خاص- مبادرة ماكرون- بن سلمان: لا تغالوا بالتفاؤل!- بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, December 7, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح


صحيح ان الخرق الذي حققته مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سليمان في المشهد السوداوي اللبناني ضخ بعض الامل في نفوس باتت أقرب للاقتناع بأن التخبط في المآسي سيطول وبأن عليها التأقلم على "عيشة" جهنم، الا انه سيكون من الخطير المغالاة بالتفاؤل وتبني روايات عن تسوية كبيرة اقليمية- دولية ايرانية-فرنسية- سعودية سترخي بظلالها على لبنان فتُحل كل الازمات دفعة واحدة باطار سياسة المقايضة المعتادة وصولا لضخ المملكة دولاراتها في الاقتصاد اللبناني المتادعي فيطرق الربيع باكرا ابواب لبنان الذي لم ينعم اصلا بعد ببعض خيرات الشتاء.

بعيدا عن التمنيات والروايات الخرافية والآمال المعلقة بحبال الهواء، يمكن الحديث عن مجموعة وقائع استجدت على المشهد اللبناني فحركت المياه الراكدة من دون ان يعني ذلك انتظار تغيرات كبرى وحلحلة للازمات اللبنانية المتراكمة. وتجمع مصادر مطلعة على موقف حزب الله واخرى حليفة لمملكة على وجوب
عدم تحميل المستجدات الاخيرة اكثر مما تحتمل وعلى ان اهم ما حصل هو وقف المسار التصعيدي الذي كانت تسلكه دول الخليج من دون ان يعني ذلك عودة العلاقات اللبنانية- الخليجية الى طبيعتها.

ويقول مصدر سياسي لبناني ان "الرياض هي من نجحت بجر باريس اليها ولم تلاقها عند منتصف الطريق باعتبار ان البيان الذي صدر بعد لقاء ماكرون- بن سلمان كان صارما بالتذكير بالثوابت والقرارات الدولية وحصرية السلاح والاصلاحات واضعا مجددا الضوابط المفترض الالتزام بها وبخاصة للمبادرة الفرنسية التي وان انطلقت من هذه الثوابت عادت وانحرفت عنها من خلال السير بتسويات شتى وبحكومة لحزب الله اليد الطولى فيها".

ويتحدث المصدر عن "اعادة تموضع فرنسي باتجاه الثوابت والموقف المبدئي السعودي ..

فبعدما غالت باريس بالانفتاح على ايران تحت شعار الواقعية فضحّت بالثوابت، ها هي اليوم تؤكد التزامها بها مجددا، ما يعني اننا لا يجب ان نتوقع اي خرق يذكر اذا لم يتم تنفيذ هذه الثوابت"، لافتا الى ان الخشية من "مقايضة بغطاء فرنسي تشمل ملف البيطار موجودة وان كنا نستبعدها ونرجح خيار استمرار المراوحة القائمة داخليا".

ويبدو لافتا تلاقي القوى المعارضة لحزب الله وتلك القريبة منه عند قراءة واحدة للتطورات الاخيرة، اذ كما بات واضحا فان حزب الله لا يتعاطى بايجابية مع البيان الصادر عن لقاء ماكرون- بن سلمان وبخاصة حديثه عن حصرية السلاح والقرار ١٥٥٩. وتقول مصادر مطلعة على موقفه ان "ماكرون يشتري ويبيع على عتبة استحقاق الرئاسة الفرنسية، وبعكس ما يتهيأ للبعض عن علاقة ممتازة تجمعه بطهران، فان حقيقة ما يسعى اليه من خلال التواصل معها بناء شبكة خاصة به بعد كل الصفعات التي تلقاها من حلفائه وبخاصة الاميركيين. لكن الحوار الفرنسي- الايراني لا يعني تفاهما انما محاولة لحل الخلافات بعيدا عن الصدام لا اكثر ولا اقل". من هنا تنفي المصادر وجود اي تسوية ايرانية- فرنسية- سعودية ستؤدي لحلحلة الازمات اللبنانية وعلى رأسها الازمة الحكومية، معتبرة ان "ما حصل قد يرخي بظلال ايجابية ويعيد تنشيط الحوار القائم داخليا لايجاد مخارج للازمة باعتبار ان لا مصلحة لمعظم القوى باستمرار الوضع على ما هو عليه، انما التعويل على حل خارجي تم التفاهم عليه وسيُفرض فرضا على القوى اللبنانية، فليس في مكانه وسيصيب المراهنين عليه بخيبة".

بالمحصلة، لا ينتظرنّ احد من المملكة ان تغلق صفحة التأزم مع لبنان بمجرد تمن فرنسي، كذلك سيكون من الاجدى الا يراهن احد على ان يلين حزب الله او يتراجع بملف كف يد القاضي طارق البيطار.. ولنكن واقعيين في التعامل مع المستجدات كي لا تفاقم بعض الاوهام خيباتنا!