الإندبندنت- شعب أفغانستان يدفع الثمن

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, September 1, 2021

صحيفة الإندبندنت نشرت مقال رأي للصحفية الإيرانية كاميليا إنتخابي فرد عن التطورات في أفغانستان.

ورأت الكاتبة أن الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال "إنه سيحكم على طالبان بناءً على أفعالهم"، لم يخبر الشعب الأمريكي أن "بعضا من أخطر الإرهابيين في العالم، الأشخاص الذين لعبوا دورا في أحداث 11 أيلول وتم احتجازهم لاحقا في غوانتانامو، أصبحوا الآن قادة طالبان، وأن إرهابيين دوليين على قوائم المطلوبين لدى المخابرات الأمريكية يؤدون الصلاة الآن في كابل".

وأضافت أنه "يوم الجمعة الماضي أدى خليل حقاني الصلاة في كابل. وبناء على المعلومات التي نشرتها الحكومة الأمريكية، عمل حقاني كوكيل للقاعدة وكان على علم منذ فترة طويلة بالأنشطة الإرهابية للجماعة".

وتساءلت الكاتبة "لماذا على شعب أفغانستان، من دون استشارته أو المشاركة في أي انتخابات، قبول قرار الولايات المتحدة بإعطاء كل السلطة لطالبان؟ أليس صحيحا أنه حتى في اتفاق الدوحة كان هناك شرط تشكيل حكومة ائتلافية تليها انتخابات عامة؟".

وقالت إن "فرار الرئيس السابق أشرف غني غير المتوقع من كابل وعدم وجود أمر بالمقاومة لدى الجيش الوطني الأفغاني يعني أنه لا يوجد الآن سوى احتمال ضئيل للغاية لتشكيل حكومة انتقالية".

وأشارت إلى أنه "من المحتمل أن يكون لبعض المقربين من غني، وربما حتى كبار مستشاريه، علاقات خفية مع طالبان. لقد تواطأوا مع طالبان وساعدوها في صعودها إلى السلطة. بدأوا مشروعهم عندما ساعدوا في تحقيق التقاعد المبكر لقادة الجيش المتمرسين والوطنيين".

وتقول الكاتبة إنها ليست هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها الولايات المتحدة مطالبها على شعب أفغانستان: "في الدورتين الانتخابيتين اللتين تنافس فيهما حميد كرزاي مع عبد الله عبد الله، فاز كرزاي في المرتين ولكن فقط بتزوير انتخابي. طلبت الولايات المتحدة من الدكتور عبد الله ألا يطالب بما هو حق له وأن يعطي السلطة لكرزاي، على الرغم من أنهم كانوا يعرفون جيدا أنه كان الفائز الحقيقي في الانتخابات وأنه مُنع من الوصول إلى السلطة".

وترى أنه في الانتخابات التالية فرض أشرف غني، أيضا، على أفغانستان من قبل الأميركيين. وتقول "حاليا، لجأ كرزاي إلى منزل خصمه السابق عبد الله وفر غني من البلاد ووجد مكانا له في الإمارات العربية المتحدة، ولم يُسمح له بالدخول إلى الولايات المتحدة".

ورأت أن "شعب أفغانستان يدفع ثمن كراهية وندم رجل أصبح مواطنا أمريكيا منذ سنوات، لكنه، في روحه وقلبه، ما زال يحلم بأن يصبح رئيسا لأفغانستان. ففي الفترة التي سبقت انتخابات 2009 و2014، حاول زلماي خليل زاد الحصول على دعم من الكبار النافذين في أفغانستان لترشيحه للرئاسة، لكنه لم يحقق شيئا".

وقالت إن خليل زاد قد عمل في عام 2001، مع إيران لمنع تعيين ظاهر شاه، ملك أفغانستان الراحل، على رأس الإدارة المؤقتة، على الرغم من أنه كان يمكن أن يصبح رمزا للوحدة والتضامن الوطني.

وأضافت "كان النظام الإيراني قلقا من أن الإطاحة بطالبان واستبدالها بنظام يقوده ملك أفغانستان السابق قد يؤثر على الشعب الإيراني. كما أعطى خليل زاد رسائل كاذبة من الرئيس الأمريكي إلى شيوخ البشتون وغيرهم من المجتمعات الأفغانية، ما يعطي الانطباع بأن الولايات المتحدة تعارض تولي زاهر شاه السلطة".

ورأت أن "هذه الخيانة الكبرى ساعدت المصالح الأمريكية والإيرانية على حد سواء، لكنها قُدمت على أنها بشرى سارة للأفغان. في السنوات الأخيرة من حياته، أخبر ظاهر شاه أشخاصا مقربين منه أنه حتى نهاية حياته، كان هناك شخصان لم يرغب في رؤيتهما مرة أخرى: خليل زاد ومبعوث الأمم المتحدة إلى أفغانستان الأخضر الإبراهيمي. في حديثه إلى مجموعة من الناس في دبي، قال الراحل ظاهر شاه إن هذين الشخصين ساعدا في تدمير أفغانستان".

وختمت الكاتبة قائلة إنه "بتدخل الولايات المتحدة وإيران، ضاعت أفضل فرصة لتحقيق الاتفاق والوحدة الوطنية والتضامن في أفغانستان. الحكومة التي جاءت في ما بعد فازت فقط بدعم أمريكي وبانتخابات مزورة. خيبة الأمل الوطنية والتنافس بين الفصائل السياسية بهدف القضاء على بعضها البعض دمرا فرصة لبناء دولة فعالة".