خاص - الحكومة عن محروقات "الحزب": شاهد ما شافش حاجة! - بولا اسطيح

  • شارك هذا الخبر
Saturday, September 18, 2021

خاص - الكلمة أونلاين
بولا اسطيح


لم يكذب وزير الاعلام جورج قرداحي بقوله ردا على سؤال احد الصحافيين يوم امس بعد اجتماع الحكومة لاقرار البيان الوزاري انه لم يتم الحديث برفع الدعم ابداً، وان لا علم له فيه، متسائلًا:"فهل يتم ذلك من دون قرار؟!" للوزير نقول:"نعم رفع الدعم حصل ويحصل من دون قرار حكومي وبطريقة عشوائية وتلقائية.. هكذا حصل بموضوع السلة الغذائية، هكذا حصل مع الادوية وها هو اليوم يحصل مع المحروقات. فلا حكومة حسان دياب السابقة قبلت بأن يصدر عنها قرار رفع الدعم، ولا حكومة نجيب ميقاتي الحالية ستقبل بمغامرة مماثلة. الاولى تحججت بتصريف الاعمال فتخلت عن مهامها كاملة في مرحلة مصيرية في تاريخ لبنان الحديث ووكلت مصرف لبنان اتخاذ كل القرارات من دون ان يزعجها تحوله "الحاكم بأمره" بتوكيل منها، والثانية لا تمانع تبني سياسة وخطة الحكومة السابقة باعتبار انها بذلك تحيد نفسها عن تحمل مسؤوليات كبيرة تهدد بتفجيرها في الشارع، وان كان الجميع بات على قناعة بأن الناس باتوا مخدرين وبغيبوبة ولو ارادوا الانتفاض من جديد لقاموا بذلك في الاشهر الماضية. هم للاسف خضعوا للعبة وخطة المافيا التي عرفت جيدا كيف تمرر رفع الدعم متجنبة ثورة شعبية.. فاذا بها تعتمد سياسة سلسة تؤدي لرفع الدعم التدريجي بالتزامن مع فرض شح المواد الاساسية، ما دفع الناس للمطالبة بتأمينها من جديد ايا كان سعرها.. خطة جهنمية مرت مرور الكرام، اثبتت مرة جديدة ان هذه المنظومة اشبه بأخطبوط مستحكم ومتمكن سيصعب جدا كف ايديه الكثيرة وارجله وستكون المعركة معه طويلة وصعبة.
ارادت حكومة ميقاتي لنفسها شعار "معا للانقاذ".لا مشكلة.هي قد تحاول وتسعى للانقاذ.. وان كان ذلك يبدو مبالغا فيه وطموحا زيادة عن اللزوم. فالكل يعي ان مهمة الحكومة الجديدة الرئيسية وقف الانهيار. الانقاذ وان كان سيحصل فيتطلب عملية طويلة ومعقدة لن تكون هذه الحكومة قادرة على انجازها خلال ٨ اشهر، وهو الفترة التي تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية المقبلة. في احسن الاحوال وان حققت نجاحا باهرا، هي ستطلق هذه العملية، اما التنفيذ فعلى الحكومة التي ستشكل بعد الاستحقاق النيابي.. هذا في افضل الاحوال، واذا اردنا ان نبالغ في التفاؤل، اما السيناريو الاكثر واقعية فيقول بخلافات ستنشب عاجلا او آجلا بين افرقاء الحكم، لزوم شد العصب للمعركة الانتخابية، ما يطيح باطلاق اي عملية انقاذ ويعيدنا الى نقطة الصفر.
على كل الاحوال، قد يكون هناك قليل من الوقت قبل انطلاق مسرحية التحضير للانتخابات. في هذا الوقت سينتهج ميقاتي وحكومته سياسة النعامة ومنطق "شاهد ما شافش حاجة". هم بدأوا فعليا بانتهاجها في التعاطي مع ملفين. ملف رفع الدعم الذي كان وسيبقى بعهدة مصرف لبنان المتروك ليقرر ويحسم فيه وان كان بتنسيق علني تجميلي مع الوزارات المعنية التي لا يبدو ان لها اي كلمة فيه فهي تتبلغ بالقرارات كما المواطنين، كما بملف محروقات حزب الله التي بدأت بالوصول عبر صهاريج سورية الى حزب الله. حساسية الملف وتشعبه وتعقيداته المحلية- الاقليمية- الدولية دفعت ميقاتي كما العهد ورئاسة الجمهورية الى التعاطي مع المستجدات على هذا الصعيد كأنها غير حاصلة. لعل ما يطمئنهم هو القرار الاميركي الواضح بالتغاضي عما يحصل، ما يندرج باطار سياسة الانكفاء التي تعتمدها واشنطن في المنطقة. لكن المخاطر التي يتجاهلها هؤلاء هو ان الخليج سيبقى متشددا في التعامل مع لبنان وان سياسة النعامة لن ترضيه، ما يهدد بأن يكون التعامل الخليجي وبالتحديد السعودي مع الحكومة الحالية مماثلا للتعامل مع حكومة دياب، وعنوانه:المقاطعة وترك البلد لايران وحلفائها لينهضوا به من جديد.. ان استطاعوا ذلك.