الغارديان- سباق إلى الحضيض

  • شارك هذا الخبر
Monday, December 13, 2021

صحيفة الغارديان اهتمت بالسباق الرئاسي الفرنسي المرتقب والنقاش السياسي الراهن في فرنسا عشية هذا الاستحقاق.

ورأت الغارديان أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي إلى مدينة فيشي، كأول رئيس فرنسي يزور المدينة من أكثر من 40 عاما، "كانت مؤشرا على المدى المقلق الذي أصبحت فيه الآراء المتطرفة طبيعية في السياسة الفرنسية، حيث انحرف مركز الثقل إلى اليمين".

وأوضحت الافتتاحية أن زيارة ماكرون كان هدفها مواجهة ما وصفته بـ "التحريفية التاريخية الخبيثة التي تلقي بظلالها على الحملة الانتخابية الرئاسية في فرنسا" بعدما "ادعى المحلل التلفزيوني اليميني المتطرف إيريك زمور الذي أعلن ترشحه قبل أسبوعين، أن نظام فيشي أعطى الحماية لليهود الفرنسيين خلال الحرب العالمية الثانية، وهي كذبة تم استنكارها ودحضها من قبل المؤرخين".

مرشحة الرئاسة الفرنسية التي تجمع بين تاتشر وميركل

صحفي من اليمين المتطرف "ينافس" ماكرون في الانتخابات الرئاسية

وذكرت الصحيفة أن "حوالي 30٪ من الناخبين الفرنسيين يخططون للإدلاء بأصواتهم في الربيع المقبل إما لصالح أجندة زمور الرجعية أو لمارين لوبان".

وأشارت إلى أن "إنكار جرائم فيشي هو جزء من القومية السامة التي تسعى إلى إنقاذ الحضارة الفرنسية من آثار الهجرة، وتعتمد على نظرية الاستبدال لتفوق البيض للإيحاء بأن الثقافة الفرنسية التقليدية مهددة".

وتستننج أنه "إلى درجة مقلقة، نجحت هذه الأجندة في تحديد نغمة السباق الرئاسي حتى الآن".

وأضافت أن ذلك "قد يعتمد على مدى استمرار هذا الوضع على المرشحة عن حزب الجمهورية الديغولية فاليري بيكريس التي فازت مؤخرا في الانتخابات التمهيدية لحزبها".

وأوضحت أن "بيكريس التي ستكون أول رئيسة لفرنسا إذا هزمت ماكرون، تنحدر من الجناح الوسطي المعتدل في حزبها وتتمتع بانتعاش ملحوظ في استطلاعات الرأي منذ فوزها".

وقالت إنه "في جولة الإعادة الثانية مع الرئيس، توقعت إحدى استطلاعات الرأي أنها ستحقق فوزا ضئيلا. لكن للوصول إلى الجولة الثانية، ستحتاج بيكريس إلى هزيمة كل من لوبان وزمور، في ما يعد بأن يكون سباقا ضيقا ثلاثي الاتجاهات على اليمين".

وأشارت الغارديان إلى وعد بيكريس "بإصلاح دستوري مثير للجدل للحد من الهجرة واستفتاء على الأمن الداخلي وضد الإسلاموية".

وأضافت أن المرشحة الديغولية "قالت في خطاب فوزها إنها شعرت بغضب الناخبين الذين شعروا بالتهديد الثقافي بسبب الهجرة. فيما حذر أقرب منافس لبيكريس في السباق التمهيدي، إيريك سيوتي من "حرب الحضارات" القادمة ودعا إلى "غوانتانامو" الفرنسي للمشتبه في أنهم إرهابيون.

وقالت الصحافية أن هذا الاتحاد "أصبح سباقا إلى الحضيض بشأن سياسات رهاب الأجانب".

وأشارت في الوقت نفسه إلى أنه "من الضروري أن يظل حزب يمين الوسط التقليدي في فرنسا ضمن التيار السياسي السائد، وألا يخضع لما وُصف بـ ’زمورية’ للنقاش السياسي الفرنسي".