خاص- مطلب "السيّد" لن يتحقق... هل يُكرر الحزب تجربة شويا؟- محمد المدني
شارك هذا الخبر
Tuesday, August 10, 2021
خاص- الكلمة أون لاين
محمد المدني
رغم الإجماع الدرزي السياسي والديني على دعم المقاومة الإسلامية في لبنان ضد إسرائيل، إلا أن حزب الله سوف يدرس موضوع القصف على إسرائيل من مناطق خارج المناطق الشيعية الحاضنة له، تلافيًا لأي إشكال قد يحصل على غرار ما حصل في بلدة شويا قضاء حاصبيا، ذات الغالبية الدرزية.
وبحسب مطلعون على أجواء حزب الله، فإن الأخير بات متوجسًا مما يحصل معه في عدة مناطق لبنانية، إن كان في خلدة مع العشائر العربية أو في شويا مع الأهالي الذين اعترضوا على وجود راجمة للصواريخ بين الأحياء السكنية، ما يعرضها لخطر القصف الإسرائيلي.
ورغم البيانات التي أعلنت تأييد الزعماء الدروز، وليد جنبلاط وطلال أرسلان ووئام وهاب لحزب الله في حربه مع إسرائيل، ورغم الإتصالات التي حصلت بين الأحزاب الدرزية وقيادة الحزب عقب حادثة شويا، وتبني الإشتراكي والديمقراطي اللبناني والتوحيد العربي لقضية المقاومة، إلا أن تواجد راجمات صاروخية تابعة لحزب الله في المناطق الدرزية أمر لم يُحسم بعد، وهو بحاجة إلى الكثير من المشاورات والنقاشات بين الأطراف المعنية، خصوصاً أن البيئة الدرزية ليست مؤيدة للمقاومة بغالبيتها، وبالتالي ليس محبذًا أن تكون منصة لقصف إسرائيل، ولو لأسباب عسكرية تتعلق بالنقاط الإسرائيلية المستهدفة كما شرّحها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه مساء السبت.
ووفق المطلعون، فإن مطالبة نصر الله بمحاسبة الذين اعتدوا على عناصر الحزب في شويا، تأتي من منطلق وضع الملف بيد الدولة لمعرفة هل الأمر صدفة أم مدبر، وهل كانت ردة الفعل عفوية أم أنها مقصودة لإستدراج الحزب نحو الإشتباك الداخلي، كما حصل في خلدة.
وتفيد المعلومات، بأن المعتدين على عناصر الحزب لن يحاسبوا أمام القضاء كما طلب السيد حسن نصر الله، لأن محاسبة الذين استشعروا الخطر وغضبوا من وجود راجمة للصواريخ بين بيوتهم لا يمكن توقيفهم ومحاسبتهم، والقضاء اللبناني لن يُقدم على أي خطوة بهذا الإتجاه، خصوصاً أن قيادة الجيش كانت قد أطلقت سراح عناصر الحزب الذين أوقفوا بعد الحادثة في شويا.
أما عن إطلاق سراح عناصر حزب الله الأربعة وإعادة الراجمة التي أطلقت الصواريخ باتجاه إسرائيل، ذكرت مصادر أمنية أن الجيش اللبناني لا يمكنه تحمل تداعيات توقيف عناصر الحزب، لذلك عمد إلى إطلاق سراحهم بعد نقلهم من منطقة شويا، لكن بحسب المصادر فإن قيادة الجيش ارتكبت خطأً فادحًا عند إصدارها بيانًا أعلنت فيه توقيف العناصر وضبط الشاحنة مع علمها أنها ستطلق سراحهم لاحقًا، لأن ذلك يعرض قائد الجيش العماد جوزاف عون لإنتقادات دولية، إن كان من الولايات المتحدة الأمريكية أو من الأمم المتحدة، لأنه سمح بإطلاق سراح عناصر حزبية قامت بخرق الاتفاقات الدولية وتحديدًا قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701.
وذكر مقربون من الحزب أنه سيعمل على إعادة تحريك قنوات الحوار والتواصل مع معظم الأحزاب والتيارات السياسية، بغية تكريس فكرة المقاومة وتوسيع رقعة التأييد الشعبي للحزب في حربه مع إسرائيل، لأن الحزب بات بحاجة ملحة إلى فصل خياراته السياسية في الداخل اللبناني عن صراعه المستمر مع إسرائيل، وهو يدرك أي حزب الله أن نجاح مقاومته يتطلب دعمًا شعبيًا واسعًا لا يقتصر على الطائفة الشيعية فقط، بل جميع المكونات اللبنانية كي تحظى مقاومته بالدعم الشعبي اللازم على غرار الدعم السياسي الذي يؤمنه له حلفاءه وفي مقدمهم التيار الوطني الحر.