خاص - لقاح كورونا غير إلزامي.. ولا أسرّة عناية فائقة في المستشفيات! - زينة عبود
شارك هذا الخبر
Tuesday, December 14, 2021
خاص - الكلمة أونلاين
زينة عبود
بعد فترة التراخي والإهمال الذي تعاطى فيه المواطنون كما الدولة مع إجراءات الوقاية من وباء كورونا في ظل تراجع الحالات الإيجابية في الأشهر الماضية قبل أن تعاود التحليق، ها هي الدولة تعود وتشدّ أحزمة التحصين من الوباء بمتحوّراته المتعدّدة، وأوّل الإجراءات كان قرار حظر التجوّل الليلي لغير الملقحين اعتبارا من السابع عشر من كانون الأوّل ولغاية التاسع من كانون الثاني المقبل ضمنا، هذا التدبير الذي أثار بلبلة في صفوف رافضي اللقاح والمشككين به خصوصا أنه شمل إلزام موظفي بعض القطاعات بالتطعيم أو ان يخضعوا على نفقتهم الخاصة للفحص المخبري لكورونا مرتين في الأسبوع. وفي ضوء إعلان منظمة الصحة العالمية وبعدها الأمم المتحدة أن فرض بعض الدول التطعيم الإجباري على مواطنيها مرفوض ومنافٍ لحقوق الإنسان وله عواقب قانونية، أوضحت مصادر مطلّعة لموقع"الكلمة اون لاين" أن الدولة اللبنانية لم تقصد في قرارها إجبار المواطنين على تلقي اللقاح إنما حثهم على التطعيم حفاظا على السلامة العامة والصحة المجتمعية في ظل النسبة الخجولة للمناعة المجتمعية المحققة والتي لم تتخط الأربعين بالمئة. وأضافت المصادر ان حظر التجوّل حُدّد ليلا وهو التوقيت الذي يجري فيه الاختلاط العشوائي في المطاعم والملاهي، فيما تُرك الخيار للموظفين بتلقي اللقاح أو إجراء الفحص المخبري دوريا للتأكّد من عدم تشكيله خطرا على المحيطين به، وعليه يقول المصدر إن الموضوع يبقى اختيارياً غير ملزم بل يحفّز الراغب بالتطعيم الى الإقدام على ذلك.
وبعد الإعلان عن حظر التجول الليلي لغير الملقحين، زادت نسبة المسجّلين على المنصة الرسمية يؤكد رئيس اللجنة الوطنية للقاح دكتور عبد الرحمن البزري الذي يشير الى أن ماراتون فايزر الذي نظمته وزارة الصحة يومي السبت والأحد الماضيين أظهر أن عددا كبيرا من المواطنين يرغب بأخذ اللقاح لكنه يواجه صعوبة في التسجيل على المنصّة فجاء الماراتون ليعزّز ويسرّع عملية التلقيح، متحدثا عن ثلاثة عوامل أساسية زادت الإقبال على اللقاح، أولها إجراء الدولة الأخير الذي أعطى الأفضلية للملقّحين، دخول متحور أوميكرون الجديد الى لبنان، وارتفاع أعداد الإصابات بكورونا في الفترة الأخيرة. وأكد البزري أن ماراتون فايزر حقق إقبالا لافتا حيث تسجّل أكثر من ستين ألف شخص لتلقي اللقاح في مختلف المراكز لا سيما في بعض المناطق حيث كان الإقبال خفيفاً مثل عكار وبعلبك الهرمل، لافتا الى أن أهمية هذا الماراتون تكمن في النسبة العالية المحققة لمتلقي الجرعة الأولى من اللقاح ما يظهر أن المطلوب هو جهود إضافية من قبل وزارة الصحة للمساعدة في رفع نسبة الملقحين خصوصا ألا خيار آخر أمام لبنان لمواجهة وباء كورونا في المرحلة المقبلة سوى تحقيق أوسع مناعة مجتمعية ممكنة عبر التطعيم، إذ لا مجال لإقفال البلد لأسباب اقتصادية اجتماعية ولا قدرة المستشفيات على إعادة فتح وتفعيل أقسام كوورنا لأسباب مالية اقتصادية أيضا. هذا وطمأن البزري الى أن اللقاحات متوفّرة بكميات كافية في المخازن كاشفا عن كميات إضافية ستصل تباعا الى لبنان منها لقاح سينوفارم الذي تعتزم الصين إرساله كهبة، بالتوازي مع رغبة روسيا بتوريد كمية من لقاح سبوتنيك لايت الى لبنان، مؤكدا ان كل اللقاحات جيدة وذات فعالية عالية ضدّ كورونا.
على مشارف حلول الأعياد، يبدي نقيب المستشفيات الخاصة الدكتور سليمان هارون خشيته من ارتفاع عداد كورونا في الفترة المقبلة في وقت لا قدرة استيعابية لدى المستشفيات لمواكبة الحالات الإيجابية التي ستحتاج دخول المستشفى إذ لا يزال عدد المنخرطين في مواجهة الوباء مقتصراً على المستشفيات الحكومية وبعض المستشفيات الخاصة التي لا يزال جزء من أقسامها مفتوحاً، لافتا الى ان نسبة الإشغال في أقسام العناية الفائقة تخطّت الثمانين بالمئة ما ينذر ببداية أزمة. للغاية، وجّه هارون كتابا الى المستشفيات الخاصة طالباً منها إعادة افتتاح أقسام كورونا ضمن الإمكانيات المتاحة لكل مستشفى في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها، وفي مقدمها النقص الكبير في الطواقم التمريضية والطبية، الغلاء الفاحش الذي يلحق بالمستلزمات الطبية مثل الأوكسيجين وانقطاع الأدوية التي لا بديل لها ما يُضطرّ المستشفيات الى شرائها من السوق السوداء وبالتالي تكبّد أعباء مالية إضافية. أمام هذا الواقع، يناشد هارون المواطنين ضرورة التشدد في إجراءات الوقاية وأخذ اللقاح الذي يخفّف نسبة الإصابة بالوباء، ويجنّب المصاب دخول العناية الفائقة، موضحا ان المصابين بكورونا الذين يدخلون المستشفى لا يحتاجون الى عناية فائقة إنما يوضعون في غرف عزل عادية لتأمين حوالى خمسة ليترات من الأوكسيجين لهم وهي كمية لا تلزم المريض دخول المستشفى لولا انقطاع الكهرباء عن المنازل، مشددا على أن اللقاح أيا كان، يخفّف الخطر الصحي.