خاص- إستهداف مجالس عاشوراء... إجراءات جدّية سيتخذها الحزب!- محمد المدني

  • شارك هذا الخبر
Thursday, August 12, 2021

خاص- الكلمة أون لاين

محمد المدني

يدور في الكواليس الشيعية الضيقة، حديثًا مفاده أن حزب الله بدل أن يقوم بصرف مبالغ مالية طائلة لإقامة مجالس عاشوراء وإعطاءها لقارئي العزاء في أكثر من منطقة لبنانية، كان الأجدى به أن يخصص هذه الأموال لمساعدة المحتاجين والفقراء، ويؤمن المحروقات والأدوية، ويعالج أزمة الكهرباء.

ما يثبت هذه الأقوال، وبصرف النظر عن إرتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا وخطر تفشيه مجددًا في المجتمع اللبناني، يبدو واضحًا أن الإقبال على الخيم والمجالس العاشورائية ضعيف مقارنة بالأعوام الماضية، ما يؤكد وجود فئات ممتعضة مما آلت إليه الأوضاع في البلاد، بالإضافة إلى التخوف من حصول أي عمل أمني شبيه للذي حصل في خلدة، رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي يفرضها الحزب بالتعاون مع الجيش اللبناني على المجالس العاشورائية التي بدأت قبل يومين.

يؤكد مقربون من حزب الله، وجود حملة تهدف إلى ضرب مراسم عاشوراء، وتعمل على المقارنة بين الوضع الإجتماعي الصعب الذي يعيشه الناس خاصة في المناطق الشيعية، والقول بأن هذا الصرف لا مبرر له، وعلى الحزب توفير هذا المال وإعطائه للفقراء، ويشيروا إلى أن هناك محاولة لإبعاد الناس عن الدين وعن شعائر أساسية تعتبر وسيلة من وسائل قوة المجتمع الشيعي، والتي تعتبر أيضًا من وسائل التوعية، حيث أن هذه المجالس تعتبر محطة سنوية لبث الوعي والدين والإيمان، كما تكون فرصة لإستيعاب أي حالات شاذة داخل البيئة الشيعية.

وبحسب مطلعين على الأجواء، فإن حزب الله ورغم التحديات الأمنية التي يواجهها في الداخل وعلى الحدود الجنوبية مع إسرائيل، أصرّ على إحياء مراسم عاشوراء لما تمثله من أهمية كبرى في تصويب العلاقة بينه وبين مناصريه، عبر المجالس الدينية والتذكير بأن هدف وجود الحزب هو محاربة العدو الإسرائيلي والمقاومة في سبيل تحرير الوطن وحمايته من الإطماع الإسرائيلية، وهذا ما يُعرض الحزب لحملات مدبرة بغية إضعافه وإبعاده عن بيئته التي ناصرته في السراء والضراء.

لا يخفي أحد المقربين من الحزب، تخصيص الأخير مبالغ مالية لإحياء مراسم عاشوراء، لكن هذه الأموال ليست لتشييد الخيم وإنارتها أو لإعطاءها لقارئي المجالس فقط، بل تصرف أيضا في مساعدة المحتاجين والفقراء، لأن أساس عاشوراء هو الدعوة لفعل الخير والتعاون ونصرة المظلومين ومساعدة المحتاجين، ولا يمكن الفصل بين إحياء هذه المراسم ودعم الأسر الفقيرة، لأن أيام عاشوراء ترسخ كل معاني العطاء والبذل الذي يبدأ بتقديم الأرواح، ولا ينتهي عند الطعام والضيافة.

ووفق ما ذكره المطلعون على أجواء الحزب، فإن الأخير سيتخذ عدة إجراءات جدّية بعد إنتهاء عاشوراء، من شأنها أن ترضي اللبنانيين عمومًا والشيعة خصوصاً، والذين فقدوا أبسط حقوقهم اليومية، والحزب لم ولن يقف متفرجًا على الحملات والإتهامات التي يتعرض لها، لكن ردّه سيكون عبر تأمين ما عجزت السلطة الحاكمة التي لا ينتمي إليها عن تأمينه.