خاص- لا حكومة هذا الأسبوع... العقد محصورة في 3 حقائب!- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Wednesday, August 18, 2021

خاص- الكلمة أونلاين
محمد المدني

لم يعد بمقدور اللبنانيين إنتظار الأمتار القليلة لتشكيل الحكومة، والتي تحدّث عنها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم أمس الثلاثاء، فلبنان غارق في بحر من الأزمات التي تُهدّد كيانه ووجوده، واللبنانيون باتوا بحاجة إلى معجزة تعيد إليهم الأمل بالحياة بعد أن أصبحت الحياة في لبنان أسهل من عذاب نار جهنم.

لا يفوت الرئيس ميقاتي أي فرصة لضخ أجواء إيجابية تتعلق بمسار تشكيل الحكومة العتيدة، لكن عند الغوص في تفاصيل التأليف يتبين أن تفاؤل ميقاتي مبالغ فيه، فالعقد الأساسية لم تعالج بعد، والخلاف السياسي بين الأطراف المعنية محتدم إلى درجة كبيرة قد تعيد التشكيل إلى المربع الأول بأي لحظة، وذلك وفق مصدر مطلع على مسار تأليف الحكومة.

حتى لحظة كتابة هذا المقال، فإن 3 عقد تحول دون تأليف الحكومة، وهي عقدة حقائب الداخلية والمالية والإتصالات، فمشكلة المالية تكمن في الخلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه برّي على اسم الوزير، فـ برّي لا يريد سوى مدير العمليات في مصرف لبنان لوزارة المالية، بينما عون يرفضه رفضًا قاطعًا، والرئيس ميقاتي غير قادر حتى اللحظة على إقناع عون بـ خليل تلبية لرغبة رئيس مجلس النواب.

العقد الثانية وهي الداخلية، حيث يشترط رئيس تيار المستقبل سعد الحريري على ميقاتي أن تتولى هذه الحقيبة شخصية مقربة منه، وقد طرح ميقاتي اسم اللواء مروان زين، إلا أن عون رفضه، وطالب ميقاتي بأن تكون شخصية حيادية لا صلة لها بالرئيس الحريري، وميقاتي ليس باستطاعته التمرد على الحريري كونه الرأس الأكبر في نادي رؤساء الحكومة السابقين، لذلك فإن عقدة الداخلية لم تحل بعد، علمًا أن عون وافق على أن تكون الوزارة الأمنية للطائفة السنية، بشرط أن لا تكون لرئيس تيار المستقبل.

وبحسب المعطيات، فإن الحريري مصرّ على أن يكون وزير الداخلية من حصته، وقد تصل الأمور إلى تعطيل مسار التأليف في حال لم يحصل الحريري على مراده، ومن المستحيل َ،وفق المصدر، أن ينجح ميقاتي في إختيار شخصية سنية يوافق عليها ساكنا بعبدا وبيت الوسط.

أما وزارة الإتصالات التي يريدها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يبدو أن رئيس الجمهورية لا يرغب بمنح فرنجية وزارة بهذا الوزن، وإذا أراد ميقاتي إرضاء فرنجية بحقيبة أخرى، قد يدخل بمشكلة أخرى مع باقي الأفرقاء، لذلك لا تزال أجواء حقيبة الإتصالات غامضة، بإنتظار ما ستؤول إليه المشاورات بين عون وميقاتي.

والجدير ذكره، أن وزارة الطاقة وبعد أن كانت من أبرز الحقائب الوزارية باتت غير مرغوب بها من قبل معظم الأطراف، وذلك بسبب تأكيد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله إستيراد المحروقات من إيران، وبالتالي قد يصبح دور وزارة الطاقة ثانويًا في حال إمتلأت الأسواق اللبنانية بالنفط الإيراني، فضلاً عن تخوف معظم السياسيين من هذه الخطوة وما سينتج عنها من تداعيات خطرة قد تصل إلى حد فرض عقوبات أميركية على جميع المعنيين بالملف.

إلى ذلك، ترجح المعلومات أن الحكومة لن تبصر النور خلال الأسبوع الجاري، وأن مهلة الأيام القليلة التي تحدث عنها ميقاتي، لتحديد مصير التأليف نهائية ولا عودة عنها، إلا في حال ظهور مستجدّات جدّية تساعد على إخراج التشكيل من عنق الزجاجة، ومن المتوقع أن يكون موعد ولادة الحكومة منتصف الأسبوع القادم، شرط أن تكون العقد التي ذكرت سابقًا قد تذللت.