خاص- استفحال الخلاف العوني- القواتي يفرض واقعاً رئاسياً.. بولا أسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, October 23, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

بولا أسطيح

لم يجد كثيرون بعد مبررا للتصعيد غير المسبوق من قبل رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في ذكرى ١٣ تشرين بوجه رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، الا محاولة من قبل العونيين باستيعاب الالتفاف الشعبي المسيحي حول جعجع بعد احداث الطيونة-عين الرمانة. فكما بات واضحا فان قيادة التيار تغرد في مكان وقسم كبير من الشارع العوني في مكان آخر، باعتبار ان تحميل باسيل جعجع بهذه الحدة مسؤولية ما حصل واتهامه بالسعي ل"التسبب بفتنة في البلد على خطوط تماس سابقة ليربح شعبيّة" والذهاب ابعد من ذلك بقوله "في واحد منكم، كل ما حاول ينظّف حاله، بيرجع بينجوي بسفك الدم، لأن هيدي طبيعته، وجريمة الطيّونة اكبر برهان"، اثار استغراب الكثير من العونيين الذين وجدوا انفسهم تلقائيا في خندق واحد مع القوات في ١٤ تشرين، فاذا برئيس حزبهم يخرجهم منه ليضعهم مرة جديدة في خندق حزب الله.

حتى الحزب نفسه لم يكن يتوقع من باسيل كل هذه المؤازرة بعد احداث الطيونة، اذ تقول مصادر مطلعة على جوه انه "وبعد الفتور الذي اصاب علاقة التيار- الحزب نتيجة الخلاف حول موضوع القاضي طارق البيطار، اعاد الخطاب المتقدم لباسيل العلاقة الى سابق عهدها رغم عدم التوصل بعد لرؤية مشتركة لحل ازمة البيطار"، لافتة الى ان "باسيل نجح مرة جديدة بعدم التلوث بالوحول القواتية رغم ان المحاولة هذه المرة كانت خبيثة وقد تؤثر عليه شعبيا في المدى القريب، الا انه سيكسب كالعادة على المديين المتوسط والبعيد".

فاذا كان جعجع نجح باجتذاب قسم كبير من الشارع المسيحي الذي تتحرك تلقائيا غرائزه الطائفية عند احداث مماثلة للتي حصلت في عين الرمانة وبدا اقرب من اي وقت مضى من زعامة مسيحية تتجاوز "القوات"، الا ان حسابات باسيل بدت ابعد من ذلك، فهو في حال تضامن مع جعجع كان ليبدو ملحقا به ومسلما بزعامته كما انه كان ليوجه ضربة قد تكون قاضية بتفاهم مار مخايل، لذلك ارتأى تنفيذ هجوم مركز عليه مصورا اياه زعيم ميليشيا وهاوي حرب طارحا نفسه بالمقابل قائد وطني لا يبغي الا السلم…ليكون بذلك يسقط عصفورين بحجر واحد، يحاول تجميل صورته لدى الطوائف الاخرى بعد آداء طائفي في اكثر من ملف، ويرضي حزب الله الممتعض منه وابعد من ذلك تقديم نفسه مرشحا مثاليا لرئاسة الجمهورية يدعمه الحزب الذي بعدما كان يرفض بالمطلق سلوك جعجع قصر الرئاسة بات يضع عليه فيتو حتى يوم القيامة وهو على الارجح سيقوم بكل ما يلزم لمنع ذلك.

ولعل ساكن معراب بات يدرك تماما ان حظوظه الرئاسية هي حاليا في ادنى مستوياتها، لذلك شعر بنوع من الاستفزاز لدى سؤاله مؤخرا عن الموضوع، معلنا انه مرتاح حيث هو… فبنهاية المطاف السعي لزعامة مسيحية شيء والوصول الى سدة الرئاسة شيء آخر تماما، باعتبار ان حرصه على عدم قطع شعرة معاوية مع الشارع الشيعي من خلال تحييده رئيس المجلس النيابي نبيه بري وحركة امل عن كل ما حصل قي الطيونة- عين الرمانة رغم دورهم البارز في الاحداث، لن يكون له اي اثر في تعديل موقف حزب الله منه ولو بعد مئة عام، ولعل تجربة العماد ميشال عون اكبر دليل على ان ما يريده الحزب هو ما يحصل بموضوع الرئاسة وليس ما يريده نبيه بري الذي حاول المستحيل لمنع عون من سلوك طريق بعبدا دون ان ينجح.

اذا وفق المعطيات الراهنة، يبدو جعجع متقدما على باسيل من حيث الزعامة المسيحية لكن بالمقابل، يبدو باسيل متقدما على جعجع بالسباق الرئاسي. ورغم اصرار كل المرشحين التقليديين على اعتبار انه من المبكر الحديث عن الموضوع او حتى مقاربته، الا انهم جميعا بدأوا فعليا العمل عليها باعتبار ان عاما واحدا فقط لا زال يفصلنا عن انتهاء ولاية الرئيس عون.

وفيما ينهمك باسيل وجعجع في كيفية استثمار ما حصل في الطيونة كل لمصلحته الخاصة، يبدو رئيس "المردة" سليمان فرنجية مراقبا من بعيد. فرغم موقفه الداعم المعروف لحزب الله دون الحاجة لسؤاله عنه، الا انه يتريث بعكس باسيل بالخروج للصراخ بوجه جعجع لعلمه بأن ذلك لا يخدمه مسيحيا.. ما يمكن الجزم به ان فرنجية يتصدر السباق الرئاسي، باعتبار ان عملية pointage سريعة تؤكد انه الاقرب الى قصر بعبدا…اضف ان بين باسيل وفرنجية لا يزال حزب الله سيؤيد الثاني.