خاص - تحركات بن سلمان .. "خطوات"على خط النار..؟ - سيمون أبو فاضل

  • شارك هذا الخبر
Saturday, December 11, 2021

خاص - الكلمة أونلاين
سيمون أبو فاضل

تندرج جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الخليجية في إطار تحصين الدور السعودي الإقليمي والدولي بعد أن كان سبق هذه الخطوة قمة العلا التي انعقدت في 5 كانون الثاني 2021 وحضرها رؤساء وقادة دول عربية خليجية واسلامية.

جولة بن سلمان لم تخلو من التأكيد على التضامن الخليجي في مواجهة التحديات وفي مقدمها ما تقدم عليه إيران وحلفائها على مدى الإقليم من تعكير الإستقرار في المنطقة عقب اشعال الحروب على مدى الإقليم.

الجولة تعكس الدور المحوري للسعودية ولولي العهد في ظل علاقته المتوترة شخصيا مع الرئيس الأميركي جو بايدن، بحيث جاءت الجولة بعد زيارة الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون الى السعودية لتدل على أن ولي العهد السعودي لا يمكن عزله أو تطويقه من أجل تصفية حسابات معه على خلفية العلاقة التي كانت قائمة مع الرئيس الاميركي السابق دونالد ترمب، لا بل دلت المحطات الثلاث الموزعة بين كل من قمة العلا وزيارة ماكرون والجولة الخليجية، على تجميع أوراق في المواجهة القائمة مع الجمهورية الايرانية الإسلامية فلم يخلو أي بيان مشترك من الإشارة الواضحة إلى دور ايران في مسّ استقرار المنطقة.

وترى أوساط دبلوماسية غربية، بأن المحور الذي يقوده بن سلمان يتحضر لمواجهة نتائج اجتماعات فيينا بين الجانبين الأميركي والإيراني، بهدف استدراك أي تسويات بين الجانبين، لا تلحظ مصالح استراتيجية لهذه الدول كما حصل في العام 2015 اثر توقيع الإتفاق النووي بين واشنطن وبين طهران بتوازن لصالح الأخيرة بإرادة مباشرة من الرئيس الأسبق باراك أوباما وأطاح بعدها ترمب بهذه التسوية التي اعتبرها مذلة.

وأيضاً يتحضر هذا المحور لأن يكون موحداً، إذا ما فشل بالمفاوضات أو أقدمت واشنطن أو إسرائيل على عمليات عسكرية ضد نقاط عسكرية ومفاعلات نووية في ايران، نتيجة ارتفاع المخاطر من توصل ايران لتخصيب الـ"اورانيوم" لدواع عسكرية اذ تدل الزيارات الإسرائيلية المكثفة الى الولايات المتحدة الأميركية على مدى الضغط الذي تمارسه تل ابيب لعدم التهاون مع ايران على مثل ما كان الحال في الإتفاق الذي وقع في الـ2015.

فزيارة رئيس الحكومة الإسرائلية نفتالي بينيت ومدير الموساد دايفد بارنيع المطولة الى واشنطن، تأتي في زيارات متكررة للضغط على بايدن المتهاون مع ايران وكذلك على فريقه الذي فرضه عليه اوباما.

فالتهديدات الاسرائيلية بوضع حد للتطور النووي لغايات عسكرية على ما تتمسك به اسرائيل من قناعة نظرا لحصولها على معلومات استخبارية في هذا الحقل، لا يمكن تجاوزها وعدم اخذها بعين الاعتبار بعد عدة عمليات مخابراتية واغتيالات اقدمت عليها تل ابيب داخل ايران كما أن واشنطن التي تصدر عنها تهديدات غير صارمة في اتجاه ايران مضطرة أن تحسم الملف الإيراني بعد أن باتت على قناعة أنه قد يتم استهلاك وقتها وذلك من أجل الإنحراف نحو تحديات أخرى كما هو حالها مع الصين أو حاليا مع روسيا التي تربك الإدارة الأميركية بتهديداتها لأوكرانيا، مما من شأنه أن يطلق يد اسرائيل في ضرب الملف النووي مع ما يحمل ذلك من تداعيات مع جبهات المنطقة.

لذلك ترى الأوساط بأن ولي العهد يمشي على خط النار الفاصل بين دخول المنطقة في تسويات أميركية ايرانية يقود حملة تطويقها وافشالها وبين تحصين المحور العربي .

وبعيدا عن الإعتبارات الإقليمية والدولية لخطوات بن سلمان، فقد تبين بأن لبنان كان نقطة أساسية في كل بيان للقاء مشترك عقده مع أي جهة خارجية، لإعتباره بات بلداً مواجها للسعودية سياسيا استنادا الى تركيبته السلطوية وثانيا نتيجة الحضور القوي لحزب الله على الصعيد العسكري والأمني الذي وصلت امتداداته غلى مشارف المملكة بعد أن اشترك في قتال في عدة دول عربية.

وعلى ما يقول مصدر متطلع على الموقف السعودي، فإن الرياض أمنت شبكة حماية سياسية للبنان من خلال بقاء لبنان حاضرا في كل اللقاءات، لكن يبقى على الذين يرفضون هذا الواقع أن يقوموا بدورهم السياسي كقوى مسؤولة عن بلادها.