سمير سكاف- هدايا موسم الأعياد "المُرّة" في جهنم لبنان! وهدية الطبقة السياسية: الرحيل!

  • شارك هذا الخبر
Friday, December 3, 2021

كيلو من الكستناء، "غالون" من الزيت (زيت القلي أم زيت الزيتون)، أو حتى كيلو صعتر أو "مرطبان" زيتون أو كرتونة بيض أو 5 كيلو سكر، أو شاحن "للراوتر" أو لمبة يمكنها شحنها بسبب انقطاع دائم للكهرباء، تنكة مازوت، "جرة" غاز، حطب للتدفئة... هدايا يمكنها أن تكون مفيدة اليوم. في حين أن كيلو من الصنوبر أو حتى من اللحوم والأسماك أصبحت نادرة الوجود ومرتفعة الثمن جداً! أما الثياب والألعاب والالكترونيات والكومبيوتر والموبايل فتحولت الى كماليات بعيدة المنال، واستهلاك الضرورة فقط! أما المجوهرات فللتصدير، ولما تبقى من الأغنياء!الحلويات انخفض شراؤها، وانخفض اعدادها في المنازل بسبب ارتفاع جنوني في سعر السكر والبيض والزبدة... فالأعياد "مُرّة" على لبنان وعلى اللبنانيين في هذه الأزمنة.

إن تسعيرة كيلو من الأسماك في مطعم من المستوى الوسط (وليس الفاخر) تصل الى 800.000 ليرة لبنانية. فإذا كان من سيدفع موظفاً في لبنان في الخاص أو في الرسمي، فإن هذا السعر يبلغ 534 دولار! أما إذا كان من يدفع يسحب أموله من ودائعه بالدولار على سعر 3.900 ليرة، فيكون السعر 205 دولار! ويبلغ حوالى 34 دولار على سعر صرف السوق وللمغترب الذي يدفع فريش دولار! ويمكن بالتالي القياس عند شراء أي سلعة! وقياساً على سبيل المثال، فإن "بنطلون جينز" الذي يصل سعره الى ضعف كيلو السمك في بعض المتاجر يكون بسعر 1.068 دولار (أكثر من ألف دولار) أو 410 دولار أو 68 دولار بحسب مصدر الأموال ومن يدفع!!! أما الحد الأدنى للأجور الذي يبلغ 670.000 ليرة فهو تحول بحسب سعر السوق الى حوالى 27 دولار! وهو سيتابع انخفاضه، في حين أن معظم التسعير للمحروقات من بنزين ومازوت للتدفئة وغاز منزلي ترتفع بشكل أسبوعي لتصل التنكة الواحدة من البنزين (أو جرة الغاز) الى نصف الحد الأدنى للأجور (فوق 300.000 ليرة)! ينعاد العيد بالمرارة ومن دون هدايا كل سنة. فهل يجوز التمني: "ينعاد عليك" أو "عقبال كل سنة".

أولاد من دون أغاني وأفراح وهدايا ميلادية. والزينة تخجل من ناظريها. فكيف تنير القلوب والبيوت مظلمة؟! وكيف تنير الدروب والقلوب مظلمة؟! أما الهدية الكبرى من الطبقة السياسية الحاكمة، والتي ينتظرها الشعب اللبناني، هي رحيل هذه الطبقة السياسية ورحيل زعمائها عن الحكم!