام كل الفرقاء لامر واقع يقضي باعادة النظر بالنظام الحالي وصياغة عقد اجتماعي جديد".

وحتى ذلك الوقت سيكون على اللبنانيين الصمود بحد ادنى من مقومات العيش. ولعل الاخطر من كل ما سبق انه لن يكون هناك من يحفظ الاستقرار ومن يحول دون اقتتال اللبنانيين، ففي ظل الواقع الراهن للاجهزة الامنية التي بات عناصرها يتقاضون رواتب لا تكفي للوصول الى مراكز عملهم، فان سيناريو اسود قاتم يتقدم على باقي السيناريوهات، الا اذا نضجت تسوية اقليمية- دولية كبرى، ايرانية- اميركية - سعودية بشكل اساسي تعيد ضخ بعض الاوكسيجين في الرئة اللبنانية التي تحتضر. وهي تسوية لا تبدو ان ظروفها حتى الساعة نضجت…