خاص- الفاسدون.. الى الحكم در!

  • شارك هذا الخبر
Sunday, September 12, 2021

خاص - عبير عبيد بركات

الكلمة اونلاين

يبدو أن حلم اللبنانيين بإسقاط الطبقة السياسية الفاسدة والمُحتَقَرَة من قبل شعبها لا يمكن ولن يُسمَح له أن يتحقّق، فالفساد متجذّر ومحمي من كلّ القوى السياسية، فرغم سقوط حكومة سعد الحريري بعد انتفاضة 17 تشرين ومن ثم استقالة حكومة حسان دياب لم يتحقق أي تغيير وصولاً الى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الجديدة التي ينظر كثيرون من اللبنانيين إليها كأملهم الوحيد لانتشالهم من الذلّ اليومي الذين يعيشونه، فباتوا يترحّمون على الأيام السعيدة التي كانوا يعيشونها قبل 17 تشرين 2019.

وأخيراً أدرك المجتمع الدولي وبالأخصّ الإدارة الأميركية، أن الأوضاع المعيشية في لبنان ذاهبة نحو الإنهيار الكلي سيما بعد مشاهد الفوضى المُهينة التي شاهدها العالم في كابول، فجعلها تتحرّك خشية من مشهد فوضوي آخر في المنطقة، بخاصة بعد أن شهد لبنان حالة غريبة من نوعها عندما عجز عدد كبير من العسكر من اللإلتحاق بثكناته بسبب عدم قدرته المالية على التنقل فضلاَ عن فقدان الأدوية والمازوت والبنزين ومسلتزمات العيش اليومي، فوُلدت الحكومة لتمدّ الشعب اللبناني لتمرير الحد الأدنى من الاوكسجين

علامات الإرتياح بدأت بخفض سعر الدولار الذي انخفض من 18000 الف ليرة إلى 15700 ليرة بعد أن بات اللبنانيون رهائن تقلّب أسعار الدولار على وقع التأليف أو الإعتذار ، وحاول الرئيس ميقاتي التأثير في مشاعر الناس بكلمته حول معاناتهم اليومية، حاولت عيناه أن تدمع عندما تكلم عن معاناة الأطفال وفقدان الحليب وعن الأبناء وأسئلة الهجرة للآباء وعن الأمهات اللواتي يعانين لشراء حبة بانادول مستغلاً القهر الذي عاشوه على مدى ثلاثة عشر شهراً من دون حكومة وباتوا أمام خيارين، إما أن تعيشوا بالذلّ إما أن تحكمكم منظومة التحاصص المحلي الدولي ذاتها..

هل يمكن لهذه المنظومة الفاشلة الحاكمة منذ أكثر من 30 عاماً والتي عادت بنفس الأحزاب السياسية التي تسببت بالإنهيار الاقتصادي والمالي ونهبت ودائع اللبنانيين وغير المكترثة بعذاباتهم والرافضة الذهاب الى التحقيق بجريمة المرفأ أن تقوم بالإصلاح الموعود من رئيسها؟

هل من فرق بين حكومة حسان دياب وحكومة ميقاتي اليوم وحكومة الحريري أمس؟ ماذا سيغير هؤلاء الوزراء؟ هل سيلقون القبض ويحاسبون أي فاسد وناهب ومحتكر؟ هل سيوقفون الغلاء؟ هل سيثبتون الدولار؟

كلها حكومات محاصصات مذهبية وصفقات مالية هدفها المحافظة على المواقع والنفوذ لكل من الأفرقاء "والعترة على الشعب" الذي سقط في لقمة عيشه وتبهدل بصحته وأصبح تحت خط الفقر بمسافات وهمه الوحيد الهجرة بحثاً عن مستقبل افضل لأولاده!

Abir Obeid Barakat
Alkalima Online