"وقود لقنبلة واحدة خلال شهر فقط".. أرقام صادمة تكشف نشاطات إيران النووية

  • شارك هذا الخبر
Tuesday, September 14, 2021

قال خبراء إن إيران أصبحت قادرة خلال "شهر واحد" تقريبا على امتلاك ما يكفي من المواد لتزويد سلاح نووي واحد بالوقود، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

وحذر هؤلاء الخبراء، الذين يدرسون البيانات الجديدة الواردة في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخيرة، إنه من خلال تخصيب الوقود النووي، في الأشهر الأخيرة، إلى مستويات قريبة من مستوى القنبلة، اكتسبت طهران القدرة على إنتاج الوقود اللازم لرأس حربي نووي واحد في غضون شهر أو نحو ذلك.

وخلص تقرير صدر، الإثنين عن "معهد العلوم والأمن الدولي"، وهي مجموعة مستقلة متخصصة في تحليل النتائج التي توصلت إليها الوكالة التابعة للأمم المتحدة، إلى أن تخصيب إيران خلال الصيف لليورانيوم بدرجة نقاء 60 في المئة كان له تأثير كبير، فقد جعلها قادرة على إنتاج وقود قنبلة واحدة "في غضون شهر واحد". بينما يمكنها "إنتاج وقود السلاح الثاني في أقل من ثلاثة أشهر، والثالث في أقل من خمسة أشهر".

وكان المؤلف الرئيسي للتقرير، ديفيد أولبرايت، حذر يوم الجمعة، من أن تصرفات إيران تشير إلى جهود من جانب الحكومة الجديدة للرئيس، إبراهيم رئيسي، للبحث عن بنود جديدة، أكثر ملاءمة لها، في المفاوضات بشأن استعادة العمل بالاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى عام 2015. وقال أولبرايت، وهو أيضا رئيس المعهد: "علينا أن نكون حذرين، حتى لا ندعهم يخيفوننا".

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إنه رغم ذلك، فإن تصنيع رأس حربي حقيقي، أي رأس يمكن أن يصلح للتركيب على صاروخ إيراني ويتحمل إعادة دخول الغلاف الجوي، سيستغرق وقتا أطول بكثير.

ومع ذلك، لم تكن إيران بهذا القدر من القدرة على صنع أسلحة نووية منذ ما قبل موافقة الرئيس الأسبق، باراك أوباما، على الاتفاق النووي عام 2015. وأجبر الاتفاق الإيرانيين على إرسال أكثر من 97 في المئة من وقودهم خارج البلاد، وقالت الولايات المتحدة حينها إن الأمر سيستغرق عاما على الأقل حتى تنجح إيران في إحداث "خرق" في إنتاج وقود نووي لتصنيع قنبلة.

ولم يعلق مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقارير الوكالة الذرية، التي وزعت على أساس سري للدول الأعضاء ولكن تم تداولها على نطاق واسع في الأيام الأخيرة.

وعند سؤاله عن هذا الملف، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن تقدم إيران كان سريعا جدا لدرجة أن استعادة العمل بالاتفاق السابق قد لا يكون مفيدا. وقال: "نقترب من مرحلة تصبح معها العودة الصارمة للامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة، لا تعود بالفوائد التي حققها الاتفاق".

ويمنع الاتفاق إيران من تخصيب اليورانيوم بما يزيد على 3.67 في المئة، وهي نسبة أقل بكثير من 90 في المئة اللازمة لتطوير سلاح نووي، لكن إيران واصلت تخصيب اليورانيوم منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، في 2018، ووصلت النسبة إلى 60 في المئة.

العودة لمفاوضات فيينا
وحتى الآن، لم يتم الإعلان عن أي موعد لاستئناف محادثات فيينا، التي توقفت في يونيو، على الرغم من الدعوات المتكررة من الغرب الذي يشعر بالقلق من السلوك النووي لطهران، ما أثار الكثير من التساؤلات حول أسباب المماطلة الإيرانية لعودة المحادثات إلى مجراها، وفق تعبير نيويورك تايمز.

وقال وزير الخارجية الإيراني الجديد، حسين أمير عبد اللهيان، إن الأمر ربما يستغرق شهرين إلى ثلاثة أشهر للاتفاق على شروط لعودة إيران إلى المفاوضات، وهو جدول زمني أثار حفيظة الأوروبيين بالنظر إلى التقدم الذي تم إحرازه مع الحكومة الإيرانية السابقة.

ونددت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشدة بعدم تعاون طهران معها بشأن تنفيذ مهمتها لمراقبة البرنامج النووي بعد تعليق الأخيرة، في فبراير الماضي، بعض عمليات التفتيش.

ويوم الأحد، قالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنها ستسمح للوكالة الدولية بالوصول لكاميرات المراقبة في المواقع النووية.

وذكرت الصحيفة الأميركية أنه بموجب هذا الاتفاق، سيُسمح للمفتشين بالوصول إلى الكاميرات والمعدات الأخرى الخاصة بهم وتشغيلها مرة أخرى، لكن هذا لا يعالج مشكلة تخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى بكثير من المسموح بها في الاتفاق النووي، وبالتالي أصبحت طهران أقرب بكثير إلى المواد المستخدمة في صنع القنابل، مما كانت عليه قبل عام 2015.

لكن تقول الصحيفة إن إمدادات إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة ليست كافية بعد لصنع سلاح، ومع ذلك فقد أمضت الصيف في تركيب أجهزة طرد مركزي أحدث وعالية الأداء يمكنها زيادة مخزونها بسرعة.

وحتى لو قامت بذلك، فإن الاحتفاظ بكمية كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب في متناول اليد لا يكفي لإنتاج قنبلة، وفق الخبراء النوويين، إذ يجب تحويل الوقود إلى معدن، وهي خطوة يختبرها الإيرانيون أيضا، وفقا لتقارير الوكالة الذرية الدولية، ثم إلى رأس حربي كامل. وقد تستغرق هذه العملية شهورا إضافية وربما سنوات اعتمادا على مهارتهم الفنية.

- الحرة -