خاص- دياب ينفصل عن 8 آذار... ويراسل عون!- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Monday, September 6, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
محمد المدني

بصرف النظر عن "بهدلة" عدم وجود العلم اللبناني خلال زيارة الوفد الوزاري إلى دمشق بهدف بحث استجرار الكهرباء من الأردن عبر أراضيها، فإن أوساط 8 آذار إعتبرت أن السقطة الأكبر كانت رفض رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ترأس الوفد الذي زار سوريا، بعد قطيعة بين البلدين دامت أكثر من 10 سنوات.

رفض دياب مرافقة الوفد الوزاري الذي ضم نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال، وزيرة الدفاع والخارجية، زينة عكر، ووزير المالية غازي وزني، ووزير الطاقة ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وضعته الأوساط في إطار رضوخ دياب لرغبات وتعليمات نادي رؤساء الحكومة السابقين، الذين يرفعون شعار "رفض التطبيع مع النظام السوري"، علمًا أن زيارة من هذا المستوى كانت تستوجب حضور رئيس الحكومة.

إذا بهذه الخطوة، أعلن دياب إنشقاقه عن قوى 8 آذار، وبحسب المعلومات فإن حزب الله الممتعض أصلاً من أداء دياب أبدى إنزعاجًا من سلوك دياب ورفضه زيارة دمشق، وهي التي باركت سابقًا توليه رئاسة مجلس الوزراء، وأبدت إستعدادها التام للتعاون مع حكومته، لكن دياب خذل الحزب في عدة مناسبات آخرها إعطاء موافقته على الزيارة كي تأخذ طابعًا رسميًا إلا أنه لم يحضر، رغم أن عدة جهات حزبية نصحته بالذهاب، ولم تجد الأوساط تفسيرًا لرفض دياب سوى أنه مستمر بالإنكفاء والإنتقام وإرضاء نادي رؤساء الحكومة السابقين لا سيما أن نتيجة التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت قد تخلص إلى أن النيترات أتت إلى لبنان لصالح النظام السوري وهذا ما يدفع دياب إلى قطع أي صله له مع سوريا هذا من ناحية، أما الناحية الأخرى هي أن دياب أكد موقفه عدم قبوله تفعيل عمل حكومته بأي شكل من الأشكال، وهي رسالة أخيرة منه إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن شكّل حكومة مع ميقاتي دون شروط عالية السقف لإنقاذ ما تبقى من عهدك، لأن حكومتي لم تعد موجودة سوى على "الورقة والقلم".

حكوميًا، لا يزال ملف التأليف عالقاً في عنق الزجاجة ولا أحد قادر على تسجيل أي خرق في جدار الخلاف بين رئاسة الجمهورية ونادي رؤساء الحكومة السابقين وبينهم نجيب ميقاتي، وبحسب مصادر على صلة بقصر بعبدا، فإن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لن يؤلف حكومة في الوقت الراهن، والتأليف بات بحاجة إلى معجزة أو مغامرة إنتحارية منه، تتمثل بتمرّده على نادي الرؤساء الذين يريدون تطويق رئيس الجمهورية ومعه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لكن حتى هذه اللحظة فإن ميقاتي غير عازم على الخروج عن طوع نادي الرؤساء، وهذا ما لا يبشر بحكومة قريبة.

ووفق ما ذكرته المصادر، فإن حرص رئيس الجمهورية على التمسك بصلاحياته في عملية التأليف والمطالبة بحقائب هامة، هو بسبب علمه أن حكومة ميقاتي في حال أبصرت النور ستضُم تحالفاً سياسياً معارضًا له من تيار المستقبل وحركة أمل والحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المردة، كما أن حزب الله لم يعد بمقدوره دعم عون والدخول بخلاف سياسي حاد مع الحلفاء والخصوم، وبحسب المعطيات فإن الحزب إتخذ قرارًا بالنأي بنفسه عن أي خلاف أو صراع داخلي، لذلك من الطبيعي أن يكون للرئيس عون هواجس معينة من التركيبة الحكومية في ظل غياب أي ضمانات تؤكد إنهاء الصراعات السياسية قبل أشهر من الإنتخابات النيابية والرئاسية.