الغارديان- لمس الماضي

  • شارك هذا الخبر
Monday, August 9, 2021

صحيفة الغارديان خصصت مقالا افتتاحيا فيها لتناول اكتشاف أثري حديث قبالة سواحل مصر، هو عبارة عن سلال تحتوي على فاكهة قديمة.

وهو الاكتشاف الذي احتل عناوين الاخبار على الرغم من بساطته، وهو ما تعيده الصحيفة إلى سحر اكتشاف الحياة اليومية في الماضي وتفاصيلها البسيطة.

وجرى اكتشاف هذه السلال التي يبلغ عمرها 2400 عاما ولا تزال تحتوي على ثمار دوم ممتلئة بالداخل، قبالة سواحل مصر بين بقايا "ثونيس-هيراكليون"، التي كانت مدينة مزدحمة على البحر الأبيض المتوسط و بدأت تغرق في خليج أبو قير في وقت ما من القرن الثاني قبل الميلاد.

وتقول الصحيفة إنه على الرغم من أن الكنوز الاثرية القديمة لها بريق وجاذبية أكثر وضوحا من مجرد بضع فواكه تشبه التمر، وأن "الآثار العظيمة في العصور القديمة تتمتع أيضا بالقدرة على الإثارة: كالبارثينون، أو قلعة ماتشو بيتشو العظيمة، أو أهرامات مصر. ولكن في كثير من الأحيان، فإن الأشياء المتواضعة اليومية هي التي تستحوذ على الخيال، وتجعل المشاهد يشعر أنه يمكنه اجتياز فجوة في الزمن ولمس الماضي".

وتقول إن الاكتشاف الأثري "يمكن أن يكون مجرد صندل جلدي محفوظ في فيندولاندا على جدار هادريان في شمال إنجلترا، ولا يزال نعله يحمل بصمة القدم التي ارتدته من قبل".

وأشار المقال الافتتاحي إلى أنه "مع مرور الوقت الكافي، قد يصبح البسيط وغير المهم ساميا تقريبا. ففي ماست فارم بالقرب من بيتربورو في بريطانيا، وهي مستوطنة من العصر البرونزي احترقت قبل أن تنضغط تحت طين عمره ثلاثة آلاف عام، اكتشف علماء الآثار، بين 2015 و2016، خيوطا لا تزال تتشبث بالمغزل؛ وإناء وملعقته لا يزالان ملطخين بالطعام؛ وكتلة من فضلات كلب؛ وأثر قدم رجل تقابل تقريبا الحجم الحديث 10 في قياسات الأحذية".

وأضاف "تأتي الكوارث وتذهب، وكذلك الثورات والحروب، ويبدو أن هذه الأشياء البسيطة تقول، لكن البشر لا يزالون بشرا، وما زالوا يأكلون العصيدة بملعقة من وعاء".

وشدد المقال على القول "إن وعاء الفاكهة ليس مجرد وعاء من الفاكهة - في سياقات ثقافية مختلفة، للأشياء أغراض ومعان مختلفة. وربما كان وضع الثمار في ثونيس-هيراكليون، على سبيل المثال، كقربان جنائزي، وفقا لعلماء الآثار الذين قاموا بالتنقيب عنها".