خاص - كسروان جبيل.. خلط أوراق ومفاجآت كبرى في التحالفات! - زينة عبود

  • شارك هذا الخبر
Friday, October 29, 2021

خاص - الكلمة أونلاين

زينة عبود


ضراوة المعركة الانتخابية في عاصمة الموارنة هذا العام تشتد يوما بعد يوم، في ضوء شدّ العصب القواتي على خلفية أحداث الطيونة والتصدي لمشروع هيمنة حزب الله على كل مفاصل الدولة والقضاء أحدها.

قبل أشهر الى الوراء مع بداية فصل الصيف، لم تكن التوقعات تحمل تغييرا لافتا في كسروان التي لطالما شكّلت أرضيّة خصبة للتيار الوطني الحر الذي حافظ على تفوّقه شعبياً وتحالفاته لسنوات عدّة، لكن الأحداث الأمنية الأخيرة معطوفة على الأداء السياسي لأهل العهد القوي المخيّب للآمال أعادت خلط الأوراق في هذه الدائرة التي قد تشهد إحدى أكثر المعارك احتداما بين التيار والقوات اللبنانية التي نجحت بحصد مؤيّدين جددا الى صفوفها، لتبقى الرمال الانتخابية في هذه الدائرة متحركة حتى اللحظة الأخيرة، فالسباق هنا ليس نيابيا فقط إنما هو سباقٌ رئاسي بالدرجة الأولى.

في كسروان- جبيل، ثمانية مقاعد يجري التنافس عليها، سبعةٌ منها مارونية وواحدٌ شيعي.
اليوم وأمام التصعيد في الموقف الشيعي على خلفية تنحية القاضي طارق البيطار عن تحقيقات انفجار مرفأ بيروت وأحداث الطيونة، تخشى أوساط التيار الوطني الحر أن التحالف مع حزب الله في جبيل قد يسيء الى التيار وهو ما عاد قادرا على تحمّل عبء كهذا خصوصا أن هذه الخطوة قد تخسره مقعدا مارونيا في لعبة الحواصل الانتخابية. وهناك من يتحدث عن إمكانية تفويت الفرصة على الصوت الشيعي في جبيل إذا ما حصلت اللوائح المسيحية على نسبة أصوات مرتفعة، فيما يسأل البعض الآخر عمّا إذا كانت هناك إمكانية لترشيح الناشط السياسي طلال المقداد على لائحة القوات باعتباره شيعي غير حزبي؟

بانتظار اتضاح الصورة التي تحتاج مزيدا من الوقت، تؤكد مصادر قواتية ان الحزب متمسكٌ بإعادة ترشيح زياد حواط في جبيل ، إنما السعي يتركّز على تأمين حاصل ثان بغية الحصول على المقعد الماروني الثاني وهنا المعركة شرسة مع التيار الوطني الحر، المتمسك بمرشحه سيمون ابي رميا حتى الساعة، والذي لا يزال له تأثيره ومكانته في المنطقة رغم الحديث عن تراجع شعبيته بحسب آخر الإحصاءات، بحدود عشرين بالمئة مقابل تراجع شعبية القوات بنحو سبع بالمئة لصالح المجتمع المدني والمستقلين.

من خارج اللائحة البرتقالية، يسأل المتابعون عن مصير النائب المستقيل شامل روكز الذي كان حظي في انتخابات العام 2018 بأصوات تفضيلية من جماعة التيار الوطني الحر بنسبة كبيرة، وهو اليوم يدرس خياراته وما إذا كان صهر الجنرال الخارج عن طوع التيار على مستوى التحدي. وفي موقع المتردّد، يقف ايضا فارس سعيد الذي ستكون له تحالفاته

المشهد في كسروان تلفّه الضبابية في ضوء البطء في إبرام التحالفات الانتخابية لا سيما على مستوى حزب القوات اللبنانية الذي يعتزم إجراء بعض التعديلات في أسماء مرشحيه في هذه الدائرة والأمور بحسب أوساط قواتية لا تزال قيد الدرس وممنوع الكشف عنها الآن بانتظار تبلور الصورة.
أما بالنسبة الى لائحة التيار الوطني الحر فقد بات شبه مؤكّد الاتجاه الى ترشيح الوزيرة السابقة ندى البستاني والنائب روجيه عازار، تبعا لمصادر التيار على وقع الحديث عن احتمال ضمّ يوسف حبيش اليها وهو شقيق رئيس اتحاد بلديات كسروان جوان حبيش الى اللائحة.

وفي خرق تتوق اليه شريحة كبرى من الشعب اللبناني لخرق اللوائح الحزبية، يحاول النائب المستقيل نعمة افرام الوقوف حقيقة لا قولا عند هموم وشجون الناس. فبعد استقالته المبكرة عن تكتل لبنان القوي الذي كان انضوى تحته في انتخابات 2018، استطاع افرام أن يستقطب مجموعة كبيرة من أهالي كسروان الذين كسب ثقتهم بقراره الحر.
وهو اليوم يغرّد خارج سرب الأحزاب كلياً ويعمل على تركيب تحالفات عابرة لكسروان جبيل بالتعاون مع قوى المعارضة التغييرية والمجتمع المدني على امتداد الوطن، ذلك من دون إقفال الباب أمام شخصيات مؤيّدة لمشروع "الإنسان أولا"، وسط آمال كبرى تُعقد على المجموعة التي سيختارها افرام لخوض الاستحقاق الإنتخابي بعيدا من أي حزب كان.

استنادا الى تجربة عام 2018، فإن رئيس اللائحة هو الأوفر حظاً دائما لنيل الحاصل الانتخابي المطلوب للفوز بالانتخابات، من هذا المنطلق يُتوقّع أن يخوض النائب فريد الخازن المعركة بلائحة يشكلها بعيدا من أي تحالفات حزبية بما يضمن فوزه وهو ذات شعبية كبرى في كسروان. فيما لم يحسم زياد بارود ما إذا كان بصدد الترشح أم لا لانتخابات عام 2022 وهو على الأرجح إذا قرر خوض المعركة لن يكون في صفوف الأحزاب.